الإيطالية نيوز، الخميس 15 أكتوبر 2020 - أمر الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» برفع السرية "التامة" عن الوثائق المتعلقة بفضيحة البريد الإلكتروني لـ«هيلاري كلينتون»، وبالتالي فتح "صندوق بانْدورا" (أو ربما يمكن للمرء أن يقول "صندوق الساحرة الشريرة")، لإخراج مستندات قد تعيد تصحيح شريط التاريخ، لكن بطريقة قد تجعلك ترتجف من شدة الدهشة.
تبدأ رسائل البريد الإلكتروني لـ«كلينتون» برسالة منها تطلب من طرف أخر استخدام بريدها الإلكتروني الشخصي لإرسال رسائلها من الآن فصاعدًا، وذلك لأنها لم ترغب في استخدام الخادم الآمن لوزارة الخارجية، ولذا بدأت. لاستخدام هاتفها. في الواقع، موضوع هذه الرسائل سيفاجئ الجميع بالتأكيد.
إحدى هذه الرسائل تكشف أنه بعد شهرين من "الثورة" في ليبيا، كان عملاء تابعين للاستخبارات البريطانية يزودون الثوار في ليبيا بمعلومات عن جهاز أمن «القدافي»، وفي الوقت نفسه، تقدّم معلومات لنظام «القذافي» عن الثوار! كان هدف "لندن" هو معرفة من سيفوز في النهاية، لكي تدعمه، وإذا لم ينتصر أي من الطرفين، فسيواصل الطرفان الصراع لفترة طويلة، وهذا بدوره سيلعب دورهما.
في الرسالة نفسها، يدور نقاش حول حقيقة أن ليبيا "تسعى جاهدة لمواصلة تصدير النفط، لأنها ستجلب الأموال لمساعدتها في الحرب". وهنا تتحدث الرسالة عن تدخل قطر، وعائقها أمام هذا التصدير، وإمداد الأموال والنفط التي يحتاجها «الثوار». كما تقول هذه الرسالة إن مصر كانت تحاول يائسة إنقاذ ليبيا، ونأت بنفسها عن دعم القوات "الاستعمارية" الأوروبية العاملة على الأراضي الليبية، وأن مصر كانت تحاول دبلوماسياً إنقاذ الشعب الليبي من نار النظام... وفي الوقت نفسه، طلبت جعْل ليبيا منطقة حظر طيران لمحاولة الحفاظ على النظام في ليبيا ومنع هجمات "الناتو" أو وصول الإمدادات إلى المتطرفين. وحاولت مصر حسب الرسالة الاعتماد على أشقائها العرب، لكن الجزائر واليمن عارضتا القرار، وذلك لأن النظامين كانا خائفين مما سيحدث لهما فيما بعد إذا اتفقا، وسقط نظام «القذافي».
ومرة أخرى، تتحدث الرسالة نفسها عن حاجة المتطرفين لتقليل وجودهم على الساحة قدر الإمكان في ذلك الوقت، وإلا فإن ظهورهم كان سيعطي مصداقية لكلمات «القذافي» وسيساهم في دفع الناس تصديقه، وبالتالي مساندته بالوقوف إلى جانبه. أما بالنسبة لليبيا، فهناك رسائل خاصة ـ من بين تلك المسربة ـ من شأنها أن تتسبب في مقتل «مصطفى عبد الجليل»، رئيس ليبيا المؤقت، بعقوبة الإعدام، لأنه تواصل بانتظام مع الولايات المتحدة من خلال إرسال التفاصيل إليها. لقاء اته بطريقة محدثة ليخبره القادة الأميركيين بكل ما يريدون معرفته بشأن القضية الليبية.
كشفت التسريبات عن الأسباب التي دفعت الرئيس الفرنسي السابق «نيكولا ساركوزي» للتدخل في ليبيا للإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي عام 2011.
وأشارت الوثيقة التي تحمل تاريخ الثاني من أبريل 2011، إلى أن “من حرك فرنسا للتدخل في ليبيا من أجل الإطاحة بـ«القذافي»، هو ما كان لدى الرجل من أطنان من الذهب، بالإضافة إلى المخزون الليبي الكبير من النفط”. ما دفع الرئيس الفرنسي «نيكولا ساركوزي»، إلى إعطاء أوامر رئاسية الغاية العاجلة منها التدخل في ليبيا من أجل الحفاظ على نفوذ فرنسا في المنطقة.
ونقلت الوثيقة عن مصادر مقربة من مستشاري «سيف الإسلام القذافي»، أن “«معمر القذافي» كان يحتكم على 143 طنا من الذهب، وكمية مماثلة من الفضة”.
وفي أواخر مارس 2011 جرى نقل هذه المخزونات الهائلة من الذهب والفضة من خزائن البنك المركزي الليبي في طرابلس إلى مدينة سبها، جنوب غرب ليبيا في اتجاه الحدود الليبية مع النيجر وتشاد.
وحسب تسريبات رسائل «كلينتون»، فإن “القذافي كان يعتزم استخدام هذه الكميات من الذهب والفضة في إنشاء عملة إفريقية تستند إلى الدينار الذهبي الليبي، على أن تكون هذه العملة هي الرئيسية في الدول الناطقة بالفرنسية”.
وتُقدّرُ قيمة هذه الكمية من الذهب والفضة بأكثر من 7 مليارات دولار، وقد اكتشف ضباط المخابرات الفرنسية هذه الخطة بعد فترة وجيزة من بدء الانتفاضة الشعبية في ليبيا ضد «القذافي»، وكانت أحد العوامل الهامة التي دفعت «ساركوزي» للتدخل في ليبيا.