فرنسا، اعتقال تسعة أشخاص على خلفية قتل مدرس أساء للنبي محمد وماكرون يصف الجريمة بـ"الإرهاب الإسلامي" - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

فرنسا، اعتقال تسعة أشخاص على خلفية قتل مدرس أساء للنبي محمد وماكرون يصف الجريمة بـ"الإرهاب الإسلامي"


الإيطالية نيوز، الأحد 18 أكتوبر 2020 ـ اعتقلت السلطات الفرنسية ما مجموعه 9 أشخاص للاشتباه في صلتهم بالهجوم الذي أسفر عن مقتل مدرّس اللغة الفرنسية البالغ من العمر 47 عامًا، «صموئيل باتي» (Samuel Paty)، الذي عرض على تلاميذه، بينهم مسلمين، صورًا ساخرة للنبي محمد خلال فصل دراسي. وبحسب ما ظهر من تحقيقات الشرطة في 17 أكتوبر، فإن الطالب القاتل، قُتل بدوره بعد الهجوم مباشرة من دون المحاولة في اعتقاله بطريقة تحفظ له روحه وتسمح له بالحديث عن دوافع إقدامه على ارتكاب هذه الجريمة الفظيعة،  تم تحديده على أنه شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، وُلد في موسكو وأصله من الشيشان. وأعلن الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» أن الهجوم "عمل إرهابي إسلامي".

 كشف المدّعي العام لمكافحة الإرهاب، «جان فرانسوا ريكارد» (Jean-Francois Ricard)، في 17 أكتوبر، أن القاتل اتصل ببعض التلاميذ الذين كانوا حاضرين في الفصل وطلب منهم أن يرسلوا له صورة للمدرس ففعلوا ذلك. بعد أن قتل المدرس نشر صورة جتثه على تويتر. في الوقت الحالي، يحاول المحققون تحديد ما إذا كان القاتل قد تصرف بمفرده أو ما إذا كان لديه شركاء.

في صباح يوم 17 أكتوبر، جرى اعتقال 5 أشخاص آخرين، بالإضافة إلى 4 معتقلين بالفعل في اليوم السابق. بعد الهجوم مباشرة، جرى القبض على أفراد عائلة الجاني الأربعة، بمن فيهم قاصر، في ضاحية "كونفلانس سانت أونورين" (Conflans Sainte-Honorine)، وهي بلدية فرنسية تقع شمال باريس، في مقاطعة فال ـ دواز، حيث حدثت الجريمة أيضًا. المحتجزون الخمسة الآخرون الذين اعتُقلوا في اليوم التالي هم والدا تلاميذ مسجلين في (College du Bois d’Aulne)، حيث يعمل المعلم المقتول، والذي سبق أن أعربا عن استيائهما من قرار إظهار صور ساخرة من النبي محمد في الفصل. ومع ذلك، فإن الثلاثة الباقين هم من معارف المهاجم وليس من أفراد عائلته.

ومن الأصوات التي علقت على هذه القضية، يوم 17 أكتوبر، صوت إمام بوردو، «طارق أوبرو» (Tareq Oubrou) (فرنسي، من مواليد سنة 1959 بمدينة تارودانت، بالمغرب، باحث في العلوم الدينية، غالبا ما يتم تقديمه على أنه "إمام مدينة بوردو) ، الذي رفض المزاعم بأن قضية 16 أكتوبر كانت صدام حضارات. وقال «أوبرا»: "ليست حضارة تقتل إنسانًا بريئًا بل هي وحشية"، مضيفًا أن الهجمات المميتة التي يشنها الإسلاميون أو المتعاطفون معهم تدمر الجالية المسلمة الفرنسية. قال الإمام: "كل يوم يمر دون حوادث نشكر [...] نجد أنفسنا بين المطرقة والسندان"،  في نظر «أوبرو»، إن أحداث مثل تلك التي حدثت في 16 أكتوبر هي اعتداء ات على الجمهورية وعلى المجتمع وعلى السلام، وعلى جوهر الدين، وهو أن نكون معًا. 

