ماكرون يرد على مقاطعة المنتوجات الفرنسية: "..يجب أن تتوقف فورا وندعو سلطات البلدان المعنية إلى أن تنأى بنفسها عن المقاطعة" - الإيطالية نيوز

ماكرون يرد على مقاطعة المنتوجات الفرنسية: "..يجب أن تتوقف فورا وندعو سلطات البلدان المعنية إلى أن تنأى بنفسها عن المقاطعة"

الإيطالية نيوز، الإثنين 26 أكتوبر 2020 ـ حثّت فرنسا دول الشرق الأوسط على وقف مبادرات مقاطعة المنتجات الفرنسية من الشركات العربية.

وقالت وزارة خارجية باريس في بيان، إنه في الأيام الأخيرة، كانت هناك دعوات عديدة لمقاطعة المنتجات الفرنسية، ولا سيما المنتجات الغذائية والزراعية، في مختلف دول الشرق الأوسط ، فضلاً عن دعوات للتظاهر ضد فرنسا على إثر الهجوم المزعوم على الإسلام وبسبب نشر الرسوم الكاريكاتورية الساخرة للنبي محمد. وجاء في البيان الصادر عن الوزارة أن "هذه الدعوات للمقاطعة لا أساس لها ويجب أن تتوقف فوراً ، وكذلك جميع الهجمات ضد بلدنا التي تدفعها أقلية متطرفة".

وجاء حرفيا في البيان الذي نشرته وزارة الخارجية الفرنسية للمبادرين على مقاطعة المنتجات الفرنسية: "راجت خلال الأيام الأخيرة في عدة بلدان من بلدان الشرق الأوسط دعوات إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، لا سيما منتجات الأغذية الزراعية، وبصفة أعم دعوات إلى الاحتجاج ضد فرنسا بألفاظ حاقدة أحياناً تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي.

  وتشوه هذه الدعوات المواقف التي تدافع عنها فرنسا من أجل حرية الضمير وحرية التعبير وحرية الدين ورفض الحض على الكراهية. كما أنها تشوه وتسخر لأغراض سياسية التصريحات التي أدلى بها رئيس الجمهورية بتاريخ 2 تشرين الأول/أكتوبر الأخير في مدينة مورو وإبان التكريم الوطني للراحل صامويل باتي، والتي تهدف إلى مكافحة النزعة الإسلامية المتطرفة بمعية مسلمي فرنسا باعتبارهم جزأً لا يتجزأ من المجتمع والتاريخ الفرنسيين ومن الجمهورية الفرنسية.

  لذا، فإن هذه الدعوات إلى المقاطعة لا مبرر لها ويجب أن تتوقف فورا، على غرار كل الهجمات التي تتعرض لها بلادنا والتي تسخرها أقلية متطرفة.

 ويحشد الوزراء وشبكتنا الدبلوماسية برمتها كامل جهودهم لتذكير شركائنا بمواقف فرنسا وتفسيرها لهم، لا سيما فيما يتعلق بالحريات الأساسية ورفض الحض على الكراهية، ولدعوة سلطات البلدان المعنية إلى أن تنأى بنفسها عن أي دعوة إلى المقاطعة أو أي هجمات على بلدنا وأن تواكب منشآتنا وتضمن أمن رعايانا في الخارج."

أعلنت عدة جمعيات تجارية عربية مقاطعة المنتجات الفرنسية ردًا على التعليقات الأخيرة على الإسلام من قبل الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون». وكان ماكرون قد وعد بلاده في مطلع أكتوبر بمحاربة "الانفصالية الإسلامية"، وهي ظاهرة تهدد بحسب الرئاسة بالسيطرة على بعض الجاليات المسلمة في فرنسا. كما وصف رئيس الدولة الإسلام بأنه دين "في أزمة" حول العالم، وقال إن الحكومة ستقدّم مشروع قانون في ديسمبر لفرض تشريع 1905 الذي يفصل رسميًا بين الكنيسة والدولة في فرنسا.

