الإيطالية نيوز، الخميس 8 أكتوبر 2020 ـ سافر وزير الدفاع الإيطالي، «لورينسو غْويريني» (Lorenzo Guerini)، إلى قبرص في 8 أكتوبر، حيث التقى بنظيره «شارالامبوس بيتريدس» (Charalambos Petrides). وتأتي الزيارة عشية اجتماع 9 أكتوبر في روما مع وزير الدفاع التركي «خلوصي أكار» (Hulusi Akar).
وبحسب الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الإيطالية، خلال الزيارة إلى نيقوسيا، عاصمة قبرص، كانت هناك محادثة طويلة وودية بين الوزراء القبرصي والإيطالي. كما شارك في هذه المناقشة سفير إيطاليا في قبرص، «أندريا كافالاري». ويعدّ هذا هو الاجتماع الثاني من هذا النوع، منذ المواجهة الأخيرة بين روما ونيقوسيا وقعت في 26 أغسطس، على هامش اجتماع وزاري غير رسمي حول الدفاع عن الممثلين الأوروبيين، عقد في برلين.
ومع ذلك، تختلف تركيا واليونان، وكلاهما عضو في الناتو، بشكل أساسي حول حقوق استغلال الموارد الهيدروكربونية في المنطقة، بسبب وجهات النظر المتضاربة حول امتداد الرفوف القارية لكل منهما. المياه ، بالجزر اليونانية بشكل أساسي، غنية بالغاز، كما أن الترسيم المثير للجدل للمناطق الاقتصادية الخالصة لكل منهما هو مصدر خلاف بين تركيا واليونان وقبرص. تدّعي أنقرة أن لديها أطول ساحل في شرق البحر الأبيض المتوسط ، لكن منطقتها البحرية محاطة بشريط ضيق من المياه بسبب امتداد الجرف القاري اليوناني، الذي يتميز بوجود العديد من الجزر القريبة من الحدود التركية. تعتبر جزيرة كاستيلوريزو اليونانية، الواقعة على بعد حوالي كيلومترين من الساحل الجنوبي لتركيا و570 كيلومترًا من البر الرئيسي لليونان، مصدر إحباط رئيسي لأنقرة التي تدّعي أن تلك المياه ملك لها.
قال «غْويريني»، اليوم، مؤكدا القيمة الاستراتيجية لقبرص بالنسبة للاستقرار والسلام في البحر الأبيض المتوسط: "كان هناك حوار مكثف بين بلدينا لبعض الوقت، وأنا سعيد بشكل خاص لمواصلة ذلك." ثم سلّط الوزير الإيطالي الضوء على أهمية المناخ الهادئ فيما يتعلق بهذا البحر "الذي نواجهه والذي تؤثر سلامته بشكل مباشر على الحياة اليومية لشعوبنا".
فيما يتعلق بشرق البحر الأبيض المتوسط على وجه التحديد، أشار «غويريني» إلى أن الهدف الرئيسي لإيطاليا هو تعزيز الحد من التوتر في المنطقة وإعادة إطلاق حوار بنّاء مع تركيا. لقد أعطى المجلس الأوروبي الأخير زخماً لعملية الحوار. يتزامن هذا النهج مع الموقف الذي تدعمه إيطاليا بقوة. وأعلن الوزير الإيطالي أنه لا يمكن التوصل إلى حل إلا بالتوفيق بين الحوار والحزم في تطبيق القانون الدولي. ثم ناقش الجانبان قضايا أخرى من بينها التعاون الثنائي والأمن الإقليمي والدفاع الأوروبي.
وأكد الوزيران تقارب وجهات النظر حول قضايا الدفاع والأمن الرئيسية. وأكد «غْويريني» التزام إيطاليا في مجال التعاون الثنائي على المستويين العسكري والصناعي. ومن الأمثلة الواضحة على ذلك تمرين EUNOMIA 2020 ومبادرة QUAD التي تهدف إلى حماية المصالح المشتركة في البحر الأبيض المتوسط.
في غضون ذلك، التقى وزيرا خارجية تركيا واليونان في نفس اليوم للمرة الأولى منذ بدء الخلاف حول الحقوق الإقليمية واستغلال الطاقة في شرق البحر المتوسط. التقى «مولود جاويش أوغلو» من تركيا ونيكوس ديندياس من اليونان على هامش منتدى الأمن العالمي الذي عقد في "براتيسلافا"، سلوفاكيا. وذكرت وسائل الإعلام التركية الرسمية أن الرجلين ناقشا بشكل رئيسي "القضايا الثنائية والإقليمية". ويمثّل الاجتماع بين كبار المسؤولين، وإن كان في سياق قمة موسعة، خطوة أخرى نحو تخفيف التوترات بين أثينا وأنقرة ونحو تنظيم مفاوضات مباشرة بين الطرفين. كشفت مصادر يونانية وتركية أن وزيري الخارجية اتفقا بالفعل على موعد لبدء دورة مكثفة من المحادثات الاستكشافية بين البلدين.
يعتبر النزاع على الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط جزءًا من المسألة الأوسع للسيادة على قبرص، التي يقسم أراضيها ما يسمى "الخط الأخضر" الذي يفصل المنطقة التي تديرها جمهورية قبرص والتي يسكنها بشكل أساسي الطائفة القبرصية اليونانية عن منطقة تديرها الجمهورية التركية لشمال قبرص ويسكنها بشكل رئيسي الطائفة القبرصية التركية. يعود هذا التقسيم إلى عام 1974، عندما قامت أنقرة في 20 يوليو، في أعقاب محاولة الانقلاب التي قام بها القبارصة اليونانيون، الذين فضلوا ضم الجزيرة إلى اليونان، بإرسال قواتها "لحماية الأقلية التركيةـ القبرصية "في الجزء الشمالي للجزيرة، والذي سيطرت عليه تركيا بعد ذلك.