الإيطالية نيوز، الجمعة 20 نوفمبر 2020 ـ أكد وزير الداخلية الإسباني، «فرناندو غراندي مارلاسكا» (Fernando Grande-Marlaska)، الإثنين، أن جزر الكناري لن تصبح جزيرة جديدة "لسبوس" (الجزيرة اليونانية حيث يعيش آلاف اللاجئين محاصرين دون إمكانية الانتقال إلى البر الرئيسي لليونان) تماما كما يحدث أيضا في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، التي تحولت إلى سجن مفتوح أسواره البحر. ومع ذلك، فإن ضغوط الهجرة التي عانى منها الأرخبيل الإسباني منذ بداية العام - مع وصول أكثر من 18000 شخص - جنبًا إلى جنب مع تقاعس الحكومة الإسبانية اتجاه الجزر والإهمال الذي تندد به سلطات "سانتا كروز دي تينيريفي"، تناسب المقارنة.
أكثر من 2300 مهاجر تقطعت بهم السبل حاليًا في جزيرة "غران كناريا"، تحت بعض الخيام التي أقامها الصليب الأحمر على رصيف "أرغوينغوين" (Arguineguín) ، فيما أصبح، وفقًا للصحافة الإسبانية، "مخيم العار": لا توجد حمامات، عدد قليل من المراحيض الكيميائية والعديد من الأسرة في الهواء الطلق. هناك، على مساحة 400 متر مربع وبسعة 500 شخص، يتدفق عليهم أكثر من 2000 مهاجر، في ظروف "غير إنسانية" تندد بها المنظمات الإنسانية. يقضي العديد من المهاجرين ما يصل إلى خمسة عشر يومًا في هذا المخيم حتى يتم نقلهم إلى أماكن أخرى، عمومًا إلى الفنادق، التي أصبحت فارغة بسبب الوباء، يجري استخدامها عليها حسب الحاجة، ما أثار حفيظة الحكومة الكنارية ونواب الأرخبيل في مدريد.
وعدت الحكومة الإسبانية، وبالتحديد وزير الداخلية، «فرناندو غراندي مارلاسكا»، في فبراير بأنها ستجهز مساحات لاستقبال المهاجرين بعد أن أغلقت الدولة مراكز تحديد الهوية (CIE) في جزر الكناري في عام 2018. ومع ذلك، لم يحدث القيام بذلك وبعيدًا عن التباطؤ، فقد كُثّفت عمليات وصول المهاجرين غير النظاميين إلى الأرخبيل الإسباني. في أكتوبر وحده، وصل 8000 وفي يوم الثلاثاء 17 نوفمبر ما يقرب من 600. والحل الذي توصلت إليه الدولة في سبتمبر كان نقل المهاجرين المغادرين من "أرغوينيجين" إلى مرافق الإقامة في جنوب الجزيرة، وهي الآن فارغة ومن دون سائحين بسبب الخوف من الإصابة بعدوى الفيروس التاجي، كوفيدـ19. ثم اقترح رواد الأعمال السياحيون أنفسهم كحل محدد، لكنهم اليوم يطالبون بمراكز استقبال عامة وإطلاق الفنادق، خاصة عندما يُتوقع إعادة تنشيط السياحة في ديسمبر.
في عام 2020 بأكمله، لم تكن هناك أي عمليات نقل من قبل الحكومة الإسبانية إلى مجتمعات مستقلة أخرى، وحدث إعادة 22 مهاجراً فقط إلى موريتانيا - الذين غادروا برحلة في 10 نوفمبر - كما أشارت نائبة تحالف كناريا أمس في مجلس النواب، «آنا أوراماس» (Ana Oramas)، أصبحت جزر الكناري "برميل بارود". تتسبب إدارة الحكومة الإسبانية في مواجهة ظاهرة الهجرة في اندلاع مظاهرات معادية للأجانب وعنصرية في مجتمع تقليدي منفتح ومضياف يمر بأزمة خطيرة، مع ما يقرب من 50 ٪ من سكانه عاطلين عن العمل أو جرى تسريحهم بسبب التوقف لقطاع السياحة.
انقر على الصورة لرؤتيها في حجمها الأصلي |
في هذا الصدد، هاجمت جميع إدارات الكناري، بما في ذلك رئيس الحكومة المحلية، «أنجيل فيكتور توريس» (Ángel Víctor Torres) (اشتراكي مثل حكومة مدريد)، الوزير «فرناندو غراندي مارلاسكا»، الذي أكد، مع ذلك، أنه لن يستقيل، على الرغم من الضغوط الممارسة ضده أيضًا من جزء من المتحالفين مع حزبه في الحكومة، وأرسل 300 دعم من شرطة مكافحة الشغب إلى الجزر.