الإيطالية نيوز، الأحد 22 نوفمبر 2020 ـ تريد فرنسا إنشاء آلية رقابة دولية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في نزاع "ناغورنو كاراباخ"، في ظل الخوف من أن تتوصّل روسيا وتركيا إلى اتفاق ينجم عنه استبعاد القوى الغربية من محادثات السلام المستقبلية. أعلنت ذلك الرئاسة الفرنسية يوم الخميس 19 نوفمبر، مؤكدة أن باريس وواشنطن، اللتين تشاركان في رئاسة مجموعة مينسك مع موسكو، لم تشاركا في الاتفاقية التي وقعّتها روسيا وأرمينيا وأذربيجان في 9 نوفمبر لوضع حد لستة أسابيع من الاقتتال في الجيب الحدودي.
وعقب وقف إطلاق النار، أجرت روسيا محادثات مع تركيا، الحليف الرئيسي لأذربيجان والمنتقدة بشدة لمجموعة مينسك، ووافق برلمانها على نشر قوات تركية في المنطقة. وقال مكتب الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» (Emmanuel Macron) بعد مكالمات مع رئيس أذربيجان «إلهام علييف» (Ilham Aliyev) ورئيس وزراء أرمينيا «نيكول باشينيان» (Nikol Pashinyan). إن "انتهاء القتال يجب أن يسمح الآن باستئناف المفاوضات لحماية سكان "ناغورنو كاراباخ" وضمان العودة الآمنة لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من ديارهم في الأسابيع الأخيرة".
يبلغ ضمن سكان فرنسا ما بين ما بين 400000 و 600000 نسمة من أصل أرمني. لم يتخذ «ماكرون» أي موقف لصالح أي طرف في الصراع، لكنه واجه انتقادات عديدة في الداخل لعدم القيام بما يكفي لمساعدة "يريفان". وصرح مسؤول رئاسي فرنسي للصحفيين "نريد من مجموعة مينسك أن تلعب دورها في تحديد مراقبة وقف إطلاق النار" ، كاشفا أن باريس تضغط من أجل "إشراف دولي" على وقف إطلاق النار وعودة اللاجئين وتنظيم عودة المقاتلين الأجانب، وخاصة من سوريا، والبدء في محادثات حول وضع "ناغورنو كاراباخ".
تدهورت العلاقات بين فرنسا وتركيا في الأشهر الأخيرة. واتهمت باريس أنقرة بتفاقم أزمة القوقاز. وقال المسؤول الفرنسي ”الروس يتحدثون مع الأتراك حول صيغة محتملة، لا نريدها، تكرر عملية "أستانا" وتقسم أدوارهم في هذه المنطقة الحساسة. لا يمكن أن يكون لدينا مينسك و من جهة أخرى "أستانا. في مرحلة ما، سيكون على الروس أن يختاروا“. وأضاف أن ”"منتدى أستانا" سمح لروسيا وتركيا بمناقشة بعضهما البعض كيفية إدارة الصراع السوري، وتنحية القوى الغربية جانبا.“
كما تدهور الوضع أيضا في "ناغورنو كاراباخ" في 27 سبتمبر عندما اندلعت سلسلة من الاشتباكات على خط التماس، وهي منطقة شديدة التسلح تفصل بين القوات الأذربيجانية والأرمنية المنتشرة في المنطقة. منذ ذلك الحين، أدخلت كل من أرمينيا وأذربيجان الأحكام العرفية وأعلنتا التعبئة. حتى الآن، أبلغت كل من "يريفان" و"باكو" عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهما، ونددتا بقتل المدنيين.
ودعا قادة روسيا والولايات المتحدة وفرنسا الأطراف المتصارعة إلى إنهاء الاشتباكات والالتزام ببدء المفاوضات دون شروط مسبقة. تركيا من جهتها صرحت بأنها ستقدّم أي دعم مطلوب لأذربيجان حليفتها. واتهمت أرمينيا والرئيس الفرنسي أنقرة بتزويد القوات الأذربيجانية بالآليات والأسلحة والرجال.
يتنافس الأرمن والأذريون على ناغورنو كاراباخ منذ فبراير 1988، عندما أعلنت المنطقة، ذات الأغلبية الأرمينية، انفصالها عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية. خلال الصراع المسلح في 1991-1994، فقدت أذربيجان السيطرة على "ناغورنو كاراباخ" التي أعلنت نفسها، بدعم من الأرمن، مستقلة واتخذت اسم جمهورية "أرتساخ". هذا الأخير غير معترف به من قبل المجتمع الدولي، لكن له رسميًا حكومته وإدارته الخاصة وجيشه الخاص.
💬 "Le président Erdogan tient des propos calomnieux qui ne prêtent pas au dialogue", souligne @JY_LeDrian#LeGrandJury #Turquie pic.twitter.com/eWvneIjAau
— Le Figaro (@Le_Figaro) November 22, 2020
في هذا الصدد، قال وزير خارجية فرنسا، «جون إيفين لودريان» (Jean-Yves Le Drian)، حسب ما نقلته "لوڤيغارو" وتقاسمته وزارة الخارجية الفرنسية على حسابها الرسمي "على تويتر": ”إن الرئيس إردوغان يدلي بتصريحات تشهيرية لا تفسح المجال للحوار.“
▶ Haut-Karabakh.
— LCI (@LCI) November 22, 2020
🗣 @JY_LeDrian : "L'Arménie est un peuple ami de la France [...] En ce moment-même, il y a un avion qui arrive à Erevan pour aider, et il y en aura un autre la semaine prochaine. Nous avons pris des engagements humanitaires".
📺 #LeGrandJury avec @Acarrouer. pic.twitter.com/N9yjsgxnHI
وفي تغريدة أخرى تقاسمتها وزارة الخارجية الفرنسية، نقلا عن تلفزيون (LCI)، يقول «لو دريان»: ”إن أرمينيا شعب صديق لفرنسا [...]وفي هذه اللحظة ذاتها، هناك طائرة على وشك الوصول إلى يريفان تحمل مساعدات، وستكون هناك طائرة أخرى في الأسبوع المقبل. نحن أخذنا على عاتقنا التزامات إنسانية“.