الإيطالية نيوز، الأحد 4 أكتوبر 2020 ـ استنكرت قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، برئاسة رئيس الوزراء فايز السرّاج، وصول مقاتلين سوريين مرسلين من روسيا لدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر ومقرّب من حكومة طبرق في 3 أكتوبر. في غضون ذلك، في مدينة بوزنيقة، بالمغرب، تجري الجولة الثانية من المفاوضات بين حكومتي طرابلس وطبرق، والتي بدأت في 2 أكتوبر.
أفادت الأنباء أن طائرة نقل روسية هبطت في "قاعدة الغردابية" الجوية التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي، الواقعة على بعد 20 كيلومترًا جنوب "سرت"، الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي يوم 3 أكتوبر، مما أدّى إلى جلب مقاتلين سوريين إلى ليبيا وإثارة مخاوف من رغبة حفتر قطع وقف إطلاق النار الذي أعلنه في 21 أغسطس الماضي رئيس مجلس النواب في حكومة طبرق، عقيلة صالح، ورئيس وزراء حكومة طرابلس، السراج. وخرق حفتر الهدنة مرارًا بعد رفضه الاتفاق، وقد ينذر خبر وصول المرتزقة السوريين بنيته حشد الرجال لمهاجمة "سرت".
من الناحية السياسية، منذ مساء يوم 2 أكتوبر، بدأت المفاوضات بين ممثلي المجلس الأعلى لدولة طرابلس ومجلس النواب في طبرق. وكشف عضو الوفد الأول، إدريس عمران، أن الاجتماع عقد في جو من التفاهم والتوافق، وأن الطرفين سيستمران في الاجتماع للتوصّل إلى تفاهم سياسي حول المادة 15 من اتفاقيات الصخيرات 17. ديسمبر 2015، الذي تحقّق من خلاله إنشاء حكومة الوفاق الوطني ولكن انتهت صلاحيتها في 17 ديسمبر 2017. الاجتماع الذي بدأ في 2 أكتوبر عقب الجولة الأولى من المفاوضات، التي جرى تنظيمها في الفترة من 6 إلى 10 سبتمبر الماضي لاستعادة الحوار بين طبرق وطرابلس وتضمن تنفيذ المادة 15 التي تحدد آلية تعيين الأشخاص الذين تمنحهم المناصب السيادية.
تعتبر ليبيا مسرح لحرب أهلية طويلة بدأت في 15 فبراير 2011، وأعقبها في أكتوبر من نفس العام سقوط نظام معمر القذافي. منذ ذلك الحدث، لم تنجح البلاد أبدًا في تحقيق انتقال ديمقراطي، وفي الوقت الحالي، تشهد مواجهة بين مليشيات حكومة الوفاق الوطني وتلك التابعة للجيش الوطني الليبي.
حكومة الوفاق السرّاج هي الحكومة المعترف بها رسميًا من قبل الأمم المتحدة في ليبيا وتدعمها رسميًا إيطاليا وقطر وتركيا. وتحظى قوات الجيش الوطني الليبي، المقرَّبة من حكومة طبرق، على المستوى الدولي بدعم مصر والسعودية والإمارات والأردن وفرنسا وروسيا.
في السياق العام للصراع الليبي، حدث اتهام روسيا عدة مرات، وخاصة من قبل الولايات المتحدة، بتزويد ميليشيات حفتر بالأسلحة والمرتزقة التابعين لشركة الأمن الخاصة الروسية "فاغنر"، والتي، من بين أمور أخرى، كانت تلعب دورًا أساسيا في الهجوم الذي شنه حفتر على طرابلس في 4 أبريل 2019 وصدته ميليشيات حكومة الوفاق الوطني، وأيضًا بفضل مساعدة تركيا، في 4 يونيو من العام التالي. ومع ذلك، لطالما شعرت موسكو بتورطها في الصراع الليبي.
تمثّل مدينة سرت، إلى جانب قاعدة الجفرة الجوية، أحدث جبهة قتالية تفاقمت فيها التوترات بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي وحلفائهما قبل وقف إطلاق النار. وقد ادّعت حكومة السرّاج وحليفتها الرئيسية تركيا كلا الموقفين مرارًا، والتي كانت قبل وقف إطلاق النار قد وضعت إطلاق سراحهما من قبل حفتر كشرط أساسي للتوصل إلى هدنة. على العكس من ذلك، أعلنت مصر وروسيا، حليفتا الجيش الوطني الليبي، أن "سرت" و"الجفرة" تمثلان "خطًا أحمر" لا يجب تجاوزه، وفي هذا الصدد، وافق البرلمان المصري بالإجماع، في 20 يوليو الماضي، بند يجيز نشر قواتها خارج الحدود الوطنية، مما يدل على استعداد القاهرة للتدخل إذا لزم الأمر.