ووفقا لما أفاد به موقع "سبوتنيك نيوز"، نسخة إيطالية، أشار «قديروف»، في رسالة نشرها عبر قناته في "تلغرام"، إلى أن وسائل الإعلام ركزت على قومية مرتكب الجريمة وهو «عبد الله أنزوروف»، الشاب من الأصل الشيشاني الذي قتل معلم مدرسة بقطع رأسه في باريس.
قالت السفارة الروسية في فرنسا لـ "سبوتنيك" يوم السبت إن المشتبه به الرئيسي في قطع رأس مدرس للغة الفرنسية، وهو مراهق شيشاني متوفى الآن، يعيش في فرنسا منذ عام 2008.
ولفت «قديروف» إلى أن «عبد الله» الذي صنفت السلطات الفرنسية جريمته بأنها عمل إرهابي، والذي لم يعرف سابقا بأي آراء راديكالية، قتل المدرس بعد أن أظهر هذا الأخير للطلاب في الصف رسوما مسيئة للنبي محمد.
وبحسب «قديروف» فإن "هذه المأساة تبعث على التفكير في أن المجتمع الفرنسي الذي يتحدث عن الديمقراطية كثيرا ما يخلط بينها وبين التساهل وإظهار التعامل غير المقبول مع القيم الإسلامية. لا يمكن وصف هذه الخطوات إلا بمسمى الاستفزاز".
واستذكر رئيس الشيشان موجة الغضب التي أثارها في أوساط المسلمين عبر العالم نشر رسوم مسيئة للنبي محمد في صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، ما تسبب بوقوع اعتداء على هيئة تحرير هذه الصحيفة وسقوط ضحايا عديدة.
وأشار قديروف» إلى أن الشعب الشيشاني لا علاقة له بما حدث، مشددا على أن عبد الله أنزوروف عاش في فرنسا طوال حياته تقريبا ولم يزر جمهورية الشيشان إلا مرتين وهو في الثانية من عمره.
وكتب «قديروف» في رسالة على قناته على التليجرام قائلا: " نحن ندين هذا العمل الإرهابي ونقدم تعازينا لأقارب الفقيد. وباستنكارنا القاطع للإرهاب بأي شكل من الأشكال، أحثهم على عدم استفزاز المؤمنين، وعدم الإضرار بمشاعرهم الدينية. عندما تقوم في فرنسا مؤسسة حكومية معنية بصون العلاقات بين القوميات والأديان، حينها سيكون في هذا البلد مجتمع سليم. أما الآن فعليكم أن تلمسوا في أنفسكم الشجاعة الكافية للاعتراف بأن لدى المسلمين حقا في دينهم ولن ينزعه منهم أحد!".
وفي جريمة صدمت فرنسا، قتل شاب شيشاني الأصل (18 عاما) أمام إحدى المدارس الإعدادية بضاحية كونفلانس سانت أونورين شمال باريس، يوم الجمعة، معلم التاريخ، سامويل باتي، وذلك بقطع رأسه بسكين وحاول تهديد عناصر الشرطة الذين وصلوا إلى المكان وقضوا على المهاجم بالرصاص.
وكان المدعي الفرنسي المعني بمكافحة الإرهاب «جان فرانسوا ريكار» قد أكد في السابق أن المشتبه به ولد في موسكو عام 2002 ، وأنه من أصل شيشاني وحصل على وضع لاجئ في فرنسا.
وقال سيرجي بارينوف المسئول الإعلامي بالسفارة لـ "سبوتنيك": "هذا الشخص عاش رسميًا في فرنسا منذ 12 عامًا ... ليس مكان الولادة هو المهم، ولكن المكان الذي أصبح فيه الصبي متطرفًا وشرع في طريق الإرهاب، الذي طالما أدانته روسيا باستمرار."
وقال المتحدث إن المشتبه به عاش في فرنسا مع أسرته على أساس قانوني.
وشدد «بارينوف» على أنه "في عام 2008 جاءت الأسرة إلى فرنسا، حيث تقدموا بطلب للحصول على وضع اللاجئ. وعاشوا في فرنسا على أساس تصريح إقامة طويل الأمد"، مضيفًا أن هذه البيانات قدمها الجانب الفرنسي.