الإيطالية نيوز، السبت 31 أكتوبر 2020 ـ قتلت الشرطة الفرنسية، صباح يوم الخميس 29، رجلا يبلغ من العمر 33 عاما، في "ممشى "جورجيس ألفانديري"، بقرية "مونتفاڤيت (Montfavet) الصغيرة (14 ألف نسمة)، الواقعة في محافظة أفينيون"، وذلك لإصراره على عدم الامتثال لعناصر الشرطة المتدخلة، بناء على إنذار من أحد الشهود بعد أن هدده الرجل بمسدس.
وحسب ما علمته الإيطالية نيوز، بعد دقائق قليلة من وصول رجال الأمن، تحديدا، فرقة تابعة لمكافحة الجريمة، إلى مكان محاولة الاعتداء، طلب رجال الأمن من رجل، يدعى «فابيان بَداغو» (Fabien Badaroux)، إلقاء سلاحه أرضا، لكنه لم يذعن للأوامر. وللمرة الأولى، استخدمت الشرطة "فلاشبول" (Flashball)، لكن من دون أي تأثير على المهاجم الذي، على الرغم من التحذير، استمر في التقدم نحو عناصر الأمن ماسكا سلاحه بيده
زعمت تقارير أولية يوم الخميس في وسائل الإعلام المحلية والدولية زوراً أن المشتبه به "إسلامي" صاح في الشارع بـ "الله أكبر".
في هذا الصدد قال السيد «فيليب غيماس» (Philippe Guémas)، المدعي العام بدار القضاء لمدينة أفينيون موضحا ظروف الهجوم ومنفذه: "استطعت أن أسمع في الراديو وفي محل أخر بأن ذلك الفرد (مهاجم مدينة أڤينيون) كان مسلحا بسكين وأنه صرخ بـ"الله أكبر!" وهو لم يصرخ أبدا بـ"الله أكبر!" ولم يكن أبدا مسلحا بسكين."
أوضاف: "عندما تحققنا من هوتيه (المهاجم)، هو فرنسي، ولد في فرنسا، عمره 33 عاما، وليس لديه إطلاقا علاقة بدين الإسلام. إذن نحن أمام فعل مرتكب من "مختل عقليا". إذن نحن لسنا أمام فعل من هذا القبيل، ولكن أمام فعل مرتكبه "مختل عقليا."
وقال «فيليب غيماس»: "بينما كان على بعد أمتار قليلة منهم، فتحت الشرطة النار بعد ذلك.. ما لا يقل عن سبع أو ثماني طلقات نارية. "لم يصرخ الله أكبر قط. ولم يكن مسلحًا بسكين قط، فمات الرجل."
بعد خروج المدعي العام لمدينة أفينيون لتوضيح ملابسات الحادث غيرت وسائل الإعلام المحلية الفرنسية نهجها، فذكرت أن المشتبه به البالغ من العمر 33 عامًا كان يرتدي سترة نازية جديدة عليها شعار "الدفاع عن أوروبا".
قالت مصادر بالشرطة لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية اليومية إن المشتبه به كان يخضع لعلاج نفسي ويعتقد أنه عضو في جماعة "جيل الهوية" (Génération identitaire) اليمينية المتطرفة.
جماعة "جيل الهوية" هي حركة سياسية ذات هوية يمينية متطرفة تأسست عام 2012 ونشط بشكل رئيسي في فرنسا. توصف الحركة أيضا بأنها "قومية البيضاء" وفاشية جديدة ومعادية للإسلام، وذلك باستخدام النشاط الإقليمي على المستوى الدولي. وقد أُدينت الحركة مرارًا وتكرارًا من قبل المحاكم، لا سيما بسبب أعمال عنصرية وتحريض على الكراهية العنصرية.
شهد يوم الخميس، 29 أكتوبر، حادثين إرهابيين آخرين في الأراضي الفرنسية، بالإضافة إلى واحد في الخارج (في السعودية)، وهو الأحدث في سلسلة من أعمال العنف التي استحوذت على البلاد خلال الأشهر القليلة الماضية.
وقع هجوم وحشي، صباح الخميس، في نيس بطعن امرأتين ورجل في بازيليك نوتردام دي. تم قطع رأس إحدى النساء. وألقت الشرطة القبض على الجاني الذي ما زال في المستشفى مصابا بطلقات نارية.
وفي موقع الهجوم، وصف الرئيس «إيمانويل ماكرون» الحادث بأنه "هجوم إرهابي إسلامي".
استنكر زعماء الجالية المسلمة في فرنسا الهجمات الإرهابية الأخيرة، مؤكدين أن المتطرفين يسيئون استخدام الدّين لأهدافهم وأن أفعالهم لا يمكن تبريرها من خلال الإسلام.
وفي يوم الخميس أيضا، أُلقي القبض على رجل آخر يحمل سكينا في ليون بالقرب من محطة سكة حديد بيراش (Perrache).
وهاجم رجل آخر حارس أمن بسكين في القنصلية الفرنسية في جدة بالسعودية، مما تسبب في وقوع إصابات.
فتح مكتب المدعي العام لمكافحة الإرهاب تحقيقا، ووضع رئيس الوزراء «جان كاستكس» (Jean Castex)، يوم الخميس، فرنسا في حالة تأهب طارئة لمكافحة الإرهاب.