الإيطالية نيوز، الخميس 3 سبتمبر 2020 - انتظم، يوم أمس الأربعاء، في قصر قرطاج، موكب بإشراف رئيس الجمهورية التونسية، 《قيس سعيد》 أدى خلاله أعضاء الحكومة الجديدة برئاسة 《هشام المشيشي》 اليمين الدستورية.
وألقى رئيس الدولة التونسية بالمناسبة كلمة أعرب فيها عن تمنياته لكل أعضاء الحكومة بالتوفيق في مهامهم الجديدة خاصة وأنهم يتولون مسؤولياتهم في ظروف داخلية وإقليمية وعالمية شديدة التعقيد. وذكر بالمصاعب الجمّة التي قد تعترضهم وبما تتطلبه المرحلة من جهد وعناء.
وأشار إلى وجود مصاعب طبيعية وأخرى غير طبيعية يفتعلها البعض قائلا "سيأتي اليوم الذي تعرفون فيه الحقائق كلها" .
وفي تعليق على ما ورد أمس من تصريحات بمناسبة جلسة منح الثقة للحكومة، قال رئيس الجمهورية "تابعت من أصدح بالحق وتابعت من كذب وادّعى وافترى وما أكثر المفترين في هذه الأيام، ولكن هناك دائما رجال صادقون إذا اؤتمنوا لم يخونوا الأمانة".
وأضاف رئيس الدولة "احترمت الدستور الذي أقسمت على احترامه، وأقسم أن لا أتوانى لحظة في الوفاء بالعهد الذي عاهدت الشعب عليه" وأردف قائلا : "أنتم أديتم اليمين اليوم وتستحقون الاحترام بالرغم من أن البعض لا يستحق الاحترام وانما يستحق الاحتقار والازدراء وأنا على يقين أنه سيأتي يوم ليكون القانون مطابقا لإرادة الأغلبية التي حاول البعض سحق إرادتها ".
واعتبر 《قيس سعيد》 أن "من يعتقد أنه فوق القانون فهو واهم ومن يعتقد أنه قادر على شراء الذمم فهو واهم"، مشددا على أنه لن يتسامح مع أي كان افترى وكذب وادعى وفتح دارا للفتوى ليفتي في الدستور ويتحدث عن تركيبة جديدة للحكومة".
وأشار إلى أنه احترم قواعد المشاورات، موضحا أن الدستور لم ينص على أن تكون هذه المشاورات شفاهية، وبين أنه فضّل أن تكون مكتوبة "حتى تكون حجة على من احترف الكذب والافتراء".
وردا على قول البعض "ماذا فعل رئيس الجمهورية" أوضح رئيس الدولة أنه قام بما يستطيع القيام به في كنف احترام الدستور وما عاهد الشعب عليه، متسائلا "ماذا فعلتم أنتم في الأشهر الماضية باستثناء المشاورات تحت جنح الظلام وفي الغرف المظلمة".
وأضاف قائلا "أعرف الصفقات التي أبرمتموها وسيأتي اليوم الذي أتحدث فيه عن كل ما حصل في الأشهر الماضية، سأتحدث بكل صراحة عن الخيانات والاندساسات وعن الغدر وعن الوعود الكاذبة وعن الارتماء في أحضان الصهيونية والاستعمار"، مستشهدا بقول الشاعر الفلسطيني 《عبد الرحيم محمود》 " فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى".
وجدد رئيس الجمهورية التونسية تأكيده "إن كنت زاهدا في الدنيا، فإنني لست زاهدا في الدولة التونسية أو في حق البؤساء والفقراء".
وختم كلمته بالقول "أتمنى للحكومة الحالية النجاح وأتمنى لكم الوفاء بالعهد لأن العهد كان مسؤولا، وأتمنى أن نقف جبهة واحدة في مواجهة الخونة وأذيال الاستعمار الذين باعوا ضمائرهم ووطنهم وتصورا أنهم قادرون على إعطائنا الدروس"، مبينا أنه سيكون بالمرصاد لكل من يحاول أن يتحيّل على الدستور.
كما جدد التأكيد على أن رئيس الحكومة ليس وزيرا أول ولا كاتب دولة لدى الرئاسة، موضحا "أنا اقترحته ومجلس نواب الشعب أعطاه الثقة فهو مسؤول أمام المجلس".