وجاء في بيان القاهرة أن "التدريب يعكس القدرة التنافسية العالية والقدرة القتالية، فضلا عن جاهزية القوات البحرية المصرية"، الذي حدد أن العملية تهدف إلى تعزيز ركائز التعاون المشترك بين البلدين. تتمتع كل من مصر وإسبانيا بخبرة كبيرة في القطاع البحري. وأضاف البيان أن "التمرين المشترك يدعم الجهود المبذولة لتعزيز القدرات الثنائية في تحقيق المصالح المشتركة ودعم جهود الأمن والاستقرار البحري في المنطقة".
قبل أيام قليلة فقط، في 10 أكتوبر، أجرى البلدان تدريبات بحرية عبر البحر الأبيض المتوسط كجزء من جهودهما لتعزيز التعاون العسكري ومشاركة قدرات كل منهما. وشاركت في العملية الفرقاطة المصرية "توشكى" والاسبانية "رينا صوفيا".
المناورات العسكرية بين مدريد والقاهرة تؤكد النشاط الكبير لإسبانيا في شمال إفريقيا. بين مصر والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، يبدو أن الحكومة الإسبانية قد وجدت زخمًا دبلوماسيًا في المنطقة. كشفت التدريبات البحرية في البحر الأحمر أن مدريد تدرك الحاجة إلى أن تكون لاعبا أكثر نشاطا ومصداقية خارج نطاق نفوذها الحالي، بينما أظهر التمرين في البحر الأبيض المتوسط بوضوح أن البلاد قلقة بشأن مدى تنامي قوة البحرية. يمكن لتركيا التأثير على مصالحها في المغرب العربي، وخاصة ليبيا.
في مصر، التي دمرها الصراع السياسي المستمر منذ سنوات بهدف التربع على كرسي الحكم، تحاول إسبانيا اتباع استراتيجية مماثلة لتلك التي اعتمدتها إيطاليا، ألا وهي عدم التخلي عن التعاون مع مصر دون إثارة قلق تركيا. على سبيل المثال، إذا تلقت إيطاليا الضوء الأخضر من وحدة ترخيص مواد التسلح (Uama)، فيجب عليها بيع فرقاطتين أوروبية متعددة المهام (Fremm) إلى مصر. على وجه الخصوص، هذه هي وحدات Spartaco Schergat و Emilio Bianchi، التي تنتجها Fincantieri، بقيمة تقدر بنحو 1.2 مليار. ومع ذلك، فإن بيع الفرقاطتين، الذي سيُعزز الشراكة بين روما والقاهرة، لن يتجاهل الدعم الذي ستواصل الحكومة الإيطالية تقديمه إلى حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، والتي تُعتبر الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي على المستوى الدولي.
اتسمت ليبيا بحالة من عدم الاستقرار الخطير منذ 15 فبراير 2011، تاريخ اندلاع الثورة والحرب الأهلية. في أكتوبر من نفس العام، شهدت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا سقوط نظام معمر القذافي، لكنها لم تنجح في إجراء انتقال ديمقراطي منذ ذلك الحين. إنهما متنافسان واجه أحدهما الآخر. فمن ناحية، هناك حكومة طرابلس، التي وُلدت باتفاقيات الصخيرات في 17 ديسمبر 2015، ويقودها رئيس الوزراء «فايز السرّاج»، الذي يمثل السلطة التنفيذية الوحيدة المعترَف بها من قبل الأمم المتحدة. داعموها الرئيسيون هم تركيا وإيطاليا وقطر. من ناحية أخرى، هناك حكومة طبرق بقيادة الجنرال «خليفة حفتر»، بدعم من السعودية والإمارات ومصر وروسيا وفرنسا. يعتبر الأردن أيضًا أحد مصدري الأسلحة الرئيسيين.