هجرة: «قيس سعيد» يوافق على "استعادة التونسيين" المطرودين من فرنسا بشرط أن "تُصان كرامتهم" - الإيطالية نيوز

هجرة: «قيس سعيد» يوافق على "استعادة التونسيين" المطرودين من فرنسا بشرط أن "تُصان كرامتهم"

الإيطالية نيوز، الأحد 8 نوفمبر 2020 ـ نجحت فرنسا في إقناع رئيس الجمهورية التونسية، «قيس سعيد»، بإرجاع التونسيين غير المرغوب فيهم على التراب الوطني الفرنسي بحجة تشجيعهم أو مدحهم أو إظهار تعاطفهم مع الأنشطة ذات الطابع الإرهابي، أو للاشتباه في أن لديهم ميولات جهادية.

لتحقيق هذا الهدف، أرسل الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، وزير داخليته، «جيرالد دارمانين» (Gérald Darmanin)، لإجراء مفاوضات أمنية مع الرئيس التونسي «قيس سعيد» (وزير مقابل رئيس جمهورية) ووزير الداخلية التونسي، «توفيق شرف الدين»، في 6 نونبر. في نهاية الإجتماع وافقت تونس على استعادة مواطنيها المطرودين من قبل نظام ماكرون، ولكن بشروط معينة. 

ووفقا لما علمته الإيطالية نيوز من بعض المواقع الإعلامية الفرنسية، أحضر «جيرالد دارمانين» قائمة أولية تضم 20 إسما لمواطنين تونسيين تعتزم فرنسا طردهم للأسباب التي ذكرناها سابقا، بشرط أن تكون كرامتهم مصونة وأن يمنحوا الحق في الوصول إلى جميع درجات الاستئناف في فرنسا قبل الترحيل. إضافة إلى ذلك، طالب «توفيق شرف الدين» الدين بتنفيذ إجراءات الإعادة وفقا لأحكام القانون والمواثيق الدولية.

يعارض الرأي العام التونسي عودة الجهاديين المشتبه بهم إلى البلاد، ومنعت السلطات التونسية حتى الآن عودة بعضهم من فرنسا، متذرعة بالقيود المفروضة على الحركة والسفر لوقف انتشار فيروس كورونا. في عام 2015، أصدرت الأمم المتحدة تقديرات تشير إلى تدفق حوالي 5000 تونسي إلى ليبيا وسوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية. ومع ذلك، وفقًا للسلطات التونسية، سيكون هذا الرقم أقل وسيصل إجماليًا إلى حوالي 3000 فرد. على أي حال، كانت عودتهم إلى وطنهم مصدر قلق كبير بسبب الهجمات المتعددة التي تبناها داعش في البلاد بين عامي 2015 و 2016.

جرى تنظيم اجتماع «جيرالد دارمانين» في تونس، وهي مستعمرة فرنسية سابقة، بعد هجوم نيس في 29 أكتوبر، حيث اتُّهم تونسي، يبلغ من العمر 21 عامًا، مسلحًا بسكين 3 أشخاص داخل كنيسة نوتردام. ويُزعم أن المهاجم المتهم، الذي وصل إلى أوروبا من لامبيدوزا في 20 سبتمبر الماضي.

وقع هجوم نيس بعد أيام قليلة من آخر حلقة مماثلة، والتي وقعت في 16 أكتوبر الماضي في شمال باريس، عندما جرى قُطع رأس مدرس من قبل شاب شيشاني يبلغ من العمر 18 عامًا ، انتقاما من المدرس بذريعة السخرية من نبي الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. حتى قبل هذه الحلقة ، في 25 سبتمبر الماضي ، طعن شاب يبلغ من العمر 18 عامًا من أصل باكستاني، وصل إلى فرنسا قبل ثلاث سنوات، شخصين خارج المكتب السابق لمجلة تشارلي إيبدو الساخرة. وبمناسبة بدء المحاكمة في هذا الصدد، قررت الصحيفة مؤخرًا نسخ الرسوم الكاريكاتورية للنبي «محمد» التي أثارت الغضب وما تبع ذلك من مذبحة شارلي إبدو في 7 يناير 2015، والتي قُتل فيها 12 شخصًا.

تصديا لتزايد انتشار الإسلام في فرنسا، الذي وصفه «إيمانويل ماكرون»، بالإسلام الراديكالي، قرر «ماكرون»، اعتماد سلسلة من السياسات الهادفة إلى مواجهة "الانفصالية الإسلامية" ودعم نشر الرسوم الكاريكاتورية الساخرة باسم الحرية التعبير. ثم عرّف «ماكرون» الإسلام على أنه دين "في أزمة" في جميع أنحاء العالم، وذكر أن الحكومة ستقدم مشروع قانون في ديسمبر لمواجهة أكثر أطراف الإسلام راديكالية. لكن هذه التحركات أثارت ردود فعل قاسية من العالم الإسلامي الذي يتهم فرنسا بـ "الإسلاموفوبيا".

وفقًا لمصادر مقرّبة من «جيرالد دارمانين»، فإن 70٪ من أكثر من 230 أجنبيًا موجودين بشكل غير قانوني في فرنسا مشتبه بهم بالتطرف، ومعظمهم يأتون من منطقة المغرب العربي ولكن أيضًا من روسيا. ليس من المستغرب أن يتوجه  «دارمانين» بعد زيارته لتونس إلى الجزائر في 8 نوفمبر للغرض نفسه.