في 24 أكتوبر ، تحدث رئيس الدولة التركي عن السياسات الأخيرة التي اعتمدتها فرنسا لاحتواء التطرف الإسلامي، فأعلن: "ما هي المشاكل التي يعاني منها الفرد الذي يُدعى «ماكرون» مع الإسلام والمسلمين؟ [...] يحتاج «ماكرون» إلى رعاية نفسية ". ثم أضاف «أردوغان» أنه لا يوجد شيء آخر يمكن إضافته بشأن رئيس دولة لا يفهم حرية المعتقد ويتصرف بهذه الطريقة مع ملايين الأشخاص الذين يعيشون في بلاده والذين لديهم دين مختلف عن دينه.
وبعد هذه التصريحات، أصدرت الرئاسة الفرنسية بيانا أعلنت فيه استدعاء السفير الفرنسي لدى تركيا، وحددت أن: "باريس جمعت شركاءها الأوروبيين الذين يشاركونها الطلب الفرنسي لتركيا لوقف مغامراتها الخطيرة في البحر الأبيض المتوسط والمنطقة ". ثم حدّد مكتب «ماكرون» أنه سيكون أمام تركيا شهرين للرد أو سيتعين عليها مواجهة الإجراءات التي ستتخذ ضدها.
وقال عضو في فريق الرئاسة الفرنسية، لم يذكر إسمه، لوكالة "فرانس بْريس" نقلا عن صحيفة "لاكورييري" الإيطالية، إنه سيتم استدعاء السفير الفرنسي في تركيا للتشاور والتحدث مع «ماكرون» حول الوضع. وقال الرجل: "تصريحات الرئيس «أردوغان» غير مقبولة. الإفراط والفظاظة ليست طريقة. نطالب «إردوغان» بتغيير اتجاه سياسته لانها خطيرة من كل النواحي ". أخيرًا، أشار عضو فريق الرئاسة الفرنسية إلى أنه لم تصل أي رسالة تعزية من أنقرة في الهجوم الأخير الذي تعرضت له البلاد في 16 أكتوبر، عندما جرى قطع رأس مُعلّم فرنسي على يد مواطن شيشاني، يبلغ من العمر 18 عامًا، متعاطفًا مع التطرف الإسلامي، بعد أن عرض رسوماً كاريكاتورية للنبي «محمد» (عليه الصلاة والسلام) في الفصل الدراسي.
أطلق ماكرون مؤخرًا حملة "محاربة الانفصالية الإسلامية" بذريعة تصاعد الأحداث الإرهابية التي ينفذها أشخاص يتديّنون بدين الإسلام. على وجه الخصوص، في 2 أكتوبر الماضي، كان «ماكرون» قد أعلن عن قانون جديد ضد "الانفصالية" الدينية والذي، وفقًا لما حددته باريس، يهدف إلى تحرير البلاد من الإسلام الراديكالي، والذي سيعرض على البرلمان في ديسمبر المقبل. في وقت لاحق، بعد مقتل مدرس اللغة الفرنسية، في 19 أكتوبر، أعلنت فرنسا طرد 231 مسلما بتهمة "التطرف الديني"، بعد جرى وضعهم في قائمة مراجعة حكومية بتهم المعتقدات الدينية المتطرفة، وفي اليوم التالي، أعلن «ماكرون» عن حل مجموعة مؤيدة لحركة حماس تنشط في فرنسا لاتهامها بـ"التورط المباشر" في مقتل المعلم المقتول".
«أردوغان» مسلم كباقي المسلمين، لكنه يرى نفسه مسؤول عن الدفاع على عقيدته بجميع رموزيها وأنه الجانب الديني لا يتجزأ من السياسة التركية ما دام يتقلد راع الأمة التركية، وكان قد اشتبك بالفعل مع «ماكرون» حول هذا الموضوع. بالنسبة للزعيم التركي، في فرنسا وأوروبا سيكون هناك "عداوة متزايدة للإسلام وكراهية متنامية ضد المسلمين"، وفي هذا الصدد، مرة أخرى في 24 أكتوبر، اتهم «أردوغان» أيضًا دولًا مثل ألمانيا بالحديث عن العلمانية لإخفاء هذا الموقف. ثم استشهد «أردوغان» بغارة شنتها الشرطة الألمانية في 22 سبتمبر على مسجد في برلين وعلى بعض الشركات المشتبه في تقديمها عن طريق الاحتيال للحصول على دعم لفيروس كورونا. بالنسبة لـ«أردوغان»، كانت هذه الحادثة غير مبرَّرة ونُفِّذت بغير احترام. وأشار الرئيس التركي إلى أن كل حالة من حالات الخوف من الإسلام في أوروبا هي أيضًا عمل عدائي ضد الأتراك لأنه "بالنسبة للمواطن الغربي، المسلم هو تركي والتركي مسلم".
تضاف هذه الحلقة الأخيرة إلى صورة التوترات العامة بين أنقرة وباريس، وكلاهما عضو في حلف شمال الأطلسي، لكنهما منقسمان حول قضايا متعددة مثل الحقوق البحرية في شرق البحر المتوسط والصراعات في ليبيا وسوريا و"ناغورنو كاراباخ".