إدوارد م. غبريال ، سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى المغرب |
الإيطالية نيوز، الخميس 3 سبتمبر 2020 - نشر موقع "دي هيل" (The hill) مقالا للسفير السابق في المغرب، «إدوارد غابرييل» (EDWARD M. GABRIEL)، يرجح فيه احتمالين بشأن قرار المغرب الرافض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد الاتفاق بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. وعزا «إدوارد غابرييل» هذا الرفض إلى اعتبارين أساسيين: أولاً، دعم الملك «محمد السادس» والبلاد باستمرار اتفاقية سلام بين إسرائيل وفلسطين، وربما قرروا أن اتفاقًا مغربيًا مع إسرائيل سيضر بآفاق ذلك. ثانيًا، ربما يعتقد أنه المانع الذي يعيق تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل هو التوقيت الحالي الذي يتزامن مع الأجواء الانتخابية في أمريكا، وقد دأب المغرب على عدم الانحياز لأي طرف، وفي ذات الوقت يريد دائما أن يكون مع الطرف الذي يكون صديقا للمغرب لتحقيق المكاسب المرجوة..
وأضاف «إغابرييل»، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة الأمريكية في المملكة المغربية بين 1997 و 2001، بأن الملك أوضح وجهة نظره على مدى السنوات العشرين الماضية فيما يتعلق بفلسطين، واستغل منصبه كرئيس للجنة القدس، التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، لتأكيد الدعم القوي لدولة فلسطينية. في الوقت نفسه، أعرب عن دعمه لعلاقات دافئة وكاملة مع إسرائيل، ويبدو أنه في وضع مثالي ليصبح شريك سلام مع إسرائيل، بالنظر إلى أن المغاربة هم ثاني أكبر مجموعة عرقية في إسرائيل بعد الروس.
يواصل «إدوارد غابرييل» تفسيره، فقال بأنه كان لا بد من موازنة تطبيع العلاقات مع التصريحات التي التزم بها الملك على مر السنين في دعمه لفلسطين. وفي نوفمبر 2019، حذر من أن "الممارسات الإسرائيلية المستمرة في انتهاك للشرعية الدولية والقانون الإنساني الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة تغذي التوتر والعنف وعدم الاستقرار وتزرع بذور الصراع الديني والكراهية". وعقب تلك التعليقات، أعاد دبلوماسيون مغاربة التأكيد على دعم البلاد الثابت لفلسطين.
في فبراير من هذا العام ، جددت رسالة من ملك المغرب نقلها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، دعم المغرب للقضية الفلسطينية.
منذ أيام الملك «الحسن الثاني»، تم تشجيع المغاربة على العطاء للفقراء في فلسطين وألهموا الشعب المغربي الداعم بشدة لوطن فلسطيني. سيكون للملك «محمد» ثمن باهظ يدفعه إذا لم ينتزع أولاً تنازلات ذات ربح للفلسطينيين قبل عقد أي اتفاق مع إسرائيل.
وذكر السفير الأمريكي السابق بالمملكة المغربية القراء بأن الملك كان قد عارض ضغوط دول الخليج على المغرب لدعم فرض عقوبات على قطر والحرب في اليمن. واعتبر بأن مثل هذه المواقف تتطلب شجاعة لدولة تعتمد بشدة على التنمية الاقتصادية من الخليج. من الواضح أن المحللين الذين توقعوا أن يكون المغرب البلد التالي لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، لم يفهموا بعد الالتزام الأخلاقي القوي للملك فيما يتعلق بفلسطين.
الاعتبار الآخر لتطبيع العلاقات مع إسرائيل هو التوقيت حسب رأي «إدوارد غابرييل». هناك نكتة في المغرب تقول، "لست متأكدًا من سيكون الرئيس الأمريكي القادم ، لكني أعرف من سيكون أفضل صديق للملك". تجنب المغرب القيام بإيماءات حزبية خلال دورات الانتخابات الأمريكية، التي يرجع تاريخها إلى عام 1777 عندما اعترف السلطان «محمد الثالث» باستقلال الولايات المتحدة ، وأصبح أول بلد يعترف بالولايات المتحدة وواحد من أوائل الدول التي وقعت على معاهدة سلام وصداقة بين البلدين. ا منذ ذلك الحين، كان كل ملك حريصًا على تجنب ظهور انحياز إلى جانب في السياسة الأمريكية. لقد فهم المغرب حينها أنه إذا لم يأتِ مبكراً إلى حزب السلام، فلن يكون هناك الكثير من المكاسب منه.
وختم «إدوارد غابرييل»: "هناك أسباب واضحة اليوم للمغرب للتحرك بسرعة نحو التطبيع مع إسرائيل، بالنظر إلى الروابط الثقافية والعائلية. يعتقد العديد من مراقبي المغرب أنه عندما تتضمن مفاوضات جادة بين الطرفين تنازلات من أجل دولة فلسطين المتجاورة، على أساس حدود عام 1967، مع القدس كعاصمة للدولتين..يعلم المواطنون المغاربة والإسرائيليون أنه عندما يحين ذلك اليوم، ستكون علاقتهم الجديدة علاقة سلمية ودافئة وحقيقية."
ترجمة: حسن أمحاش
النص الأصلي: هنا