الإيطالية نيوز، الجمعة 27 نوفمبر 2020 ـ اغتيل العالم الإيراني «محسن فخري زاده»، الذي تعتبره إسرائيل رئيس برنامج طهران النووي، في كمين قرب العاصمة. قُتل الرجل بالرصاص في "أبسارد"، بالقرب من "دماوند"، وهي ضاحية في شرق طهران. قالت قال وزير الخارجية الإيراني، «محمد جواد ظريف»، يوم الجمعة 27 نوفمبر "فارق الحياة شهيدًا".
وأكدت السلطات المحلية مقتل «فخري زاده» وأكدت مقتل المهاجمين. ورفضت إسرائيل التعليق على النبأ على الفور، على الرغم من الاشتباه في تل أبيب قبل نحو عشر سنوات بالتخطيط لسلسلة من عمليات القتل المستهدف لعلماء نوويين إيرانيين. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية "فارس" إن بعض الشهود سمعوا دوي انفجار ثم نيران مدفع رشاش. الهجوم استهدف السيارة التي كان يستقلها فخري زاده. وأضافت الوكالة أن الجرحى ومن بينهم حراس العالِم نُقلوا إلى مستشفى محلي.
وبحسب وكالة فارس، هاجم 3 أو 4 مهاجمين مجهولين العالم الإيراني «محسن فخري زاده». واضاف "وقع انفجار وتبادل لاطلاق النار". وقال «أسد بايج» (Assed Baig) مراسل الجزيرة "يقال إن 3-4 أشخاص آخرين قتلوا في الحادث". وشدد «بايج» على أن "رئيس الحرس الثوري الإيراني قال إن اغتيال علماء نوويين محاولة من قبل القوى المهيمنة لمنع إيران من اكتساب معرفة جديدة".
أظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت سيارة "نيسان سيدان" بها ثقوب الرصاص في الزجاج الأمامي والدماء التي أراق على الطريق. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم على الفور. وقال وزير الخارجية الإيراني إن مقتل «فخري زاده» يظهر "مؤشرات جدية" على دورملموس لإسرائيل . غرد «ظريف» يوم الجمعة: "اليوم اغتال الإرهابيون عالمنا البارز. هذا الجبن، مع أدلة جسيمة على الدور الإسرائيلي، يسلط الضوء على محاولة يائسة لإثارة الحرب".
«فخري زاده» (63 عاما) كان عضوا في الحرس الثوري وخبيرا في صناعة الصواريخ. وقالت وكالة أنباء فارس، إن المخابرات الإسرائيلية تحاول منذ فترة طويلة القضاء عليه. وعد المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني، «آية الله علي خامنئي»، أنه سيجد ويستهدف جميع قتلة «فخري زاده». وقال القائد العسكري «حسين دهقان» في تغريدة "سنضرب قتلة هذا الشهيد المظلوم كالرعد ونجعلهم يندمون على هذا العمل". حتى وزير الدفاع الإيراني، العميد «أمير حاتمي»، غرد بأن الاغتيال يظهر "عمق كراهية العدو" للجمهورية الإسلامية.
ويمثل الاغتيال الذي وقع يوم الجمعة 27 نوفمبر ثاني اغتيال مستهدف لمسؤول إيراني رفيع بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال «قاسم سليماني»، الذي تمت تصفيته في غارة جوية أمريكية في يناير من هذا العام. ووقع مقتل «فخري زاده» عشية الذكرى السنوية لاغتيال العالم النووي الإيراني البارز «ماجد شهرياري» الذي قُتل عام 2010. وكان «فخري زاده» قد نجا بالفعل من بعض التهديدات بالقتل.
وقال دبلوماسي غربي في عام 2014 إن «فخري زاده» “سيعرف بلقب أبو القنبلة الإيرانية” إذا سعت طهران لامتلاك أسلحة نووية.
وقاد «فخري زاده» ما يسمى ببرنامج “عمد” أو “الأمل” الإيراني. زعمت إسرائيل والغرب أنها كانت عملية عسكرية تبحث في جدوى بناء سلاح نووي في إيران.
غير أن طهران أكدت أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن برنامج “عمد” انتهى في أوائل القرن الحادي والعشرين. يراقب مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية الآن المواقع النووية الإيرانية كجزء من الاتفاق النووي الإيراني المنهار الآن مع القوى العالمية.