ومن خلال إجراء بروكسل الجديد، سيتمكن صالح الآن من السفر إلى الاتحاد الأوروبي ولن يتم تجميد أصوله في تلك المنطقة بعد أن تعرّض الرجل لعقوبات في عام 2016. وجاء في البيان الصادر عن الاتحاد الأوروبي أن "إزالة الرئيس صالح من القائمة تحقق في ضوء التزامه الأخير والبناء بحل سياسي تفاوضي للأزمة الليبية". بالإضافة إلى《صالح》، قرّر الاتحاد الأوروبي أيضًا، بشكل مؤقت، إزالة الرئيس السابق للمؤتمر الوطني العام الليبي،《نوري أبو سهمين》، من قائمة العقوبات، بسبب امتناعه عن أي دور في المرحلة الحالية من السيناريو الليبي.
في الوقت الحالي، في ليبيا، تجري مفاوضات بين الفصائل داخل البلاد، تحت رعاية الأمم المتحدة وبفضل التسهيلات التي تقدّمها دول منطقة شمال إفريقيا، لإيجاد حل سلمي للصراع. منذ 21 أغسطس، أعلن رئيس مجلس النواب في حكومة طبرق《صالح》، مع رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني في طرابلس،《فايز السراج》، عن وقف داخلي لإطلاق النار في ليبيا يمكن أن يسمح بوقف إطلاق النار. البلد لتأسيس حكومة تمثيلية للأمة بأسرها. وفي هذا الصدد، قال "السّراج" نفسه، في 16 سبتمبر، إنه مستعد للاستقالة بنهاية أكتوبر ، وهي الفترة المتوخاة لتعيين رئيس وزراء جديد وتشكيل هيئة تنفيذية جديدة.
وأكّد الجانب الإيطالي خلال لقاء《دي مايو》و《كافوس أوغلو》، بمناسبة زيارة الأخير إلى روما في 2 أكتوبر، أن جهود الأمم المتحدة في ليبيا بدأت تؤتي ثمارها، وأشاد بالدور الذي لعبته في هذا السياق من قبل القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا،《ستيفاني ويليامز》. ثم عرّف《دي مايو》قرار السراج بالاستقالة بأنه "شجاع ومسؤول"، بحجة أن نتيجة هذه الخطوة ستعتمد على إنشاء هيكل مؤسسي فعّال.
بعد إعلان السراج وصالح في 21 سبتمبر، توقّفت جبهات القتال بين مليشيات حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي، القريب من حكومة طبرق بقيادة اللواء《خليفة حفتر》. وكانوا سينجحون في منع ما يسمى بـ "المعركة الوشيكة" بالقرب من مدينة "سرت"، القطب الأخير الذي تفاقمت فيه التوترات بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي وحلفائهما. كانت "سرت" وقاعدة الجفرة الجوية آخر موقعين تطالب بهما حكومة السرّاج وحليفتها الرئيسية تركيا، بعد حملة عسكرية ناجحة شهدت تراجع محور طرابلس وأنقرة أولاً يوم 4. في يونيو الماضي، الحصار الذي فرضته قوات الجيش الوطني الليبي على العاصمة الليبية منذ 4 أبريل 2019 ، ثم تقدّمت في الأراضي التي احتلتها ميليشيات حفتر حتى، "سرت".
تعتبر ليبيا مسرح لحرب أهلية طويلة بدأت في 15 فبراير 2011، وأعقبها في أكتوبر من نفس العام سقوط نظام《معمر القذافي》. منذ ذلك الحدث، لم تنجح البلاد في تحقيق انتقال ديمقراطي، وفي الوقت الحالي، تشهد مواجهة بين ميليشيات حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي.
وتعتبر حكومة الوفاق الوطني للسراج هي الحكومة المعترف بها رسميًا من قبل الأمم المتحدة في ليبيا، إذ وُلدت في 17 ديسمبر 2015 باتفاقيات الصخيرات، الموقَّعة في المغرب ثم انتهت في 17 ديسمبر 2017، وكانت مدعومة رسميًا من قبل إيطاليا وقطر وتركيا. من ناحية أخرى ، تحظى قوات الجيش الوطني الليبي، المقربة من حكومة طبرق برئاسة عقيلة صالح، بدعم دولي من مصر والسعودية والإمارات والأردن وفرنسا وروسيا.