«أليساندرو أورسيني»: "تداعيات الحرب في اليمن في ظل غياب الأسلحة الإيطالية" - الإيطالية نيوز

«أليساندرو أورسيني»: "تداعيات الحرب في اليمن في ظل غياب الأسلحة الإيطالية"

 الإيطالية نيوز، الإثنين 16 نوفمبر 2020 ـ إن نهاية الحرب في اليمن ستكون حتما أفضل خبر في العالم. يتحدث الأوروبيون قليلاً عن هذا الصراع لسببين رئيسيين. الأول أن تداعيات الحرب، كما غيرها في باقي الدول العربية والآسيوية لاتصل إلى الغرب أو تتعمد وسائل الإعلام الغربية تجاهلها. في المقابل، ستكون الحرب في اليمن موضوع نقاش مستمر إذا ذهب اللاجئون اليمنيون إلى أوروبا كما فعل السوريون أو إذا كان داعش قد أنشأ دولة في ذلك البلد المنهك. السبب الثاني هو أنه صراع معقد ولا يحب الرجال التعقيد لأن عدم الفهم يولِّد الإحباط. ما هو معقد للغاية يتم تبسيطه؛ إذا كان لا يمكن تبسيطه، يتم التخلي عنه. إنها دائمًا تجربة مؤلمة أن تعترف بعدم فهمك. لذلك دعونا نحاول فهم شيء ما. أولاً، في يونيو 2019، أوقفت حكومة «كونتي» الأولى بيع الأسلحة للسعودية، لكن هذه الخطوة لم تسفر عن نتائج: استمرت الحرب في اليمن لسبب بسيط هو استمرار السعودية في الشراء من البلدان الأخرى، التي شهدت زيادة في التوظيف في قطاع الدفاع، والتي انخفضت في إيطاليا.


يجب أن نتذكر أن الدفاع هو الخير الذي تعتمد عليه حياة الدولة. يقع على عاتق الحكومة الإيطالية واجب أخلاقي لإنتاج الأسلحة لأن أخلاق الدولة تكمن في قدرتها على النجاة من الموت في بيئة معادية، كما أوضحه «أليسّاندرو أورْسيني» (Alessandro Orsini) في كتابه "لِيعيش المهاجرون!" (Viva gli immigrati).


نأتي الآن إلى الصراع في اليمن، الذي اندلع في 14 سبتمبر 2014، من الاشتباك بين فصيلين: جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، وفصيلة الرئيس «عبد ربه منصور هادي»، بدعم من السعودية وحلفائها. في البداية كانت الاشتباكات معنية فقط بـ "الجبهة الإيرانية" و «الجبهة العربية» كما نسميها فقط للتبسيط. لكن بعد ذلك انقسمت الجبهة السعودية فوُلدت "الجبهة الإماراتية" التي ترغب في إقامة دولة في جنوب اليمن بدعم من الإمارات العربية المتحدة. باختصار، هناك ثلاث جبهات: للجبهة الإيرانية عاصمتها في تلك الأعجوبة للتاريخ العالمي وهي صنعاء؛ الجبهة السعودية عاصمتها عدن؛ فيما تنتشر الجبهة الإماراتية في عدة أماكن.


السؤال: كيف ترد السعودية على هذه الفوضى؟ لا يتمتع السعوديون بصحافة جيدة في إيطاليا، لكن الحقيقة الجوهرية للحقائق تتطلب منا توضيح أنهم يعملون بإلتزام متين للوصول إلى السلام. قبل عام، في 22 نوفمبر 2019، بدت نهاية الصراع وشيكة. صرح «مارتن غريفيث» (Martin Griffiths)، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن ، أمام مجلس الأمن بأن الضربات الجوية قد انخفضت بنسبة 80٪ في الأسبوعين الماضيين.


    قال «غريفيث» إنه متأكد من أن الصراع سينتهي بحلول أوائل عام 2020. وللأسف، لم يكن «ترامب» صانع سلام بقدر ما كان أكبر سلطوي مستفز والرجل المستبد في الشرق الأوسط. ومع ذلك، قد يتغير ذلك مع «بايدن»، الذي أعرب عن معارضته للحرب في اليمن. ربما لهذا السبب أيضًا سرّعت السعودية محادثات السلام بعد هزيمة «ترامب».

آخر الأخبار التي تنشر الأمل هي لقاء الرياض بين «إليوت أبرامز» المبعوث الأممي الخاص إلى إيران و«خالد بن سلمان» نائب وزير الدفاع السعودي. بما أن نهاية الحرب تتطلب اتفاقًا بين السعودية وإيران، يبدو أن الأخبار تؤكد أن السعوديين يسعون للوساطة مع الإيرانيين. المشكلة هي أنه بعد نشوء صراع داخل الصراع، هناك اتفاقيتا سلام، وهذا يعقد مساعي المملكة العربية السعودية.


فمن جهة، هناك اتفاقيات ستوكهولم لإنهاء الصراع بين الجبهة الإيرانية والجبهة العربية. من ناحية أخرى، هناك اتفاقيات الرياض، لإنهاء الصراع بين الجبهة السعودية والجبهة الإماراتية. نظرًا لأن المملكة العربية السعودية تشتري أسلحة من أي شخص تريده، وقبل كل شيء الولايات المتحدة، فإن إجراء دبلوماسي قوي من قبل وزير الخارجية «لويجي دي مايو»، من شأنه أن يجلب المزيد من الفوائد لليمنيين من التخلي عن إنتاج الأسلحة: قرار بلا تأثير مما يضعف جسد الدولة الإيطالية ولا يساعد اليمن.