شيخ الأزهر يرد على ماكرون: "وصْفُ الإسلام بالإرهاب يَنُمُّ عن جهلٍ بهذا الدين الحنيف" - الإيطالية نيوز

شيخ الأزهر يرد على ماكرون: "وصْفُ الإسلام بالإرهاب يَنُمُّ عن جهلٍ بهذا الدين الحنيف"

الإيطالية نيوز، الأحد 18 أكتوبر 2020 ـ أثار وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حادث قطع رأس مدرس في أحد شوارع باريس، بأنه "إرهاب إسلامي"، ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

واشتد التفاعل بين المستخدمين عندما صدرت تصريحات جديدة لشيخ الأزهر، أحمد الطيب، يتحدث فيها عن الإسلام والمسلمين، ويدين الحادثة.

وباللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، غرد الطيب، الأحد، معلقا على اقتران اسم المسلمين بالإرهاب قائلا: "وصفُ الإسلام بالإرهاب يَنُمُّ عن جهلٍ بهذا الدين (..) ودعوةٌ صريحةٌ للكراهية والعنف واستفزازٌ كريهٌ لمشاعرِ ما يقربُ من ملياري مسلمٍ".

وكانت الشرطة الفرنسية أعلنت، الجمعة الماضية، قتل شاب، بعد دقائق من ذبحه مدرسا وقطع رأسه في إحدى ضواحي باريس، على خلفية عرضه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد على تلاميذه.

وسرعان ما ندد الأزهر بالحادث الذي وصفه بالإرهابي، داعيا إلى سن تشريع عالمي يجرم الإساءة للأديان ورموزها المقدسة.

 وكانت السلطات الأمنية قد أوقفت ما مجموعه 9 أشخاص للاشتباه في صلتهم بالهجوم الذي أسفر عن مقتل مدرّس اللغة الفرنسية البالغ من العمر 47 عامًا، «صموئيل باتي» (Samuel Paty)، الذي عرض على تلاميذه، بينهم مسلمين، صورًا ساخرة للنبي محمد خلال فصل دراسي. وبحسب ما ظهر من تحقيقات الشرطة في 17 أكتوبر، فإن الطالب القاتل، قُتل بدوره بعد الهجوم مباشرة من دون المحاولة في اعتقاله بطريقة تحفظ له روحه وتسمح له بالحديث عن دوافع إقدامه على ارتكاب هذه الجريمة الفظيعة،  تم تحديده على أنه شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، وُلد في موسكو وأصله من الشيشان. وأعلن الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» أن الهجوم "عمل إرهابي إسلامي".

وردا على وصف ماكرون أي عمل يقوم به شخص مسلم مفرد وبمعزل عن جماعة إجرامية بأنه "عمل إرهابي إسلامي"، قال شيخ الأزهر عبر صفحته الشخصية على تويتر: "مقولة: "المسلمون إرهابيون؟!" هذه المقولة خُدِعَ بها وابتلعها كثيرون حتى من أبناء المسلمين أنفسهم، والحقيقة التي يشهد بها الواقع والتاريخ والضمير الحر أن المسلمين هم بناة حضارة في كل مكان وُجدُوا به حتى في قلب أوروبا، والآن هم ضحايا الكيل بمكيالين في عدد من هذه البلدان."
وكان شيخ الأزهر قد حذر ماكرون من عواقب التصريحات المستفزة للمسلمين بالطعن والإساءة إلى دين الإسلام، وبالمساهمة في الإساءة إلى رسول المسلمين، الذي بعثة الخالق سبحانه وتعالى إلى كافة للناس، محمد بن عبد الله، على الصلاة والسلام، وذلك بمساندة صحيفة شارلي إيبدو الساخرة تحت غطاء حرية التعبير الذي تقيد بها فرنسا كل من ينتقذ السامية يشكك في الهولوكست وتطلق سهم الحرية وانتقاذ والضرب في خاتم الأنبياء والتشكيك في رسالته.
وقال السيد أحمد الطيب، من على حسابه الخاص على تويتر، في رد موجه لماكرون: "في الوقت الذي نسعى فيه مع حكماء الغرب لتعزيز قيم المواطنة والتعايش، تصدرُ تصريحات غير مسؤولة، تتخذ من الهجوم على الإسلام غطاءً لتحقيق مكاسب سياسية واهية، هذا السلوك اللاحضاري ضد الأديان يؤسِّس لثقافة الكراهية والعنصرية ويولِّد الإرهاب."