روما: «السراج» يلتقي «كونتي» بإيطاليا ويؤكدّان الحل السياسي للأزمة الليبية وفقا لنتائج "برلين" - الإيطالية نيوز

روما: «السراج» يلتقي «كونتي» بإيطاليا ويؤكدّان الحل السياسي للأزمة الليبية وفقا لنتائج "برلين"

 الإيطالية نيوز، الجمعة 23 أكتوبر 2020 ـ التقى رئيس الوزراء ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة طرابلس، «فايز السراج»، برئيس الوزراء الإيطالي، «جوزيبي كونتي»، في روما يوم أمس الخميس. ومن بين المشاركين في الاجتماع وزيرا خارجية البلدين «لويدجي دي» مايو و«محمد سيالة». في غضون ذلك، تتواصل محادثات اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 في جنيف.

وبحسب ما أوردته صحيفة الوسط، ناقش المتحاورون الليبيون والإيطاليون آخر المستجدات على المشهد الليبي والعلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى سلسلة من الملفات المتعلقة بمبادرات التعاون المشترك في مجال الأمن والهجرة والهجرة والاقتصاد. على وجه التحديد، جرى فحص المبادرات المتعلقة ببرامج الدراسة والتدريب في الأكاديميات العسكرية الإيطالية للأفراد الليبيين، والتدابير المعتمَدة والتي ستعتَمد لتفضيل عودة الشركات الإيطالية إلى ليبيا واستئناف أنشطتها، والمساهمة الإيطالية في التنمية الإقليمية، وكذلك في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.

من الجانب الإيطالي، جرى التأكيد على دعم روما لـ "خارطة الطريق" التي جرى وضعها في مؤتمر برلين يوم 19 يناير 2020، في ضوء التطورات الإيجابية لمحادثات جنيف التي لا تزال جارية، وفي ضوء منتدى الحوار السياسي الليبي الذي يفترض أنه عقد في تونس من 8 نوفمبر. قال كل من «السراج» و«كونتي» إنهما يؤيّدان القرار 2510 الذي اتخذه مجلس الأمن ونتائج برلين، والتي تتعلّق بثلاثة مسارات محددة، وهي الأمن والاقتصاد والسياسة.

في أعقاب مؤتمر برلين ، تستضيف جنيف، منذ 19 أكتوبر، الجولة الرابعة من اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5. تتكون هذه اللجنة من خمسة ممثلين عن الجيش الوطني الليبي وخمسة أعضاء من حكومة طرابلس، المعروفة أيضًا باسم حكومة الوفاق الوطني. الهدف الرئيسي هو التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإخراج جميع المقاتلين غير الليبيين من ليبيا. وتذكيرا، جرت الجولة الأخيرة يومي 28 و 29 سبتمبر في مصر.

وبحسب ما أوردته "قناة الجزيرة"، بعد الاتفاقات الأولية التي جرى التوصل إليها خلال الاجتماعات الأولى، حقق يوم 22 أكتوبر نتائج ملحوظة. ومع ذلك، وفقًا لمصدر داخل اللجنة، على صلة بحكومة الوفاق الوطني، فإن هذه "اتفاقيات أولية" يجب أن تتبعها آلية تنفيذ يُتّفَق عليها في وقت لاحق. وأفاد المصدر نفسه، في مقابلة مع  "الجزيرة"، أن القضية الشائكة في قلب المفاوضات هي نزع السلاح عن مدينة سرت الساحلية وقاعدة الجفرة وسط ليبيا. هذا هو الاقتراح الذي قدّمته الولايات المتحدة في الأشهر السابقة أيضًا، في ضوء ما أُطلق عليه "معركة وشيكة" على هذه الجبهات.

قال المصدر الذي جرت مقابلته، إن حكومة الوفاق الوطني تحاول تنفيذ هذه المبادرة ويبدو أن وفد الجيش الوطني الليبي أظهر أولى بوادر الانفتاح. نقطة أخرى، مع ذلك، تم التوصل بالفعل إلى إجماع غير متوقع تتعلق بانسحاب المقاتلين والمرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية في غضون 90 يومًا. ومن المتوقع أن تختتم أعمال اللجنة، التي جرت تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم (UNSMIL)، يوم الجمعة 23 أكتوبر. من المتوقع أن يكون الأمر متروكًا للأخير لإصدار إعلان نهائي أم لا.

في غضون ذلك، ذكرت "الجزيرة" أن اجتماعات أخرى جارية في "لوزان" بين مندوبين من مجلس نواب طبرق والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي، والتي تمثل استمرارًا لاجتماعات "مونترو" (Montrux) التي عقدت من 7 إلى 9. سبتمبر. وفي قلب المناقشات الآليات الواجب اتباعها لإعادة هيكلة المجلس الرئاسي وفصله عن حكومة الوفاق الوطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية واختيار الوزراء الأعضاء فيها. وافق المشاركون في مونترو على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في نهاية فترة انتقالية مدتها 18 شهرًا، وفقًا لإطار دستوري يُتَّفق عليه.

منذ 21 أغسطس، وهو التاريخ الذي أعلن فيه رئيس وزراء طرابلس «السراج»، ورئيس برلمان طبرق «عقيلة صالح»، وقف إطلاق النار على جبهات القتال الليبية، أن الأزمة الليبية هي محور "تعبئة دبلوماسية واسعة النطاق تضم جهات فاعلة وطنية وإقليمية ودولية. الهدف النهائي هو وضع حد لحالة عدم الاستقرار الخطيرة التي ميزت ليبيا منذ 15 فبراير 2011، تاريخ اندلاع الثورة والحرب الأهلية.