وتناولت المباحثات بين رئيسي البلدين في الغالب آفاق التعاون في مختلف المجالات، من القطاع السياسي والاقتصادي إلى الصحة والتعليم، فيما تم بحث آخر التطورات المتعلقة ببعض الملفات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأزمة الليبية.
وللتذكير، فهذه هي المرة الأولى التي يسافر فيها الرئيس «سعيد» إلى قطر منذ توليه رئاسة الدولة الواقعة في شمال إفريقيا في 23 أكتوبر 2019. وبحسب ما أوردته الرئاسة التونسية سابقًا، فمن المتوقع أن وتستغرق زيارة الدوحة في المجمل ثلاثة أيام، وتهدف على وجه الخصوص إلى إقامة روابط تعاون دائمة بين الطرفين. وكان «آل ثاني»، من جانبه، قد سافر سابقًا إلى تونس في 24 فبراير الماضي.
وحسب صحيفة العرب، فإن الشعب التونسي لا يعلق آمالاً كبيرة على زيارة الرئيس «سعيد» لقطر، معتبراً أن العديد من الوعود التي قطعتها الدوحة سابقاً لم تجد تأكيداً ملموساً، سواء كانت استثمارات أو دعمًا لمشاريع التي أعلنها «سعيد» أو توظيف الشباب التونسي. كشفت مصادر إعلامية قطرية أن الدولة الخليجية قد توقع نحو 80 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع حليفتها في شمال إفريقيا، إضافة إلى تخصيص 3 مليارات دولار استثمارات و 500 مليون لدعم الاحتياطيات التونسية. في الوقت نفسه، يعتقد بعض المحللين أن الهدف الرئيسي للدوحة هو، في الواقع، الحفاظ على مصالحها ليس فقط في تونس ولكن أيضًا في ليبيا، حيث وضعت نفسها أثناء الصراع الأهلي جنبًا إلى جنب مع حكومة طرابلس، المعروفة أيضًا بحكومة الوفاق الوطني وحليفتها تركيا.
وكان رئيس الدولة التونسية قد طلب خلال الاجتماع في فبراير، حسب ما أوردته صحيفة "العرب"، من الدوحة تمويل "مصحة الأغالبة" الطبية بغض النظر عن الوضع السياسي في تونس. ومع ذلك، لم يتم تلبية الطلب حتى الآن ويعتقد بعض المراقبين أن هذا يرجع إلى علاقات الدوحة مع حزب النهضة التونسي، الذي ربما كان في خلاف كانت في خلاف مع حزب النهضة التونسي. في الوقت نفسه، يعتقد البعض أن قطر تعمل كوسيط في الخلافات الداخلية داخل الحكومة التونسية، وتحاول ليس فقط تهدئة الأجواء، ولكن أيضًا تعزيز موقع النهضة داخل السلطة التنفيذية، بما يخدم مصالحها الخاصة.
ومع ذلك ، تشير "العرب" إلى أن الدوحة، على ما يبدو، لم تدرك بعد القناة التي ينبغي عليها سلكها لكسب صداقة عميقة وحميمية تسيطر بها على تونس سياسيا واقتصاديا، بينما نجح الرئيس «قيس سعيد» في الحفاظ على شعبيته بعد حوالي عام من الانتخابات، فإن رئيس مجلس النواب التونسي، «رشيد الغنوشي»، زعيم حزب النهضة الإسلامي، لا يزال يواجه مشاكل مختلفة تراه يتعرض لانتقادات بسبب علاقاته بجماعة الإخوان المسلمين. في هذا الصدد، وبحسب بعض المصادر، كان «الغنوشي» قد طلب من الدوحة القيام بدور الوسيط لصالحه بالفعل خلال اجتماع 24 فبراير، بعد اتهام زعيم حزب النهضة بالتدخل في خياراترئيس الجمهورية في السياسة الخارجية. بعد الزيارة السرية مع الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان». وفي مواجهة هذا السيناريو، بحسب بعض المراقبين، تهدف قطر إلى الاستفادة من تحالفها مع «سعيد» للعودة إلى الأضواء على الساحة الليبية، حيث قد تتسبب التطورات الأخيرة في ابتعاد الجبهة الإسلامية، على حساب مصالح الدوحة.
تعدّ قطر من أهم شركاء تونس الدوليين في المجال المالي والاستثماري، حيث بلغ حجم الاستثمارات القطرية في تونس نحو 4 مليارات ريال في قطاعي الاتصالات والبنوك عام 2018. أخيرًا وليس آخرًا، لمواجهة وباء فيروس كورونا، زوّدت الدوحة تونس بمستشفى ميداني بحوالي 100 سرير، بالإضافة إلى 10 أطنان من المساعدات الطبية.