ويهدف إعادة الفتح في 4 أكتوبر إلى الاستجابة لتطلعات المسلمين في الداخل والخارج، الذين يرغبون في استئناف المشاركة في الطقوس وزيارة الأماكن المقدسة. ومع ذلك، فإن هذه إعادة فتح جزئية وتدريجية، بحيث لن يحدث الإجمالي إلا عندما يتم القضاء على كوڢيدـ19 تمامًا، كما ذكرت وزارة الداخلية السعودية في 23 سبتمبر. على وجه الخصوص، في المرحلة الأولى، تم قبول 6000 مؤمن فقط، أي المقيمين والمواطنين السعوديين. بمجرد وصولهم إلى الكعبة، عند الحجز، يجب عليهم اتباع المسارات التي تضمن التباعد ويمكنهم البقاء في المسجد لمدة تصل إلى ثلاث ساعات. علاوة على ذلك، يتم تقسيم الحجاج إلى مجموعات صغيرة من 20 إلى 25 مؤمنًا، وتراقبهم جهات خاصة مسؤولة أيضًا عن تطهير المسجد، والذي سيُقام حوالي 10 مرات يوميًا.
بعد ذلك، في 18 أكتوبر، ستبدأ المرحلة الثانية، والتي تنصّ على مشاركة 75٪ من الحجاج الراغبين، أي ما يعادل 15.000، بالإضافة إلى وجود 40 ألف مؤمن إجمالاً في جميع أنحاء المسجد الكبير. في 1 نوفمبر، سيتم السماح للعمرة لجميع الحجاج المهتمين، حتى للقادمين من الخارج، وإن كان ذلك وفقًا لإجراء ات أمنية دقيقة. تم تحديد الحد الأقصى، حتى الآن، عند 60 ألف حاج إجمالاً وستحدد وزارة الصحة السعودية بلدان المنشأ.
وقع الافتتاح في 4 أكتوبر بعد اليوم السابق، 3 أكتوبر، حيث أبلغت المملكة عن 27 حالة وفاة بسبب كوفيدـ19، بالإضافة إلى 419 حالة إيجابية. في المجموع، منذ تفشي الوباء، كان هناك أكثر من 336.000 إصابة و 4.875 ضحية لفيروس كورونا في المملكة العربية السعودية. لكن في 4 أكتوبر، أفادت وزارة الصحة السعودية أن عدد الإصابات اليومية انخفض، لأول مرة منذ 5 أشهر، دون عتبة 400، ليصل إلى 390 في غضون 24 ساعة. ووفقًا للوزارة، فإن الانخفاض في منحنى العدوى يرجع إلى خطة الإعادة إلى الوطن التي تنفّذها السلطات المختصة.
غالبًا ما يمثل الحج تحديًا لوجستيًا ضخمًا، بالنظر إلى المجموعات الكبيرة من الحجاج الذين يتزاحمون في الأماكن المقدسة الصغيرة نسبيًا، ما يجعل المشاركين عرضة للعدوى. في الوقت نفسه، يشكّل "الحج" و"العمرة" مصدر دخل إضافي للمملكة العربية السعودية، حيث يجلبان حوالي 12 مليار دولار سنويًا إلى خزائن المملكة. لهذا السبب تأمل الحكومة السعودية أن تكون قادرة على استقبال 30 مليون حاج سنويًا بحلول عام 2030.
وبالتالي، تمثّل السياحة الدينية أحد القطاعات التي يجب الاعتماد عليها لتحقيق رؤية 2030، وعلى وجه الخصوص التنويع الاقتصادي والاستقلال عن النفط. أخيرًا وليس آخرًا، يأتي استئناف العمرة في وقت سجّلت فيه المملكة العربية السعودية، في الربع الثاني من عام 2020، انكماشًا بنسبة 7٪ مقارنة بنفس الفترة من العام السابق 2019. أحدث البيانات التي قدّمتها مصادر حكومية، والتي سلّطت الضوء أيضًا على زيادة معدل البطالة، الذي ارتفع مرة أخرى في الربع الثاني من عام 2020، إلى 15.4٪، وهو رقم يمثّل أعلى مستوى على الإطلاق للمملكة العربية السعودية.