 في 16 أكتوبر، في شوارع "كونفلان سانت أونورين"، قطع المهاجم حلق وفصل رأس «باتي»، مدرس التاريخ والجغرافيا في مدرسة ثانوية في المدينة، بعد أن عرض الأخير رسومًا كاريكاتورية للنبي محمد على تلاميذ في الفصل.

  قال المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب إن السلطات فتحت تحقيقا في "جريمة قتل تتعلق بهجوم إرهابي" و "جماعة إرهابية إجرامية". وقد رصدت دورية للشرطة المهاجم المشتبه به في "إيراجني" (Éragny)، وهي بلدة ليست بعيدة، بينما كان لا يزال يحمل السكين التي يُزعم أنه استخدمها لقطع حلق الضحية. قتلت الشرطة الرجل بإطلاق النار عليه حوالي الساعة 5 مساءً، بحسب متحدث باسم الشرطة. وأضاف مصدر آخر في الشرطة أن شهود عيان سمعوا المهاجم يهتف "الله أكبر" باللغة العربية.

 وفقًا لشهادات جمعتها "فرانس 24"، عرض المدرّس الصور خلال درس عن العلمانية والخلافات التي نشأت عن نشر الرسوم الكاريكاتورية المعنية في مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة في عام 2015. قبل بدء الدرس، طلب المدرّس طلابه المسلمين  إلى مغادرة الفصل الدراسي لأن الصور التي سيعرضها يمكن أن تسيء إلى مشاعرهم.

بعد اجتماع طارئ لوزارة الداخلية، في 16 أكتوبر، ذهب «ماكرون» إلى مسرح الجريمة حيث أعلن على الفور: "قُتل مواطن اليوم لأنه كان مدرسًا ولأنه كان يدرس الحرية. التعبير [...] لن يَقسم الإرهابيون فرنسا، ولن تسود الظلامية". كما أكد رئيس الوزراء الفرنسي «جان كاستكس» (Jean Castex)، في 17 أكتوبر، أن هذه القضية تحمل كل سمات الإرهاب الإسلامي، مضيفًا أنه مع مثل هذا العمل الجبان، يستهدف العلمانية "العمود الفقري للجمهورية الفرنسية".

 وشهدت فرنسا سلسلة من الهجمات العنيفة من قبل متشددين إسلاميين في السنوات الأخيرة. آخرها حدث في 25 سبتمبر، قرابة الظهر، عندما تعرض شخصان للطعن والجرحى في الدائرة 11 في باريس، بالقرب من المكاتب القديمة لمكتب تحرير مجلة "شارلي إيبدو". والضحايا صحفيان من محطة تليفزيونية "بريمير ليني" (Premiere Ligne Television) تقع في المكتب نفسه الذي كان المقر السابق للجريدة الأسبوعية الساخرة. وسرعان ما وصف وزير الداخلية الفرنسي، «جيرالد دارمانين» (Gérald Darmanin)،  القضية بأنها عمل إرهابي إسلامي وفتحت الشرطة الفرنسية تحقيقا في محاولة قتل لأغراض إرهابية. أراد المهاجم أن يضرب مرة أخرى صحيفة "شارلي إيبدو " الساخرة، التي أعادت مؤخرًا نشر الرسوم الكاريكاتورية الساخرة للرسول ونبي المسلمين، محمد بن عبد الله، والتي كانت الدافع وراء الهجوم في 7 يناير 2015.

  قبل ذلك بأيام قليلة، في 2 سبتمبر، بدأت في باريس محاكمة 14 من المتواطئين المزعومين مع الإرهابيين الإسلاميين الذين هاجموا، في 7 يناير 2015، مقر صحيفة شارلي إبدو. ويواجه التنظيم تهماً تشمل تمويل الإرهاب والانتماء إلى منظمة إرهابية وتزويد المهاجمين بالسلاح. في المجزرة، اقتحم الشقيقان الفرنسيان الجزائريان «سعيد» و«شريف كواشي»، 32 و 34 سنة، مكاتب التحرير مسلحين ببنادق هجومية من طراز AK-47 وأعلنا نفسيهما أعضاء في القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP). وبمجرد دخولهم ، فتح الإرهابيون النار على الموظفين وهم يهتفون "الله أكبر" باللغة العربية وقتلوا 12 شخصًا.