في دولة (الحريات)..نواب فرنسيون يغادرون قاعة اجتماع احتجاج على وجود طالبة مسلمة مرتدية الحجاب - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الاثنين، 21 سبتمبر 2020

في دولة (الحريات)..نواب فرنسيون يغادرون قاعة اجتماع احتجاج على وجود طالبة مسلمة مرتدية الحجاب


 الإيطالية نيوز، الإثنين 21 سبتمبر 2020 ـ أثارت أثارت مريم بوجيتو، رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا بجامعة السوربون (UNEF)، جدلًا عندما حضرت، يوم الخميس، محجبة إلى الجمعية الوطنية في اجتماع للبرلمان، قلب (الديمقراطية) لمناقشة موضوعي جائحة "كوفيدـ19" وقضايا تهم الشباب.

خلال الجلسة حدث مشهد مثير للجدل يتعلق بالحريات في فرنسا، الحريات التي يدعو إليها السياسيون الفرنسيون بمختلف تجوهاتهم وانتماء اتهم السياسية، لكن من الواضح أن هذه الحريات تستبعد النساء المسلمات المحجبات وتضرب شعار "الحرية والأخوة والمساواة" عرض الحائط .

وفيما شارك برلمانيون في جلسة لممثلي اتحادات الطلاب كجزء من "لجنة التحقيق الجديدة" لـ "قياس ومنع آثار أزمة كوفيدـ19 على الأطفال والشباب، بالأخص بعد ظهور الفيروس في المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية في فرنسا، ما أدى إلى إعادة إعلاق أكثر من 20 مدرسة.

بعد كلمة النقابيين الطلاب، النائب عن حزب الجمهوريين (LR) في منطقة "با دو كاليه" ، بيير هنري دومون، الذي أصر على وضع "نقطة نظام"، معبرا عن سخطه من الحجاب الذي ترتديه نائبة رئيس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا بجامعة السوربون، مريم بوجيتو، معتبرا ذلك "فعل مجتمعي متعمد" ينتهك "مبادىء العلمانية التي يجب أن يلتزم بها التجمع، حسب زعمه. لكن حجة النائب الجمهوري الغاضب من وجود امرأة محجبة سرعان ما تحطمت من قبل رئيسة اللجنة، الممثلة لـإقليم"هوت غاورن"، السيدة  ساندرين مورش"(Sandrine Mörch)، التي شجبت هذا "الحكم السيء"، مذكرة النائب الجمهوري الغاضب بأنه "لا توجد قاعدة تحظر (حسب ما هو معروف) ارتداء الرموز الدينية بالنسبة للأشخاص الذين يجري الاستماع إليهم.

لحق بالنواب الجمهوريين الذين غادروا القاعة النائبة كريستين لانغ (Christine Lang)، عن حزب "الجمهورية إلى الأمام" (LREM)، وهو حزب سياسي وسطي وليبرالي اجتماعي فرنسي، أسّسه إمانويل ماكرون في 6 أبريل 2016، وهي النائبة التي حسبها ترى بأن "ارتداء الحجاب " لا يتوافق مع "قيمها".

لكن من هذه الشابة الفرنسية المسلمة؟
مريم بوجيتو، البالغة من العمر 21 عامًا، والتي تدرس الأدب في جامعة السوربون، هي متحدثة وطنية باسم الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا في جامعة السوربون، بباريس. والداها كانا كاثوليكيين، واعتنقا الإسلام: تقول إنها نشأت في أسرة كان بها كاثوليك ومسلمون وحيث كانت وجبات الغداء يوم الأحد تمر في ظروف جيدة. ترتدي الحجاب منذ نهاية مرحلة المدرسة الإعدادية، خلعته عندما دخلت المدرسة الثانوية لأنه ممنوع. ثم استرجعت الاحتفاظ به في الكلية لأنه مسموح به.

 في عام 2018، وجدت مريم بوجيتو نفسها بالفعل في وسط عاصفة إعلامية لا تصدَّق. لقد أجرت ـ بحجابها ـ ونيابة عن نقابتها، مقابلة قصيرة جدًا ظهرت في تقرير إخباري لتلفزيون M6. بعض الثواني. لقد انتفض المدافعون عن العلمانية. ثم ذهب وزير الداخلية، جيرار كولومب (Gérard Collomb)، إلى راديو مونتي كارلو RMC، ليقول إنه صُدم ويتحدث عن استفزاز.
نيويورك تايمز ومجلة تشارلي إيبدو الساخرة
في التاسعة عشرة من عمرها، كانت الفتاة قد ظهرت على الصفحة الأولى لمجلة شارلي إبدو برسومات كاريكاتورية، وكانت لها صورتها في صحيفة نيويورك تايمز. تحدثت الصحيفة الأمريكية عن "توتر لا يصدَّق" في فرنسا حول هذا الموضوع.
خلال هذا الوقت، ظلت مريم هادئة للغاية، وأجرت فقط عددًا قليلاً من المقابلات لتوضيح أنه لا ينبغي رؤية أي رموز سياسية في ارتداء الحجاب. ومع ذلك، نشرت مجلة ماريان الأسبوعية بعد ذلك تحقيقًا قدمتها على أنها رمز للانحراف المجتمعي في الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا بجامعة السوربون

وفق تقرير نُشر لصحيفة "20minutes" الفرنسية، يعود لسنة 2018، فإن مريم فرضت نفسها بقوة بين طلبة أعرق الجامعات الفرنسية، منذ أن حصلت على شهادة البكالوريا عام 2017، كما أنها تحلم بأن تشتغل مع منظمات غير حكومية، وتسعى أيضاً إلى أن تكون "فرنسا للجميع"، وليس لفئة معينة.
على مواقع التواصل الاجتماعي، اجتاحت موجة من التضامن "تويتر" مع مريم بوجيتو، معتبرين أن ما تعرضت له في قاعة مجلس النواب أمر عنصري، وهو الأمر الذي عبرت عنه أيضاً منظمة SOS_Racisme الفرنسية المناهضة للعنصرية.
فيما اعتبر العديد من الفرنسيين أن الحملات التي تُشن باسم العلمانية وقيم فرنسا، ليست سوى غطاء للهجوم على شخص مريم، والذي انطلق منذ عام 2018، كما تؤكد ذلك الفرنسية "فاليرين" في هذه التغريدة.
الطالبة مريم أخذت على عاتقها أيضاً مسؤولية الدفاع عن النساء المحجبات في فرنسا "سواء كنا مسلمات أو غير مسلمات".