يعد هذا الحادث المأساوي ثامن حادث تحطم سفينة في وسط البحر المتوسط منذ الأول من أكتوبر. قال «فيديريكو صودا» (Federico Soda)، رئيس المنظمة الدولية للهجرة (IOM) في مهمة: ”إن الخسائر المتزايدة في الأرواح في البحر الأبيض المتوسط هي دليل على عدم قدرة الدول على اتخاذ إجراء ات حاسمة لإعادة توزيع مهام البحث والإنقاذ في أكثر المعابر البحرية دموية في العالم“. وقعت المأساة بعد حوالي 24 ساعة من نبأ وفاة طفل يبلغ من العمر ستة أشهر بعد عملية إنقاذ نفذتها منظمة "أوپّن أُرمُز" (Open Arms)، وهي المنظمة غير الحكومية الوحيدة النشطة حاليًا في وسط البحر الأبيض المتوسط لإنقاذ المهاجرين المعرضين للخطر. كان المولود من بين 111 شخصًا أنقذتهم المنظمة، والتي أرسلت وحدات إنقاذ لاستعادة قارب مطاطي كان يغرق قبالة الساحل الليبي. ومع ذلك، لم يستطع الصغير البقاء على قيد الحياة.
وتحمل سفينة الإنقاذ التابعة لمنظمة "أوبن أرمز" حاليا 257 لاجئًا على متنها، بعد أن نفّذت ثلاث عمليات منفصلة بين الثلاثاء 10 والأربعاء 11 نوفمبر. وفقًا لبيانات المنظمة الدولية للهجرة، غرق ما لا يقل عن 900 شخص في البحر الأبيض المتوسط هذا العام، والعديد منهم بسبب التأخير في عمليات الإنقاذ. من ناحية أخرى، أُعيد أكثر من 11000 مهاجر إلى ليبيا. وتعتبر المنظمة الدولية للهجرة الدولة الواقعة في شمال إفريقيا "ميناء غير آمن" وتقول إن معظم الأشخاص العائدين ينتهي بهم الأمر في مراكز احتجاز حيث جرى الإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان والعنف والاستغلال على نطاق واسع.
وقال «صودا»: ”لقد طالبنا منذ فترة طويلة بتغيير النهج الخاطئ الواضح تجاه ليبيا والبحر المتوسط، بما في ذلك إنهاء العودة إلى البلاد وإنشاء آلية رسو واضحة يتبعها تضامن من الدول الأخرى“. وأضاف أن ”الآلاف من المستضعفين يواصلون دفع ثمن تقاعس الحكومات، سواء في البحر أو على الأرض“. في نهاية أكتوبر، شجبت منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية الحصار المفروض على معظم سفن البحث والإنقاذ العاملة في وسط البحر الأبيض المتوسط. على سبيل المثال، أسقطت السلطات الإيطالية "سي واتش 4" (Sea-Watch 4) في منتصف سبتمبر. كما حدث إيقاف "آلان كردي" و"لويز ميشيل" في أكتوبر.
قدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) وصول ما مجموعه 21،218 مهاجرًا إلى أوروبا عن طريق البحر والبر في سبتمبر وأكتوبر 2020. إيطاليا هي الدولة التي استقبلت أكبر عدد من الأجانب منذ بداية العام ، تليها إسبانيا (26500) واليونان (14000 تقريبًا). وفقًا لبيانات وزارة الداخلية الإيطالية، حدثت زيادة مؤخرًا في عدد الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى إيطاليا، مع وصول ما يقرب من 31 ألف لاجئ في الأشهر العشرة الأولى من عام 2020، مقارنة بنحو 10 آلاف في الفترة نفسها من العام السابق.