الشرطة الفرنسية تداهم منازل 4 أطفال وتستجوبهم بسبب الرسوم المسيئة للنبي محمد - الإيطالية نيوز

الشرطة الفرنسية تداهم منازل 4 أطفال وتستجوبهم بسبب الرسوم المسيئة للنبي محمد

صورة تعبيرية
 الإيطالية نيوز، الأحد 8 نوفمبر 2020 ـ أعرب نائب وزير الخارجية التركي، «ياووز سليم قيران» (Yavuz Selim Kıran)، عن إدانته الشديدة لتوقيف واستجواب الشرطة الفرنسية 4 تلاميذ، على خلفية آرائهم بشأن الرسوم المسيئة للنبي «محمد» (ص).

وتساءل «قيران»، في تغريدة عبر تويتر، "أي إدارة دولة تسمح بمداهمة منازل أطفال بأعمار 10 أعوام، بالأسلحة، واعتقالهم واستجوابهم لساعات عديدة"؟

وأضاف "ندين بشدة هذه المعاملة غير الإنسانية تجاه التلاميذ الأتراك في مدينة "ألبرتفيل" (Albertville) الفرنسية، ونتابع الموضوع عن كثب".

والخميس الماضي، داهمت الشرطة الفرنسية منازل 4 تلاميذ ( 3 أتراك وجزائري)، أعمارهم عشر سنوات، في مدينة "ألبرتفيل"، بسبب إجاباتهم على أسئلة المعلمين حول الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي «محمد».

واقتادت الشرطة الأطفال بعد انتزاعهم من أسرهم إلى مركز الشرطة واستجوبتهم لمدة 11 ساعة، إلى جانب استجواب أسرهم في المخفر أيضا.

وقالت وكالة الأناضول التركية إن الشرطة عاملت الأطفال باعتبارهم "إرهابيين" خلال المداهمة والاحتجاز في المخفر واستجوبتهم حول معتقداتهم.

المتطرفون يُعَلِّمون انه لا يجب احترام فرنسا. هم يُعَلِّمون ان النساء لسن متساويات مع الرجال، وأن البنات الصغيرات لا يجب ان يكون لهن نفس حقوق الصبيان الصغار. 

كما وجهت الشرطة أسئلة سياسية لأسر التلاميذ حول الرئيسين الفرنسي« إيمانويل ماكرون»، والتركي «رجب طيب أردوغان»، واستجوبتهم حول ارتداء الحجاب وعن معتقداتهم.

واستنكر والد أحد الأطفال الذي تم احتجازه واستجوابه من قبل الشرطة، في مقابلة مع الأناضول الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة الفرنسية، صباح الخميس الماضي.

وشرح الأب الفرنسي من أصول تركية للأناضول تفاصيل عملية المداهمة قائلا "قبل الساعة السابعة صباحا، طرقت الشرطة الباب بطريقة كانت ستؤدي إلى كسره تقريبا".

وتابع أن 10 من رجال الشرطة دخلوا المنزل مُقنَّعين يحملون بأيديهم أسلحة والصراخ يملأ أفواههم والعدوانية ظاهرة عليهم.

ويضيف "أمرونا بالجلوس جميعا وأيقظوا ابنتي ذي 10 أعوام من نومها ووجهوا لها تهمة التبرير للإرهاب".

ومضى "قالوا لنا بعد ذلك تعال مع ابنتك الساعة التاسعة صباحا. ثم التقطوا صورا لديكور الجدران، وحاولوا العثور على أدلة تديننا من خلال تفتيش المنزل بأكمله".

وأوضح "ذهبنا إلى مخفر الشرطة، وبعد ساعتين من الانتظار سألونا العديد من الأسئلة حول معتقدنا الديني، وما إذا كنا نصلي".

وشرح الوالد كيف تصرفت الشرطة الفرنسية معه ومع عائلته في المخفر، قائلا "استجوبوا ابنتي وزوجتي وأنا، لمدة ساعتين، وبصرف النظر عن أسئلتهم عن ديننا، سألونا عن رأينا بالتوتر الحاصل بين الرئيس الفرنسي، «إيمانوي ماكرون»، والرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، معتبرا أن الأسئلة كانت وقحة وفي بعض الأحيان استفزازية".

واستطرد قائلا "بنفس الطريقة التي عاملونا بها في الصباح، فقد أرادوا بكل وضوح ترهيبنا بالضجيج والعنف المفرط. حقا لا أفهم: 10 عناصر شرطة مدججون بالأسلحة، يحاولون كما بدا كسر الباب للدخول والقبض على ابنتي ذي 10 أعوام والتي كانت نائمة".

وصف الأب عملية المداهمة التي نفذتها الشرطة بأنها "عدوانية ومخيفة بشكل كبير" وترجع ربما للأسئلة أو التعليقات التي طرحها طلاب المدرسة الأربعة في اليوم السابق من احتجازهم، وذلك عقب مناقشة في الصف الدراسي بشأن الرسوم المسيئة لنبي الإسلام «محمد» (صلى الله عليه وسلم) وجريمة قتل المعلم «صامويل باتي»، الذي عرض تلك الرسوم في حصته.

ويوضح الأب الفرنسي التركي قائلا "ربما علقت ابنتي على قتل الأستاذ، لكنها ما تزال في العاشرة فقط من عمرها، وهي لا تعرف شيئا عن الموضوع".

وقال "إننا لا نتحدث عن تلك المواضيع في البيت. الجميع يعرف عائلتنا والمدرسة تعرفنا بشكل جيد؛ وكان لدينا عدة أطفال ذهبوا للمدرسة نفسها. فإذا كان هناك قلق من التطرف عندنا، سيعرف الجميع".

من جانبها، قالت شرطة ألبرفيل للأناضول إنها لا تستطيع تقديم أي معلومات بشأن عملية احتجاز الأطفال الأربعة.

كذلك لفت والدا الطفلة إلى أن الشرطة الفرنسية رفضت تزويدهما بوثيقة توضح سبب احتجازهم لطفلتهما، أو سبب إخضاعهم للاستجواب.

وبحسب والد الطفلة، فإن اثنين من الأطفال الأربعة الذين احتجزتهم الشرطة تم نقلهما إلى بلدة "تشامبري" (Chambéry)، جنوب شرقي فرنسا، لكنه لا يعرف كيف يتم الاعتناء بهذين الطفلين.

واستأنف 12 مليون طالب الدراسة هذا الأسبوع في فرنسا في ظل فرض إجراءات صحية وسط تفشي فيروس كورونا، ولا سيما التلاميذ من عمر ستة أعوام ملزمون بارتداء الكمامة.