الإيطالية نيوز، الثلاثاء 24 نوفمبر 2020 ـ أفادت وزارة الخارجية الفرنسية بأن وزير أوروبا والشؤون الخارجية السيد «جان إيف لودريان» (Jean Yves Le Drian) أجرى محادثات مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي «يوسف العثيمين»، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي «محمد العيسى».
وقالت الخارجية الفرنسية بأن هذه المحادثات تندرج في إطار الحوار المستمر الذي تقيمه فرنسا مع هاتين المنظمتين المهمتين في العالم الإسلامي. وواصلت قائلة بأن الوزير، في إطار المساعي الرامية إلى لتخفيف حدة الأزمة بين الشعوب الإسلامية المقاطعة للمنتجات الفرنسية، قدّم تفسيرات بهدف التصدي للتشويه والاستغلال الناجمين عن الحملة التي استهدفت فرنسا في الأسابيع المنصرمة. وأكّد أنّ النضال الذي نخوضها مع شركائنا الدوليين الرئيسيين، والذي تخوضه فرنسا بلا هوادة، يستهدف التطرف والإرهاب.
وذكّر وزير «ماكرون»، في الوقت عينه، «يوسف العثيمين» و«محمد العيسى»باحترام فرنسا العميق للإسلام وبالحماية التي يتمتع بها المسلمون في فرنسا، شأنهم في ذلك شأن سائر المؤمنين من الأديان كافة.
وأفادت وزارة الخارجية في بيان أخر أن رسول «ماكرون» للعلاقات الخارجية، ذهب إلى المملكة الأردنية للسبب نفسه. وجاء في البيان: ”وجّه الوزير المنتدب المكلّف بشؤون التجارة الخارجية والاستقطاب لدى وزير أوروبا والشؤون الخارجية، «فرانك رياستر» (Franck Riester) إلى الأردن يوم الاثنين في إطار جولة يقوم بها في المنطقة وتهدف إلى مواصلة العمل الذي يرمي إلى التفسير والتهدئة والذي استهله رئيس الجمهورية ووزير أوروبا والشؤون الخارجية، في سياق الحملة التي تتعرض لها فرنسا منذ الأسابيع الماضية. وشدد «فرانك رياستر» مجددًا على أن المعركة التي تقودها فرنسا مع شركائها في المنطقة تستهدف التطرف والإرهاب. وذكّر بعميق الاحترام الذي تكنّه فرنسا للإسلام وبالبيئة الحاضنة التي يحظى بها المسلمون في فرنسا، شأنهم في ذلك شأن المؤمنين من جميع الطوائف، وذلك ضمن نطاق قوانين الجمهورية. وفي هذا السياق، أعرب الوزير من جديد عن وقوف فرنسا إلى جانب الأردن وشدد على أهمية هذه العلاقة التي تتسم بالغنى والثقة.
واستقبل رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الأعيان دولة السيد «فيصل الفايز» الوزير «فرانك رياستر» الذي التقى أيضًا وزير التخطيط والتعاون الدولي «ناصر شريدة»، كما أجرى محادثات مع رئيس غرفة الصناعة في الأردن «نائل الكباريتي».
وذكّر الوزير في لقاأته هذه بأهمية العلاقات الاقتصادية التي تجمع فرنسا والأردن، إذ تتصدر فرنسا قائمة المستثمرين غير العرب في القطاعات الاستراتيجية لنمو البلاد كالمواصلات والمياه والاتصالات. وتوفر المنشآت الفرنسية في الأردن زهاء 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، ويسهم تعاونها العريق والوثيق مع القطاع الخاص الأردني في تحقيق نمو مستدام في الأردن وفي تعزيز قدرة البلاد على الاستقطاب. وإن هذه العلاقة الوثيقة طويلة الأجل وتمثّل ميزة خاصة في ظل الجائحة العالمية التي نواجهها. وأتاحت هذه الزيارة فرصة تسليط الضوء على قيمة هذه العلاقة الميزة وتحديد سبل الحفاظ عليها وتوطيدها في المستقبل."
وكان الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» قد اجتمع مع مسؤولي الديانة الإسلامية في فرنسا، يوم 18 نوفمبر2020، وطلب منهم وضع "ميثاق" يتوافق مع القيم الجمهورية للبلاد، إضافة إلى تشكيل ما سماه "مجلس وطني للأئمة"، يكون مسؤولاً عن رجال الدين المسلمين في البلاد.
وأمهل «ماكرون» محاوريه 15 يوماً، كي يضعوا ما وصفه بـ"ميثاق للقيم الجمهورية" يتعين على المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والاتحادات التسعة التي يتألف منها الالتزام به، على أن يتضمن الميثاق تأكيداً على الاعتراف بـ"قيم الجمهورية"، وأن يحدد أن الإسلام في فرنسا هو دين وليس حركة سياسية، وأن ينص على إنهاء التدخل أو الانتماء لدول أجنبية.
تأتي هذه القرارات في ظل إعلان «ماكرون» أن بلاده في حرب ضدّ ما وصفها بـ"الانفصاليّة الإسلاميّة"، وذلك رداً على قيام شاب شيشاني بقتل مدرس فرنسي قام بنشر رسوم مسيئة للنبي «محمد» صلى الله عليه وسلم.