وزير الداخلية الفرنسية يعبّر عن "صدمته" بوجود محلات "حلال" في فرنسا ويأمر بغلق 80 مكانا له صلة بالإسلام - الإيطالية نيوز

وزير الداخلية الفرنسية يعبّر عن "صدمته" بوجود محلات "حلال" في فرنسا ويأمر بغلق 80 مكانا له صلة بالإسلام

الإيطالية نيوز، الأربعاء 21 أكتوبر 2020 -  يواصل وزير الداخلية الفرنسية،  جيرالد دارمانين (Gérald Darmanin)، حملته الإعلامية ضد الإسلام، الذي يُقرنه بكلمة الراديكالي لكي يجعل الدين "الفزّاعة". وبدعوة من تلفزيون (BFM)، مساء يوم الثلاثاء 20 أكتوبر، لإعطاء كلمته في برنامج مكرس للاغتيال الوحشي لصمويل باتي (Samuel Paty)، المدرس الذي لقي حتفه نحرا على يد شاب مسلم بسبب إظهار صور داخل الفصل الدراسي تسيىء للطلابه المسلمين، حسب ما نشرته وسائل إعلام فرنسية.

أصرّ وزير الداخلية،  في مداخلته، على أن رفوف الطعام الحلال "المخصصة لمسلمي فرنسا، يمكن أن توجد في محلات السوبر ماركت في فرنسا. كما اعتبر أن للرأسمالية جزءًا من "المسؤولية" في الشيوعية اليوم.

  وشدد جيرالد دارمانين،في مداخلته التلفزيونية، على أن هذا لم يكن  موقفًا رسميًا للحكومة بل رأيه هو كمواطن: "لقد صدُمت دائمًا عند دخول هايبر ماركت ورؤية أن هناك قسمًا لمطبخ المجتمع، هكذا تبدأ، التشاركية"، وعلّق قائلا "لحسن الحظ كل آرائي ليست جزءا من قوانين الجمهورية".

منذ بداية فترة الخمس سنوات ،جرى إغلاق 356 مكانًا للتطر. كان هناك 428 أجنبيًا مسجلين لصلتهم بأوساط تعرف بالتطرف، في وضع غير نظامي،جرى طردهم. لا يوجد رئيس للجمهورية ، ولا توجد حكومة فعلت الكثير هكذا.

وأردف وزير الداخلية الفرنسية، الرجل الأقرب إلى قلب ماكرون، قائلا: "إن الـ80 عملية التي نفذتها الشرطة،  منذ الجمعة، بأمر مني ضد أشخاص ومؤسسات قريبة لأوساط راديكالية جرت كلها بترخيص من قاضي الحريات. " ثم أوضح "أنا أطبق القانون الجمهوري، القانون القوي للدولة لحماية مواطنينا"،

 لكن هذا التفكير الشخصي لم يَحظ بموافقة معسكره الحزبي. أوضح رئيس الجمعية الوطنية، ريتشارد فيران (Richard Ferrand)، المدعو بدوره لإبداء رأيه في مواقف وزير الداخلية على قناة BFM التلفزيونية.أن "هذا يسمح لقطاعات بأكملها بالبقاء، وتساهم بازدهار الأعمال، ونعتبر أننا نتكيّف مع طلب السوق". واختتم مداخلته قائلا: "في دائرتي الانتخابية في شاتيولين (Châteaulin)، هناك شركة كبيرة تصدر 500.000 طن من الدجاج سنويًا إلى المملكة العربية السعودية، وهي عبارة عن دجاج حلال"، و "هذا يسمح لقطاعات بأكملها بالبقاء."   
وأوضح جبرائيل عتال (Gabriel Attal)، المتحدث باسم الحكومة، أن الموضوع لم يناقش في مجلس الوزراء يوم الأربعاء: "كل الأسئلة يمكن طرحها لكن اليوم الذي سيكون فيه موضوع أرفف السوبر ماركت أولوية. بالنسبة للحكومة، فذلك لأنه كان يبغي علينا حل مجموعة من القضايا الأخرى مسبقًا ".
من ناحية أخرى، من جانب الجمهوريين، الحزب الذي استُبعد منه جيرالد دارمانين، يبدو التفكير منطقيًا: وافق عليه النائب الممثل لحزب "الجمهوريين"، إيريك تشوتّي (Eric Ciotti)، اليوم الأربعاء، على موقع (FranceInfo)، معتقدًا أن وجود رفوف منتجات استهلاكية حلال "يعكس هذا الانجراف البطيء والمؤكد المجتمعي، وهذا الضغط المجتمعي" الذي يمكن ملاحظته، أيضًا، وفقًا له، عندما عرض "ديكاتلون" بيع" "الألبسة الرياضية المخصصة للنساء المسلمات".
وعصف النائب أليكسيس كوربير (Alexis Corbière)، عن حزب "فرنسا غير الخاضعة"، في مداخلة على تلفزيون (RMC)، فقال: "إن (وزير الداخلية، إضافة من كاتب المقال للتوضيح) يقول أي شيء" وتساءل، على حد قوله" هل هناك صلة بين حقيقة وجود محلات للمجتمعات المسلمة ورفوف مخصصة للمواد الحلال (..) بحادث الشيشاني ذو الـ18 عاما الذي أزهق روح مدرسا؟ وختم في تعجب: "الأمر لا علاقة له إطلاقا بالإرهاب الإسلامي!"

