الإيطالية نيوز، الإثنين 14 ديسمبر 2020 ـ أعلن الكاتب والصحفي الإيطالي «كورّادو أَْودْجاس» (Corrado Aigias) أنه سيعيد إلى فرنسا شارة "وسام جوقة الشرف" التي مُنحت له من قبل الرئاسة الفرنسية، وهو ما فعله فعلا صباح اليوم الإثنين. وهو قرار مرتبط بقرار «ماكرون» الأخير بمنح الاعتراف نفسه للرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي».
وقال «أودجاس» (85 عاماً) في مقابلة تلفزيونية مع (Rai3) للأخبار: "سأذهب صباح غد (أي صباح اليوم الإثنين)، باكرا، إلى السفارة لأسلم لمكتب الإستقبال علبة صغيرة تضم الصليب "وسام الشرف" "رتبة الصليب الأكبر" (Grand'Croix) ورسالة للسفير.
أهدي هذه الإشارة على ذكرى «جوليو ريجيني» وليس وحده، وللعناد (الإصرار) الذي أبقى به والداه على شعلة الذكرى حية."
وأضاف: "دفعني الغضب للقيام بهذه اللفتة، وأقول الحقيقة، أنا لست مولود فقط بالأمس، أنا أعرف جيدا طبيعة العلاقات التجارية، والمصالح، وتلك المتعلقة بالصناعة، والهيبة، والسلطة. ولكن هناك لا يجب أن يحدث تجاوزها".
وفي رد على سؤال محاورته الصحفية: "لماذا حضرتك تنتقد منح «ماكرون» وسام الشرف لـ«السيسي»؟
رد الكاتب الإيطالي الذي حصل على وسام الشرف في العام 2007 ": "أنا أعتبر أن «السيسي» لا يستحقه لسبب بسيط، هو، بكل موضوعية، شريك بقدر ما هو على معرفة بالحقيقة، ولكونه رئيس دولة، لديه الحق في التبليغ أيضا على عملاء استخباراته المنحرفين عندما يحدث فعل بهذا النوع من الوحشية.
وسام جوقة الشرف (بالفرنسية: Légion d'honneur) أو وسام جوقة الشرف الوطني (بالفرنسية: Ordre national de la Légion d'honneur) أو الليجيون دونور هو وسام فرنسي أنشأه نابليون بونابرت القنصل الأول للجمهورية الفرنسية الأولى في 19 مايو 1802. وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا، وينقسم إلى 5 رتب هي:
- رتبة فارس Chevalier
- رتبة ضابط Officier
- رتبة قائد Commandeur
- رتبة قائد عظيم Grand Officier
- رتبة الصليب الأكبر Grand'Croix
شعار هذا الوسام هو "الشرف والوطن" (بالفرنسية: Honneur et Patrie) وتقام مراسم منحه في قصر جوقة الشرف (بالفرنسية: Palais de la Légion d'Honneur) الواقع على الضفة اليسرى لنهر السين في باريس.
وبحسب صحيفة "إل_كوتيديانو" الإيطالية، لم يكن كورادو أوجياس الوحيد الذي قرر التخلي عن الوسام الفرنسي، إذ اتخذ القرار نفسه عمدة مدينة "بولونيا" السابق «سيرجيو كوفّيراتي» (Sergio Cofferati)، والوزيرة السابقة «جوفانا ميلاندري» (Giovanna Melandri)، والصحافية والمفكرة «لوتشانا كاستيلّينا» (Luciana Castellina). وقرر هؤلاء إعادة وسام جوقة الشرف إلى فرنسا، بعد أن منح الإليزيه أعلى تقدير في البلاد للرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي».
وأوضح «كوفراتي»، وهو أيضاً الأمين العام السابق لمجموعة CGIL العمالية، قراره بالقول: "عملي في الدفاع عن حقوق الأطفال وضد استغلال القصر، كان سبب حصولي على جوقة الشرف، والحقوق العالمية التي أراها الآن تداس باختيارات ماكرون الذي حاول إخفاءها بمنع نشر البيانات الصحافية والصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالحفل تكريماً لـ«السيسي»".
من جهتها، كتبت المفكرة الإيطالية الكبيرة «لوتشانا كاستيلّينا» في رسالة بعثت بها إلى السفير الفرنسي روما «كريستيان ماسيه» (Christian Masset): "في مواجهة ما حدث، أشعر بواجب سياسي وأخلاقي للتخلي، مع الأسف، عن لقب فارس الفنون والآداب في الجمهورية الفرنسية". كما شرحت القرار بقولها إن منح وسام جوقة الشرف لـ«السيسي» "هو ألم لمن مثلي، وللعديد من الإيطاليين، الذين يشعرون بالتعلق الشديد بفرنسا. إنها صفحة سيئة في تاريخ هذا البلد. أود أن أضيف لفتة لم يتوقعها أحد من الجمهورية الفرنسية".
ويوم 7 ديسمبر، قدّم الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» أرفع وسام فرنسي إلى نظيره المصري خلال زيارته الرسمية إلى باريس، في سرية وغياب لوسائل إعلام فرنسية وأجنبية التي كانت قامت بتغطية المؤتمر الصحفي بينهما. وهذا التكتم يشير إلى أن قائد الإليزيه كان غير مقتنعا بهذا التتويج الذي يلفه النفاق وتطبعه المصالح على حساب آلاف السجناء والمظلومين والمقموعين في مصر، والمقتولين تحت آلة التعذيب النظامية المدمرة للإنسان في أرض لا تستنشق فيها الحرية إلا بإذن نظام «السيسي». وقد أثار هذا التتويج المحتشم ردود فعل منددة وغاضبة بسبب ملف حقوق الإنسان في مصر.