وزير الخارجية الفرنسية في المغرب: "فرنسا تشيد بالنهج المغربي ضد الراديكالية الإسلامية والتطرف" - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

وزير الخارجية الفرنسية في المغرب: "فرنسا تشيد بالنهج المغربي ضد الراديكالية الإسلامية والتطرف"

 الإيطالية نيوز، الثلاثاء 10 نوفمبر 2020 ـ استقبل وزير الشؤون الخارجية المغربي، «ناصر بوريطة»، يوم الاثنين 9 نوفمبر، نظيره الفرنسي «جان إيف لودريان» (Jean-Yves Le Drian). استهدفت الزيارة التي تلي الزيارة إلى تونس ومصر تعزيز التعاون الثنائي بين الرباط وباريس وكانت فرصة لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل الأزمة الليبية وتصريحات الرئيس الفرنسي «ماكرون» بشأن الإسلام.


وقالت وزارة الشؤون الخارجية المغربية إن جدول أعمال «لودريان» تضمن مشاورات مع مسؤولين مغاربة رفيعي المستوى حول سبل تحسين العلاقات المتبادلة. وقال «لودريان»، خلال لقائه مع «بوريطة»، إنه فيما يتعلق بالصراع الليبي، يلعب المغرب دورًا فاعلًا في الجهود الإقليمية والدولية لتعزيز السلام، داعيًا جميع الأطراف للانخراط في حوار بناء لحل الأزمة. واستضافت البلاد، على وجه الخصوص، ثلاث موائد مستديرة للمحادثات، حيث اجتمعت عدة وفود من الفصائل الليبية المتنافسة في بوزنيقة.

كما ناقش «لودريان» و«بوريطة»، في اجتماع يوم الاثنين 9 نوفمبر في الرباط، الوضع في منطقة الساحل، وهو أحد الملفات التي تثير قلق دول شمال إفريقيا. وتناول موضوع آخر التحديات الأمنية في فرنسا، وفي هذا الصدد التقى الوزير «لودريان» بوزير الشؤون الإسلامية المغربي «أحمد توفيق». تعتبر العديد من الدول، بما في ذلك فرنسا، أن النهج المغربي ضد التطرف والراديكالية الإسلامية فعّال.

في أعقاب التحديات المتزايدة التي ظهرت في البحر الأبيض المتوسط​​، يعد المغرب من بين البلدان التي تتمتع بأكبر قدر من الاستقرار. تلعب الدولة دورًا رئيسيًا في مواجهة الحركات المتطرفة العنيفة، لا سيما في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل، وهي تقوم بذلك بشكل أساسي من خلال برنامج تدريب الأئمة.

ويأتي لقاء «توفيق» و«لودريان» بعد أن وعدت فرنسا، في أعقاب تزايد الهجمات الإرهابية المنفذه من قبل أشخاص مسلمين، حسب اتهامات السلطات الفرنسية، بإلغاء البرنامج الذي سمح للأئمة بدخول الدولة الأوروبية. وكان المغرب من بين الدول المشاركة في البرنامج.


صدمت هجمات أكتوبر فرنسا، حيث أدلى الرئيس «ماكرون» بسلسلة من التصريحات المثيرة للجدل التي أثارت الغضب والإحباط بين المسلمين في جميع أنحاء العالم. اندلعت مظاهرات كبيرة في العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة بعد أن صرّح «ماكرون» بأنه يريد الدفاع بقوة عن الحق في حرية الصحافة، وبالتالي نشر رسوم كاريكاتورية عن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، اعتبرتها الحكومات العربية "مسيئة". حثت جماعات إسلامية شعوب دول الشرق الأوسط المختلفة على تنظيم احتجاجات من منظور "مناهض للفرنسيين". «ماكرون» مؤخرًا، بالإضافة إلى وعده بالتعهد بمكافحة "الانفصالية الإسلامية"، عرّف الإسلام على أنه دين "في أزمة" في جميع أنحاء العالم وأعلن أن الحكومة ستقدم، في ديسمبر، مشروع قانون لمواجهة الأشخاص الأكثر تشددا في الإسلام.

في الوقت نفسه، وبعد تصريحات رئيس الإليزيه، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، وخاصة المواد الغذائية، في محلات السوبر ماركت في الدول العربية وفي تركيا. أصبحت علامات التصنيف مثل BoycottFrenchProducts# و NeverTheProphet# رائجة في دول مثل الكويت وقطر وفلسطين ومصر والجزائر والأردن والمملكة العربية السعودية وتركيا. ومع ذلك، في مقابلة مع صحيفة الجزيرة يوم السبت 31 أكتوبر، راجع «ماكرون» موقفه جزئيًا، مشيرًا إلى أنه يتفهم سبب شعور المسلمين بالصدمة من الرسوم، لكنه أضاف أن دور الرئيس هو " تعزيز الهدوء وفي نفس الوقت حماية الحق في حرية التعبير ".


من جهتها، أدانت الحكومة المغربية الاعتداءات الأخيرة في فرنسا، التي استهدفت مدرس اللغة الفرنسية «صمويل باتي»، الذي قطع رأسه شاب من أصل شيشاني يبلغ من العمر 18 عامًا، وبالقرب من الكنيسة في نيس، حيث قتل فتى تونسي (وفقا لاتهامات السلطات الفرنسية) 3 أشخاص. ومع ذلك، فقد استنكرت حكومة الرباط أيضًا نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، والتي تدّعي أنها تسيء إلى المسلمين. وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن "حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ومعتقداتهم". يؤكد لقاء «لودريان» مع المسؤول الديني المغربي الكبير على القيمة التي تولّيها فرنسا لنهج الدولة الواقعة في شمال إفريقيا في مواجهة التهديدات المتطرفة.


تضيف زيارة «لودريان» إلى العلاقات الدبلوماسية المتقدمة بالفعل بين فرنسا والمغرب. تستضيف الدولتان تبادلات دبلوماسية واجتماعات متكررة بين المسؤولين. تصف باريس والرباط علاقاتهما بأنها قوية ومتينة على جميع المستويات، بما في ذلك علاقات التعاون في السياسة والتجارة وضد الإرهاب. وبلغت الصادرات الفرنسية إلى المغرب العام الماضي 5.29 مليار دولار. وفي العام  نفسه، بلغت صادرات المغرب إلى فرنسا 6.34 مليار دولار.


ووصفت الحكومة الفرنسية العلاقات الفرنسية المغربية بأنها "نموذجية" وشدّدت مرارا على أهمية الرباط كجسر بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا. يدرك كلا البلدين أهمية المسؤولية المشتركة والتعاون في معالجة بعض أكبر التحديات الأمنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. في أكتوبر، زار وزير الداخلية الفرنسي، «جيرالد دارمانين» (Gerald Darmanin)، المغرب للقاء نظيره «عبد الوافي لفتيت» ومناقشة أهمية التعاون بين الرباط وباريس في مكافحة الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات والإرهاب، حيث تتفوق الرباط، حسب آراء مختلف الشركاء الدوليين.