الإيطالية نيوز، الجمعة 16 أكتوبر 2020 ـ سافر وزير الداخلية الإسبانية، «فرناندو غراندي مارلاسكا» (Fernando Grande-Marlaska)، اليوم الجمعة، إلى تونس حيث عقد عدة اجتماعات عمل مع رئيس الوزراء التونسي، «هشام المشيشي»، ووزيره في الداخلية «توفيق شرف الدين». وساهم الاجتماعان في مواصلة تعزيز التعاون بين إسبانيا وتونس في قضايا مثل مكافحة تدفقات الهجرة، والحماية المدنية، والسلامة على الطرق، بالإضافة إلى موضوع الإرهاب والجريمة المنظمة، وهو الموضوع الذي أصبح الفاكهة المفضلة التي تغزو جميع الطاولات.
ووفقا لما ذُكر في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية الإسبانية، رافق وزير الداخليةفي هذه الرحلة وفد يتألف من المدير العام للمرور، «بيري ناڤارّو» (Pere Navarro)، والمدير العام للحماية المدنية، «ليوناردو ماركوس» (Leonardo Marcos)، والمديرة العامة للعلاقات الدولية والهجرة، «إلينا غارثون» (Elena Garzón)".
وقد استقبل «هشام المشيشي» ضيفه الإسباني «غراندي مارلاسكا» في المطار وسافرا بعد ذلك إلى مقر وزارة الداخلية. وعبر الوزير الاسباني لـنظيره التونسي «شرف الدين» عن "أهمية تونس بالنسبة لإسبانيا كشريك استراتيجي وكذلك في الشؤون الداخلية. وقال إن "إسبانيا تؤمن إيمانا راسخا بالتعاون الثنائي القائم على الثقة والاحترام المتبادلين والتعاون أساسي في إداراتنا".
فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أبرز «غراندي مارلاسكا» الحاجة إلى مواصلة المراهنة على التعاون الدولي. وقال أيضا "إن إسبانيا وتونس دولتان أصابتهما هذه الآفة الإرهابية، ولهذا فإننا نتقاسم التهديد الذي يشكله الإرهاب لأمن بلادينا ومواطنينا، ولمكافحة هذه الآفة، يجب تعميق التعاون الدولي". وبهذا المعنى، أشار الوزير الإسباني بشكل خاص إلى التهديد الإرهابي من منطقة الساحل.
وشدد وزير داخلية إسبانيا أمام نظيره على "الجهود الكبيرة التي تبذلها تونس لمحاربة الإرهاب" وكرر دعم الحكومة الإسبانية على المستوى الثنائي من خلال التعاون الفعال بين قوات الأمن في البلدين من خلال مشاريع الاتحاد الأوروبي ".
الجريمة المنظمة
كما كرر «غراندي مارلاسكا» التزامه بالتعاون مع تونس في مكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات وغسيل الأموال. في هذا الصدد، قال: "يجب أن أسلط الضوء على النتائج الجيدة لمشاريع الاتحاد الأوروبي، التي تعتبر إسبانيا داعما كبيرا لها والتي تشارك فيها تونس، مثل برنامج يوروميد 4. هذه الأنشطة تمثل الطريق لضمان أن يعيش مواطنينا في مجتمعات تتمتع بالمزيد من الحرية والأمن".
وفيما يتعلق بإدارة تدفقات الهجرة، شكر "الجهد الكبير" الذي بذلته تونس في محاربة عصابات المافيا التي تتاجر بالبشر، وأكد أن البلدين "متحدان بالدفاع عن سياسة هجرة قانونية وآمنة ومنظمة". وقال الوزير الإسباني "نحن مقتنعون بأنه من أجل إدارة تدفقات الهجرة في البحر الأبيض المتوسط بشكل صحيح، من الضروري تبني إجراءات وقائية، والتي يجب أن تكون هدفًا مشتركًا للجميع".
كما أشار «غراندي مارلاسكا» إلى أن الاتحاد الأوروبي وإسبانيا "باعتبارهما دولة مرجعية في تطوير البعد الخارجي لسياسة الهجرة الأوروبية، يعطيان أولوية عالية لتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع البلدان الأفريقية الشريكة".
وقال إن "المؤتمر الأوروبي / الإفريقي حول مكافحة الاتجار بالبشر في 13 يوليو كان خطوة مهمة في تعزيز البعد الخارجي لسياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي".
الحماية المدنية والسلامة الطرقية
كما تناول الاجتماع، الذي حضره المدير العام للمرور بيري نافارّو والمدير العام للحماية المدنية والطوارئ ليوناردو ماركوس، التعاون في هذين المجالين. وأوضح غراندي مارلاسكا أن "الحماية المدنية والسلامة على الطرق هما عنصران أساسيان لإداراتنا لتكون في وضع يمكّنها من توفير الأمن الشامل الذي نسعى إليه".
وفيما يتعلق بالحماية المدنية، شكر الوزير الإسباني نظيره التونسي على المبادرة التي قامت بها وزارته باقتراح الاجتماع الأول لـ "لجنة متابعة وتوطيد التعاون" في شهر نوفمبر المقبل في هذا الشأن. وقال "من جانب إسبانيا ، لديها التزامنا الراسخ وتقديم كل الخبرات التي تمتلكها بلادنا في هذا المجال وفي إدارة حالات الطوارئ".
عقب نهاية الاجتماعات العملية زار الوزير الإسباني متحف باردو، حيث أشرف على إهداء إكليل من الزهور على النصب التذكاري لضحايا الهجوم الإرهابي الذي وقع في 18 مارس 2015، والذي قُتل فيه 22 شخصًا، بينهم مواطنان إسبانيان.
El ministro de @interiorgob ha presidido una ofrenda floral en recuerdo y homenaje a las víctimas del ataque terrorista en el Museo del Bardo, en el que fueron asesinadas 22 personas, entre ellas 2 ciudadanos españoles pic.twitter.com/uDJq2ZNNpl
— Ministerio del Interior (@interiorgob) October 16, 2020
أخيرا، وكتذكير، منذ يونيو 2018، قام «غراند مارلاسكا» برحلات عمل رسمية إلى المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا وغينيا كوناكري والسنغال وغامبيا وساحل العاج وغانا، بهدف تعزيز وتقوية التعاون مع هذه البلدان.