أخيرا، ندد ميشيل ـ إدوارد لوكْليرْك (Michel-Edouard Leclerc)، رجل أعمال فرنسي، ورئيس اللجنة الاستراتيجية لمراكز لوكْليرْك، التي تضم 16 رئيسا منتخبا للتعاونيات الجهوية للعلامات التجارية، رادّا على انتقادات مستأجر "بوفو" (Beauvau) التي تنبعث من التلاعب. وقال لوكليرك: "من الواضح أنه يمكننا بيع اللحوم الحلال والمواد الحلال من خلال كوننا وطنيين". وأوضح، على لينكيدن ( Linkedin): "إن وضع وجود منتجات حلال أو كوشير، إفريقي أو أسيوي تباع في محلات سوبر مارك محل تساؤلات، التي تُعرض على المستهلك في محلات محددة، من المفارقات بالنسبة لمن يدين الطائفية".
بالإضافة إلى كل ذلك، قال جيرالد دارمانين أنه بناء على طلب من رئيس الجمهورية، حلّ مجلس الوزراء، يوم الأربعاء، الجماعة الإسلامية "الشيخ ياسين" المتورطة بشكل مباشر في الاغتيال الوحشي لـ صمويل باتي.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسية بذاته عن حذف حساب "جماعة الشيخ ياسين" من على فايسبوك، لاعتبارها تحرض على الكراهية وتنهج عقيدة مناهضة للجمهوريين ومتورطة في الهجوم الشنيع الذي نجم عنه إزهاق روح المدرس الفرنسي.
بالإضافة إلى حل "جماعة الشيخ ياسين"، قام وزير الداخلية الفرنسية بغلق مسجد مدينة "بانتان" (Pantin)، لسببين، وهما كما قاله دارمانين: أولا، لأن رئيس المسجد، الذي لا أخلط بينه وبين المترددين على المسجد، نقل رسالة الكراهية إتجاه "صموئيل باتي. ثانيا، لأن أحد الأئمة هناك متابع بتهمة التطرف. وأوضح أن هذا الغلق لا يعني عقوبة للمسلمين.
نقيض ذلك، أبدى وزير الداخلية الفرنسية تعاطفه مع المساجد المعتدلة، ذات التفكير الحديث المتوافق مع تعاليم وأسس وقواعد الجمهورية الفرنيسة، إذ ذكر بأنه قد خصص لها حماية خاصة لمنع تنفيذ مضامين تهديدات ضدها. وقال دارمانين: "استهدفت تهديدات وأعمال عنيفة المسجدين في "بيزييغ" (Béziers) و"بوردو" (Bordeaux)، فطلبت من مديري الإدارات الأمنية حماية هذه الأماكن المخصصة للعبادة. متل هذه الأعمال (العنف والتهديدات) غير مقبولة على التراب الوطني للجمهورية".