الإيطالية نيوز، الثلاثاء 17 نوفمبر 2020 - أفادت الجماعتان الفلسطينيتان المتنافستان سابقاً، "حماس" و"فتح"، بأن أنباء إيجابية ستصل من القاهرة فيما يتعلق بعملية المصالحة في الساعات القليلة المقبلة.
وبحسب «إياد ناصر»، المسؤول البارز والمتحدث باسم فتح، في 16 نوفمبر، فإن الحركتين تدخلان مرة أخرى في سلسلة من الاجتماعات التي تتسم بأجواء إيجابية، بهدف تعزيز المصالحة بين الفصائل الفلسطينية. وأكّد مصدر فلسطيني مطّلع على الوقائع أن الحركتين بدأتا حوارا يهدف إلى استكمال مسار الشراكة الوطنية العالمية، فيما قال«حازم قاسم»، المتحدث باسم حماس، إن حركته تواصل بذل الجهود من أجل تطوير استراتيجية مشتركة قادرة على مواجهة التحديات الحالية.
الاجتماعات التي بدأت في القاهرة في 16 سبتمبر تأتي في إطار التقارب التقدمي بين الحركات الفلسطينية الذي بدأ في 3 سبتمبر، عندما عقد رئيس السلطة الفلسطينية، «محمود عباس»، اجتماعا مع قادة الجميع. فصائل فلسطينية بينها رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس «اسماعيل هنية» عبر الفيديو من لبنان وزعيم حركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني «زياد النخالة». واستهدفت المباحثات وضع "استراتيجية فلسطينية" قادرة على مواجهة خطط ضم الضفة الغربية، ما يسمى بـ "صفقة القرن"، التي أعلنها رئيس البيت الأبيض المنتهية ولايته، «دونالد ترامب»، في 28 يناير الماضي، وآخرها. مشاريع التقييس بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين.
وبحسب ما أوردته صحيفة العرب، فقد أدركت الجماعات الفلسطينية ضرورة توجيه اهتمامها إلى التطورات والتحديات الإقليمية، بدلاً من الاهتمام باحتياجاتها الداخلية. في هذا السياق، وبحسب العرب، يبدو أن مصر "تولت زمام" عملية المصالحة بين حماس وفتح، والتي شهدت في السابق انخراط تركيا وقطر في خط المواجهة. وبحسب الصحيفة، فإن القاهرة كانت بالفعل منذ فترة طويلة نقطة مرجعية في عملية المصالحة بين الحركات الفلسطينية ويبدو اليوم أنها تريد العودة إلى دائرة الضوء لتأمين دور، أيضًا في ضوء التغيير الأخير لرئاسة الجمهورية. الولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب رئيس منتدى الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط في القاهرة «سمير غطاس»، فإن القاهرة تحاول الضغط على حماس ووقف مناوراتها، مشجعة بتصريحات الرئيس المنتخب حديثًا «جو بايدن»، حول التزام واشنطن بمحاباة حماس حل الدولتين. وعلى وجه الخصوص، وبناءً على هذا التأكيد، تفضل حماس تأجيل الانتخابات العامة المتفق عليها بين الحركات الفلسطينية، بانتظار تولي الإدارة الأمريكية الجديدة صلاحياتها الكاملة، ولعب دور يفيد الفصائل الفلسطينية.
تنظيم انتخابات نزيهة وحرة من نقاط الخلاف الرئيسية بين "حماس" و"فتح". بينما يدعو الأول إلى انتخابات شاملة ومتزامنة تشمل الرئاسة والمجلس التشريعي والمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، تقترح "فتح" إجراء الانتخابات التشريعية أولاً، ثم الانتخابات الرئاسية، ثم الانتخابات الوطنية. نقطة خلاف أخرى تتمثل في إصرار فتح على تنظيم انتخابات وفق نظام نسبي وغير مختلط، أي بشكل مختلف عن النظام الذي أدى إلى فوز "حماس" في عام 2006. وفي الوقت نفسه، طرحت "فتح" اقتراحًا لتشكيل حكومة ائتلافية بعد العملية الانتخابية، أما بالنسبة لحماس فيجب تشكيلها أولاً.
في مواجهة هذا السيناريو، من المتوقع أن تواصل القاهرة العمل كمحاور، لضمان احترام الأطراف لاتفاق المصالحة لعام 2007 والتوصل إلى تفاهم حول العملية الانتخابية المستقبلية. في الوقت نفسه، توضح "العرب" قائلة بأن الجماعات الفلسطينية أدركت أن قضيتهم، بالنسبة لمصر، تتعارض مع قضايا أخرى ذات طبيعة جيوسياسية، بالنظر إلى التنافس بين القاهرة وأنقرة في سيناريوهات مختلفة، من ليبيا إلى شرق البحر المتوسط. لكن بحسب الصحيفة، يبدو أن الفصائل الفلسطينية حريصة على تجاوز الخلافات من أجل التوصل إلى اتفاق وإجراء انتخابات وفق الآليات التي سبق وضعها.