وكما ذكر رئيس الوزراء كونتي، فقد أظهرت الأزمة الناجمة عن وباء الفيروس التاجي مدى قيمة العمال الإيطاليين في سويسرا، وعلى وجه الخصوص في كانتون تيتشينو، حيث يساهم الكثيرون في قطاع الرعاية الصحية. بدوره، أعلنت الرئيسة صامّاروغا عن أن حالة الطوارئ كوفيدـ19 مكّنت من "تعلُّمَ الكثير من إيطاليا"، خاصة بالنسبة للأساليب المطبقة للتعامل مع الأزمة.
ورحّب كونتي ونظيره بالتقدم الذي أحرزته وزارة الاقتصاد الإيطالية في مفاوضات "المعاملة الضريبية" للعمال عبر الحدود. وفي هذا الصدد، ذكر رئيس الوزراء أن إيطاليا تأمل في "اتفاقية إطار مؤسسي" يمكن أن تكون "مواتية قدر الإمكان" لكلا الطرفين. يمكن التوصل إلى هذا الاتفاق، بحسب ما جاء في تصريحات كونتي، بحلول نهاية العام.
جاء اجتماع كونتي مع سومّاروغا بعد الاستفتاء السويسري في 27 سبتمبر، حيث كان على الناخبين أن يقرّروا ما إذا كانوا سيصوّتون لصالح أو ضد إلغاء اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي تسمح بحرية تنقل الأشخاص. رفض السكان إلى حد كبير هذه المبادرة، التي اقترحها الحزب الحاكم، حيث صوّت ما يقرب من 62٪ من المواطنين للحفاظ على حرية التنقل، بينما قال 38٪ إنهم يعارضونها.
على الرغم من أن سويسرا ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، فقد وقّعت البلاد على سلسلة من المعاهدات الثنائية مع الكتلة الأوروبية التي تسمح لها بالوصول إلى منطقة التجارة الحرّة. فيما يتعلق بالاستفتاء الأخير ضد الهجرة، إذا فازت "نعم" للمبادرة الرامية للحد من حرية التنقل بين دول الاتحاد الأوروبي وسويسرا، فإن اتفاقية حرية الحركة المتبادلة بين سويسرا والاتحاد الأوروبي كانت ستُلغى. وأكّد مؤيدو الخطة المناهضة لحرية التنقل أن الاقتراح كان سيضمن مزيدًا من السيطرة على الحدود، بالإضافة إلى "اختيار" المهاجرين الذين سيتم الترحيب بهم في البلاد. من ناحية أخرى، حذّر معارضو المبادرة من ركود اقتصادي محتمل ولفتوا الانتباه إلى مئات الآلاف من المواطنين السويسريين الذين يعيشون ويعملون في جميع أنحاء أوروبا.
وفي هذا السياق، صرّح رئيس الوزراء كونتي خلال المؤتمر الصحفي المشترك، أن أزمة فيروس كورونا أظهرت مدى أهمية التعاون على المستوى الأوروبي، إذا كانت الدول مستعدة لضمان الأمن والثروة للمواطنين. وفقا لرئيس الوزراء، يمكن لـ"روما" و"برن" الاستفادة من "التعاون الثنائي الممتاز". في هذا الصدد، صرّح كونتي أن إيطاليا قرّرت تعزيز طرق النقل مع سويسرا وشمال أوروبا. سيؤدّي ذلك أيضًا إلى نتائج جيدة للتجارة والسياحة، بما يتوافق مع أهداف الاستدامة البيئية. كما سيتم تعزيز الروابط الثقافية، كما ذكر رئيس الوزراء كونتي أحد الأهداف الرئيسية لهذا التبادل المشترك، وهو الترويج للغة الإيطالية.
سويسرا هي موطن لحوالي 320.000 مواطن إيطالي، يمثلّون أكبر مجتمع للأجانب. علاوة على ذلك ، يعبر أكثر من 70.000 عامل الحدود كل يوم للعمل في سويسرا، ولا سيما في تيتشينو. شبه الجزيرة الإيطالية هي ثالث أهم شريك تجاري لسويسرا، بينما تمثل الأخيرة سوق التصدير الرابع لإيطاليا.