فرنسا، الاعتداء على امرأتين جزائرتين مُحجّبتين في باريس بحضور أطفالهما وطعن إحداهما في العنق - الإيطالية نيوز

فرنسا، الاعتداء على امرأتين جزائرتين مُحجّبتين في باريس بحضور أطفالهما وطعن إحداهما في العنق

الإيطالية نيوز ـ الخميس 22 أكتوبر 2020 ـ كانت مجرد نزهة عائلية بسيطة بالقرب من "برج إيفل"، لكنها تحولت إلى كابوس في وقت قصير  تترك بما يكفي ذكريات ستزداد سوءًا إلى الأبد لـ«أمل» و«كنزة» وأطفالهما. وبالفعل، تعرضت هاتان الجزائريتان المحجبتان للاعتداء، يوم الأحد 18 أكتوبر، على الساعة الثامنة مساءً، بسكين في شارع "شان دو مارس" (Champs-de-Mars)،  أحد أشهر الساحات في فرنسا،  تقع بالحي السابع لمدينة باريس، في المساحة المحصورة بين "برج إيفل" والمدرسة العسكرية.

ووفقا لما روته الصحيفة الفرنسية "لوباريزيان"، حسب ما اطلعت عليه الإيطالية نيوز ذاتها، الحادث يعود إلى مساء الأحد، إذ كانت إمرأتان شابتان مع أطفالهما يسيرون في الساحة الواقعة عند سفح برج إيڤل (الدائرة السابعة)، في باريس، باغثهم كلب غير مقيد، فبدأ يلتف حول المجموعة الصغيرة مثيرا الخوف في قلوب أطفال الأسرة.

وأوضح مصدر أمني، حسب ما روته "لوباريزيان"، أن أصحاب الكلب الذين كانوا " في حالة سكر طافح"، دخلوا في شجار مع السيدتين بسبب الكلب الذي طليقا. فقالت إحدى السيدتين إلى صاحب الكلب وهي تصرخ: "إمسك كلبك وإلا سأخرج مسيل الدموع!" ردا على ذلك، أخرج صاحب الكلب سكينا وضرب به المرأتين الجزائريتين، إحداهما على رقبتها، قبل أن يفر، ثم تبعته الأخرى، فلم تتمكن من اللحاق به.

من جهتها، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن مكتب المدعي العام في باريس فتح،  يوم الأحد، 18 أكتوبر، تحقيقا في الحادثة بتهمة محاولة القتل العمد. حاليا، يوجد شخصان رهن الاعتقال في قسم الشرطة بالدائرة السابعة من التحقيق معهما.

في غضون الـ24 ساعة التي تلت الحادثة، انتشرت على نطاق واسع على فيسبوك، وتويتر، وسناب شات، المعلومات التي تفيد بأن اثنتين من أبناء العم، «أمل» و«كنزة»، من أصل جزائري، ترتديان الحجاب، كانتا ضحيتين لاعتداء من المفترض أنه يحمل طابع الإسلاموفوبيا في حضور أطفالهما.

وحسب منشور على تويتر لمستخدم يحمل إسم "Nadinho"، وهو منشور تقاسمه أكثر 37.200 مستخدم ، أفاد بـ"أمس (الأحد)، 18 أكتوبر 2020، كنزة وأمل، إمرأتان  كانتا تتجولان في "شو دو مارس في جو عائلي، فتعرضتا للطعن بسكين بعنف أمام أطفالهما. لأنهما مسلمتان ومحجبتان. وسائل الإعلام لم تتحدث عن ذلك. فلنقم نحن بالمقاسمة من فضلكم، السلام عليكم".

بحسب مصدر في الشرطة، أشار مستخدمو الإنترنت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن المرأتين كانتا محجبتين "وهذا ليس جوهر القضية". من ناحية أخرى، قالت إحدى المرأتين إنه جرى توجيه كلام عنصري ضدها. 

في مقطع الفيديو الذي جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن سماع صراخ امرأة مذعورة بوضوح وهي تصرخ مستغيثة: ": "اتصل بقسم الإنقاذ، لقد طعنها"، وكذلك نباح حيوان، و تصرخ امرأة، "دعها تذهب ، أيها الوحش الكبير."

شهادة واحدة من المرأتين المحجبتين اللتان تعرضتا للهجوم بسكين وكلام عنصري مؤخرًا تجاه برج إيفل ، إحداهما لا تزال في المستشفى

هل دافع العدوان الإسلاموفوبيا؟
الجزائريان كنزة وأمل لم يذكرا الحجاب. لذلك لم يؤكدا أو ينفيا أن الدافع وراء الهجوم هو كراهية الإسلام. ومع ذلك، تحدثا عن إساءة عنصرية. وبحسب تصريحات المصدر ذاته، فقد عوملت المرأتان على أنهما "عربيات قذرات". على ما يبدو، تجرأ المعتدون على مطالبتهما بالرحيل إلى بلدهما، مع القول: ؛ "عدا إلى بلدكما".

لكن هذا ليس كل شيء، أخذ أحد المهاجمين حريته في نزع وشاح إحدى المرأتين. ومع ذلك، وعلى الرغم من الشهادات العديدة؛ تنفي الشرطة وجود دوافع معادية للإسلام. وهي تعتقد أن الوقت ما زال مبكرا لاستخلاص أي استنتاجات أو تعليق على موضوع الإنترنت المثير للجدل. ووفقًا لمصدر آخر على الموقع الناطق بالفرنسية، فإن الشجار نشب بسبب كلب كان غير مقيد. بالتفصيل، تجاهل المعتدون خيار وضع الكلب في مقيدا. وهكذا تصاعد التوتر بسرعة.

وبحسب أحد أفراد عائلة الضحيتين، تم "استخدام الشتائم"، مما يؤكد العنصرية في القضية. علاوة على ذلك، وبحسب وسائل الإعلام الفرنسية؛ تلقت المرأة الصغرى عدة ضربات وخضعت لعملية جراحية على يدها. مثل هذا الضرب جعل أمل في إجازة مرضية لمدة شهرين. أما كنزة البالغ عمرها 49 سنة، أصيب بستة طعنات وعانت من ثقب في الرئة. لحسن الحظ، حالتها ليست حرجة في الوقت الحالي. لكن إذا لم يودي الاعتداء العنيف بحياة هؤلاء الضحيتين، فإنه سيتركهما بالتأكيد في حالة صدمة.