الإيطالية نيوز، السبت 24 أكتوبر 2020 ـ وقّعت اشتباكات جديدة بين أذربيجان والقوات التابعة لجمهورية أرتساخ المعلنة من جانب واحد في منطقة "ناغورنو كاراباخ"، المتنازع عليها بين "باكو" و"يريفان"، في 24 أكتوبر. وجاءت الأعمال العدائية بعد يوم من المحادثات التي نظمتها واشنطن للوساطة بين أرمينيا وأذربيجان، في ضوء دورها كرئيس مشارك لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. في غضون ذلك، طالبت تركيا، حليف أذربيجان، بمقعد على طاولة المفاوضات، والتي جرى استبعادها منها حتى الآن.
في 24 أكتوبر، استنكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية القتال في كل من المنطقة المتنازع عليها والمناطق المحيطة بها. في الوقت نفسه، على الرغم من نفيها الفوري لذلك، اتهمت باكو بقصف المنطقة ومدينتها الرئيسية ستيباناكيرت (Stepanakert).
جاءت أنباء الاشتباكات الجديدة بعد أن التقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بوزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان، «زوهراب مناتساكانيان» و«جيهون بيراموف» بشكل منفصل في واشنطن يوم 23 أكتوبر لمحاولة التوسط بين الطرفين. وجدّد بومبيو التأكيد على أهمية التوصّل إلى حل سياسي في إطار المفاوضات التي تُنظَّم تحت رعاية مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تشارك في رئاستها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، وحثّ الأطراف على إنهاء العنف و حماية المدنيين.
ووفقاً لتقارير وزارة الخارجية الأذربيجانية، فقد أبلغ «بيراموف» «بومبيو» أثناء اجتماعهما "بالسياسة التدميرية التي تنتهجها أرمينيا بقصف متعمد ضد السكان المدنيين الأذربيجانيين وتجنيد مرتزقة وإرهابيين أجانب". بالإضافة إلى ذلك، فإن الوزير الأذربيجاني كان سيؤكد من جديد صحة ادعاء ات "باكو" لأنها مدعومة أيضًا بقرارات مجلس الأمن الأربعة و"وثائق المنظمات الدولية الأخرى". من جانبه قال الوزير الأرميني إن المحادثات مع «بومبيو» كانت إيجابية للغاية، مضيفًا أن مفاوضات وقف إطلاق النار مستمرة.
تحاول الولايات المتحدة التوسّط لحل النزاع كمشارك رئيس، مع روسيا وفرنسا، لمجموعة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مينسك، على طاولة مفاوضات بهدف صياغة قرار مناسب للطرفين المتنازعين، ومع ذلك، فإن تركيا مستبعدة حاليًا، حليفة "باكو" التي، من جانبها طلبت مشاركتها. وفي هذا الصدد، أعلن الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، في 23 أكتوبر، أن بلاده تتمتّع بنفس حقوق روسيا للمشاركة في عملية السلام في "كاراباخ". أيّد «أردوغان» موقفه قائلاً: "بمجرد دعوة أرمينيا لروسيا، اقترحت أذربيجان أن تنضم تركيا أيضًا إلى الحوار، وفي هذا الصدد، لم أكن لأسمع اعتراضات روسية".
قبل الولايات المتحدة، كانت موسكو قد أجبرت الطرفين على إبرام وقفين لإطلاق النار، على التوالي في 17 و 10 أكتوبر، ولكن في كلتا الحالتين، عاد الطرفان على الفور إلى الاشتباك، مما جعل المحاولات الروسية تذهب سدى.
تدهور الوضع في ناغورنو كاراباخ في 27 سبتمبر، ومنذ ذلك اليوم، اندلعت المزيد من المعارك على خط التماس، وهي منطقة شديدة التسليح تفصل بين القوات المسلحة الأذربيجانية والأرمنية المنتشرة في المنطقة. منذ ذلك الحين، أدخلت كل من أرمينيا وأذربيجان الأحكام العرفية وأعلنا الاستنفار. حتى الآن، أبلغ كل من "يريفان" و"باكو" عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهما وأبلغا عن مقتل مدنيين.
دعا قادة روسيا والولايات المتحدة وفرنسا الأطراف المتصارعة إلى إنهاء القتال والالتزام بفتح مفاوضات دون شروط مسبقة. من جهتها، أعلنت تركيا أنها ستقدم لأذربيجان أي دعم تطلبه. وفي هذا الصدد، اتّهمت أرمينيا والرئيس الفرنسي «ماكرون» أنقرة بتزويد القوات الأذربيجانية بالمركبات والأسلحة والرجال. على وجه الخصوص، اتهم «ماكرون»، في 2 أكتوبر، تركيا بجلب مقاتلين جهاديين مجنَّدين من سوريا إلى أذربيجان.
يتنافس الأرمن والأذريون على "ناغورنو كاراباخ" منذ فبراير 1988، عندما أعلنت المنطقة، ذات الأغلبية الأرمينية، انفصالها عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية. خلال الصراع المسلح في 1991ـ1994، فقدت أذربيجان السيطرة على "ناغورنو كاراباخ" وسبع مناطق متاخمة لها، بدعم من أرمينيا، أعلنت نفسها مستقلة تحت اسم جمهورية أرتساخ. هذه الأخيرة كيان غير معترَف به من قبل المجتمع الدولي أو حتى من قبل أرمينيا، ولكن لديها رسميًا حكومة وإدارة وجيشًا متميزًا عن الكيانات الأرمنية.
بدأت المفاوضات للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع منذ عام 1992 في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بقيادة الرؤساء المشاركين الثلاثة، روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، وفي 10 أكتوبر، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار، التزمتا "باكو" و"يريفان" باستئناف المفاوضات في هذا الإطار.