الإيطالية نيوز، الخميس 1 أكتوبر 2020 - وقّع وزير الدّفاع الأمريكي《مارك إسبر》اتفاقية تعاون عسكري مدتها 10 سنوات مع تونس، مؤكّدا على أهمية التعاون بين البلدين بشأن الصراع الدائر في ليبيا المجاورة.
وبحسب تقارير من "أفريكا نيوز"، وقّع الاتفاقية ممثلو الطرفين في 30 سبتمبر، بمناسبة بدء جولة《إسبر》في شمال إفريقيا. ويأتي الاتفاق نتيجة للتعاون المتزايد بين "البنتاغون" و"تونس"، لا سيما في مجال التدريب في قطاع مكافحة الإرهاب وحماية الحدود الطويلة للدولة الواقعة في شمال إفريقيا مع ليبيا، حيث تعمل الجماعات الجهادية وحيث يدور صراع طويل مع العديد من أصحاب المصلحة والمطامع الأوروبية. وقال《إسبر》في كلمة بعد ذلك "نتطلع إلى توسيع هذه العلاقة لمساعدة تونس على حماية موانئها البحرية وحدودها البرية وردع الإرهاب والحفاظ على الجهود المدمِّرة للأنظمة الاستبدادية خارج بلدك". كما اتهم 《إسبر》الصين وروسيا بمواصلة "تخويف جيرانهما بينما يوسعون نفوذهم الاستبدادي في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك هذه القارة". وبحسب رئيس "البنتاغون"، فإن السلوك "الخبيث والقسري والافتراضي" لموسكو وبكين يهدف إلى "تقويض المؤسسات الأفريقية".
ومع ذلك، لم يجر الكشف عن أنباء الاتفاق العسكري لمدة 10 سنوات من قبل السلطات الأمريكية نفسها أو من قبل تلك الموجودة في البلاد، ولكن نقلتها فقط الصحافة المحلية، التي لم تقدّم مزيدًا من التفاصيل في هذا الصدد. ومع ذلك، فإن الاتفاقية ليست مفاجئة بالنظر إلى العلاقات الممتازة بين الولايات المتحدة وتونس. كما ألقى 《إسبر》، الذي التقى الرئيس التونسي《قيس سعيد》، خطابًا في مقبرة أمريكا الشمالية الإفريقية في قرطاج، حيث دُفن أكثر من 2800 جندي ستيتونين، معظمهم قتلوا في الحرب العالمية الثانية. في هذا السياق، من المهم الإشارة إلى أن واشنطن لديها تاريخ حديث من العلاقات الجيدة مع تونس، وفي عام 2015 وضعت البلاد على قائمة "الحلفاء الرئيسيين خارج الناتو" ، وهو وضع يوفر للدول الأجنبية مزايا في مجالات مثل التجارة، التعاون الدفاعي والأمني. منذ عام 2011، استثمرت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار في الجيش التونسي، وفقًا ل "أفريكوم".
وتأتي زيارة《إسبر》عقب لقاء في 9 سبتمبر بين الجنرال《تاونسند》والرئيس التونسي《قيس سعيد》. وفي اليوم نفسه، ناقش قائد "أفريكوم" عبر الفيديو، الأزمة الليبية مع وزير دفاع طرابلس《صلاح الدين النمروش》. خلال اللقاء الثنائي مع الرئيس التونسي الذي انعقد في مبنى قرطاج، بحث المتحاوران《قيس سعيد》 و《تاونسند》 سبل تعزيز التعاون بين تونس وواشنطن في مختلف المجالات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. ووفقًا للجنرال الأمريكي أيضًا، فإن اجتماع 9 سبتمبر، الذي شهد أيضًا حضور وزير الدفاع الوطني التونسي،《إبراهيم البرتاجي》، كان اجتماعاً إيجابياً، كان هدفه المعلَن بالفعل تعزيز الشراكة الأمريكية مع الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، وخاصة في المجال العسكري.
يأتي الصراع في ليبيا نتيجة سنوات من عدم الاستقرار في البلاد، بعد الإطاحة بالنظام الأحادي للعقيد الليبي معمر القذافي، الذي قُتل في 20 أكتوبر 2011، بعد انتفاضة مدنية اندلعت في 15 فبراير 2011. بعد الاحتجاجات، أطلق الناتو عملية، في 19 مارس، بناءً على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1973. بعد سنوات غير مستقرة، لم تنجح البلاد أبدًا في إجراء انتقال ديمقراطي وهي الآن منقسمة إلى جانبين متعارضين. فمن ناحية، هناك حكومة طرابلس، التي ولدت باتفاقيات الصخيرات في 17 ديسمبر 2015، ويقودها رئيس الوزراء فايز السرّاج، الذي يمثل السلطة التنفيذية الوحيدة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة. وداعموها الرئيسيون هم تركيا وإيطاليا وقطر. على الجانب الآخر توجد حكومة طبرق، الواقعة في المنطقة الشرقية المعروفة باسم "برقة"، بقيادة "الرجل القوي" لهذا المعسكر، الجنرال خليفة حفتر ، المدعوم من السعودية والإمارات ومصر وروسيا والأردن. على الرغم من أن فرنسا تعترف بشرعية حكومة طرابلس، إلا أنها دعمت سراً السلطة التنفيذية في طبرق والجنرال حفتر في عدة مناسبات.