الإيطالية نيوز، الثلاثاء 17 نوفمبر 2020 ـ على الرغم من أن الكويت يقودها الآن أمير جديد وولي عهد جديد، إلا أن البلاد لا تزال ترغب في لعب دور الوسيط في أزمة الخليج الحالية. ومع ذلك، بالنسبة للبعض، فإن المناخ ليس مواتًا تمامًا بعد.
بدأت الأزمة المشار إليها في 5 يونيو 2017، وهو تاريخ فرض حظر دبلوماسي واقتصادي ولوجستي على قطر، المنافس الرئيسي للرياض في المنطقة، متهماً إياها بدعم وتمويل جماعات إرهابية مثل حماس وحزب الله، ودعم إيران والإرهاب. والدول الداعمة للكتلة هي مصر والسعودية والإمارات والبحرين. من جانبها، رفضت الدوحة الاتهامات، فيما بقيت في حالة عزلة أسفرت عن إغلاق الحدود الجوية والبحرية والبرية، وطرد المواطنين القطريين من دول الحصار.
بعد ثلاث سنوات من بدء الخلاف، في 4 يونيو، أفاد رئيس الوزراء الكويتي، «صباح الخالد الصباح»، أن أمير البلاد مستمر في العمل حتى تتمكن الكويت من تمثيل نقطة التقاء لمختلف الدول المعنية وتعزيز محاولات المصالحة. هذا هو الدور الذي لعبته الدولة الخليجية منذ أغسطس 2017، عندما بدأت في حث الجهات الفاعلة المهتمة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
لكن كما أوردت صحيفة العرب في 17 نوفمبر، فإن موقف الدوحة والدول الأربع الداعمة للحظر لم يتغير على مر السنين، وهذا، كما يكرر بعض المحللين، يضع ضغطاً على محاولات الوساطة التي تقوم بها حكومة الكويت. أخيرًا وليس آخرًا، شهدت البلاد مؤخرًا تغييرات كبيرة، بالنظر إلى تعيين الأمير الجديد، «نواف الأحمد الجابر الصبّاح»، بعد وفاة سلفه «الصبّاح».
وكان الأخير، منذ تولّيه العرش في عام 2006، قد روّج لسياسة الوساطة التي جعلت الكويت واحدة من دول الخليج المسالمة نسبيًا، وتتميز بسياسة خارجية مستقلة وموقف محايد. في حين أن هذا لم يساعد أبدًا في تحقيق انفراجة في سياق الأزمة التي اندلعت في عام 2017، قال وزير الخارجية الكويتي «أحمد ناصر» إن الفريق في السلطة يواصل اتباع تعاليم الأمير الراحل، ومواصلة بذل الجهود من أجل قرار محتمل.
أثار بعض المراقبين العديد من الشكوك حول جدوى ادعاءات مماثلة على أمير الكويت الجديد، قبل أن يوجه نظره خارج بلاده، أن يحاول حل العديد من التحديات الداخلية. بالإضافة إلى تداعيات وباء فيروس كورونا على الاقتصاد وانهيار أسعار النفط، سيضطر خليفة «الصبّاح» إلى محاولة إعادة التوازن الداخلي بين الحكومة والبرلمان، فضلاً عن معالجة الفضائح الأخيرة التي تورط فيها العديد من أفراد الأسرة الحاكمة.
لهذا السبب، فإن الإعلان عن نية التوسط في الأزمة الخليجية، بحسب البعض، قد يعكس رغبة بسيطة في لعب دور إقليمي فاعل، محاكاة للسياسات التي نفذتها القيادة السابقة للبلاد. ومع ذلك، جرت الإشارة إلى أن أي نوع من الوساطة يجب أن يأخذ في الاعتبار أيضًا المملكة العربية السعودية، التي سيتعين عليها إعطاء الضوء الأخضر لأي مناورة.
في الوقت نفسه، يعتقد أخرون أن ما يدفع الكويت إلى الانطلاق من جديد في "مغامرة" الوساطة هو توقع تغيير في موقف الولايات المتحدة، مع وجود الرئيس الديمقراطي المنتخب حديثًا، «جو بايدن». ووفقًا لتقارير "العرب"، فقد ترك رئيس الدولة المنتهية ولايته، «دونالد ترامب»، لشعوب الخليج فرصة لحل خلافاتهم بأنفسهم. الآن، ومع ذلك، من المتوقع أن يكون «جو بايدن» أكثر تسامحًا مع قطر وأكثر اهتمامًا بإعادة اندماجها في منطقة الخليج. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "العرب"، يبدو أن الدوحة نفسها تأمل في دخول «بايدن»، كما يتضح من الحماس الذي أبدته وسائل الإعلام القطرية في لحظة فوز المرشح الديمقراطي.