اليوم الأربعاء، في مجلة شارلي إبدو الفرنسية، المعروفة بمذبحة 7 يناير 2015، ظهرت على الغلاف صورة كاريكاتورية للرئيس التركي «أردوغان»، جالسًا على كرسي بملابسه الداخلية، يحمل مشروبًا في علبة وبجانبه امرأة ترتدي الحجاب الإسلامي بلباس إسلامي طويل يرفعه «أردوغان» من الخلف، ما يجعل عورتها تبدو مكشوفة تماما. وعلق على الصورة بعبارة: "إردوغان عند الخلوة يكون مستطلفا للغاية" في أثناء صورته يقول في تعجب لحظة رفع ستار المرأة المسلمة التي يرفع ملابسها: "آه، إنه النبي!"، في سخرية قذرة مرة أخرى إلى نبي المسلمين، قبل سخرية من إردوغان نفسه.
وقالت مديرية الاتصالات التركية، في بيان: "يجب ألا يساور شعبنا أدنى شك في أنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية اللازمة ضد الرسوم الكاريكاتورية المعنية. وستستمر معركتنا ضد هذه التحركات الوقحة والخبيثة والعدوانية حتى في النهاية مع العقل والعزم. "
وقال وزير العدل التركي، «عبد الحميد جول» (Abdulhamit Gul)، للصحفيين في مؤتمر صحفي في أنقرة، إن السلطات اتخذت جميع الخطوات اللازمة مع الجهات المختصة. ذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن النيابة العامة بدأت بالفعل تحقيقا قضائيا ضد المديرين التنفيذيين في "شارلي إبدو".
أدان كبار المسؤولين الأتراك الرسوم الكاريكاتورية بشدة. وقال المتحدث باسم الرئاسة، «إبراهيم كالين» (Ibrahim Kalin)، إنه لا احترام لـ "الإيمان والقداسة والقيم"، وأن الكاريكاتير يظهر "الابتذال والفجور". قال «كالين»: "لا يمكن اعتبار هذه حرية تعبير". من جهته، قال مدير الاتصالات الرئاسية التركية، «فخر الدين ألتون» (Fahrettin Altun)، إن "أجندة «ماكرون» المعادية للمسلمين تؤتي ثمارها!"
وانتقد «أردوغان» بشدة «ماكرون» مطلع الأسبوع، قائلا إن الرئيس الفرنسي سيحتاج إلى رعاية طبية بسبب "مشاكله العقلية" بعد أن استدعى الأخير سفيره من أنقرة. تم عرض الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، التي يعتبرها المسلمون تجديفًا، في فرنسا كدليل على التضامن مع الأستاذ المقتول، الذي اتهم بإظهار بعض الرسوم الكاريكاتورية خلال دورة حول حرية التعبير في مدرسة متوسطة. بعد هذه الحلقة التي وقعت في 16 أكتوبر، أكد «ماكرون» أنه سيضاعف جهوده لوقف المعتقدات الإسلامية المحافظة، التي يزعم أنها تخرب القيم الفرنسية. لكن القرار تسبب في استياء واسع النطاق بين المسلمين وزاد من حدة الانقسامات.