أدت تعليقاته، بالإضافة إلى دعمه للرسوم الكاريكاتورية الساخرة التي تحتوي على رسوم كاريكاتورية للنبي محمد، إلى حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة المنتجات الفرنسية في محلات السوبر ماركت في الدول العربية وفي تركيا. أصبحت علامات التصنيف مثل BoycottFrenchProducts# و NeverTheProphet# رائجة في دول مثل الكويت وقطر وفلسطين ومصر والجزائر والأردن والمملكة العربية السعودية وتركيا.

في الكويت، قرر رئيس وأعضاء مجلس إدارة "جمعية النعيم التعاونية" مقاطعة جميع المنتجات الفرنسية وإخراجها من أرفف السوبر ماركت. واتخذت "جمعية ضاحية الظهر" قرارا مماثلا قائلة: "بناء على موقف الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» وتأييده للرسوم الكرتونية المسيئة لنبينا الحبيب ، قررنا إزالة جميع المنتجات الفرنسية من السوق الفروع حتى إشعار آخر ".
في قطر، أعلنت شركة "الوجبة للألبان" مقاطعة السلع الفرنسية وتعهدت بتقديم منتجات بديلة، كما هو محدد في حسابها على تويتر. أعلنت "شركة الميرة للمواد الاستهلاكية"، وهي شركة مساهمة قطرية، على تويتر: "لقد سحبنا المنتجات الفرنسية على الفور حتى إشعار آخر". وأضاف  الشركة: "نؤكد أننا كشركة وطنية نعمل وفق رؤية تتفق مع ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الراسخة بما يخدم وطننا وإيماننا ويلبي تطلعات زبنائنا".

كما انضمت جامعة قطر إلى الحملة. أجلت إدارتها حدث "الأسبوع الثقافي الفرنسي" إلى أجل غير مسمى، بحجة "الإساءة المتعمدة للإسلام ورموزه". وقالت الجامعة في بيان على تويتر، إن أي تحيّز ضد العقيدة والقداسة والرموز الإسلامية "غير مقبول بالمرة، لأن هذه الأنواع من الجرائم تضرّ بالقيم الإنسانية العالمية والمبادئ الأخلاقية السامية التي تتبناها المجتمعات المعاصرة على قدر كبير من الاعتبار ".
ووصف مجلس التعاون الخليجي تصريحات ماكرون بأنها "غير مسؤولة" وقال إنها تخاطر بنشر ثقافة الكراهية بين الشعوب. وقال الأمين العام للمجلس «نايف الحجرف»: "في الوقت الذي يجب أن تتوجه فيه الجهود لتعزيز الثقافة والتسامح والحوار بين الثقافات والأديان، يحدث نشر تصريحات مثيرة للجدل ودعوات لصور مسيئة للنبي محمد". ودعا «الحجرف» قادة العالم والمفكرين وقادة الرأي إلى "نبذ التحريض على كراهية الأديان ورموزها وازدراءها، واحترام مشاعر المسلمين، بدلاً من الوقوع في أسر الإسلاموفوبيا".

في السياق نفسه، حذرت وزارة الخارجية الكويتية في مذكرة رسمية من دعم التجاوزات والسياسات التمييزية التي تربط الإسلام بالإرهاب، مؤكدة أنها "تمثل تزييفًا للواقع من شأنه إهانة تعاليم الإسلام والإساءة إلى الإسلام ومشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم”.

كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي، يوم الجمعة 23 أكتوبر، ما وصفته بـ "هجوم فرنسا المستمر على المسلمين". وقالت الأمانة العامة للتنظيم، في بيان، إنها فوجئت بالخطاب السياسي الذي أطلقه بعض المسؤولين الفرنسيين، والذي "يسيء إلى العلاقات الفرنسية الإسلامية ويذكي مشاعر الكراهية لإرضاء مصالح الأحزاب السياسية".