الأيطالية نيوز، الخميس 6 أغسطس 2020 - بسبب تغريدة على تويتر بالعربية تضامنا مع لبنان، تلقى الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون مجموعة من الانتقادات اللاذعة وجهها له مواطنون فرنسيون، لأنه وفقا لقول سابق للرئيس الفرنسي“هنا في فرنسا نتحدث بالفرنسية فقط”.
عدد كبير التعليقات كشفت ردة فعل بعض المواطنين الفرنسيين الذين يرفضون استخدام العربية من قبل الرئيس، وأحدهم يقول إن رئيس فرنسا عليه أن يتحدث الفرنسية.
ومحايد أخر يؤيد أصحاب التعليقات المدافعة عن اللغة الفرنسية مبديا رأيه في أن يتحدث رئيس فرنسا العربي، . لأن رئيس فرنسا، حسب رأيه، من واجب ماكرون احترام الدستور واحترام اللغة القومية للبلاد. لبنان مستعمرة فرنسية سابقة والفرنسية فيها شائعة وهي عضو فاعل في منظمة الفرانكوفونية وغالبية الشعب تعرف الفرنسية فلا داعي إلى العربية. ومقارنة مع الفرنسيين فإن جل اللبنانين يعرفون لغة أجنبية واحدة على الأقل، بينما جل الفرنسيين يعرفون لغة واحدة على الأكثر”. لكن هذا المستخدم المحايد لم يعر اهتماما لمنشور أخر باللغة الفرنسية يحمل المضمون نفسه الذي يوجد في الرسالة المحررة باللغة العربية.
وكأنه يرد على منتقديه، نشر ماكرون تغريدة أخرى باللغة العربية يقول فيها:لبنان ليس وحيدا".
وكأنه يرد على منتقديه، نشر ماكرون تغريدة أخرى باللغة العربية يقول فيها:لبنان ليس وحيدا".
لكن، للصورة وجها آخر، فـ”مبادرة ماكرون مهمة لأنها تعني أن فرنسا، التي كانت في الموجة الاستعمارية الكلاسيكية تكرس كل الجهود إلى نشر الفرنسية وطمس اللغات الأصلية للبلدان المستعمرة من قبلها، أصبحت واعية بكراهية مستعمراتها السابقة للغتها، ولكي تتقرب أكثر تستعمل لغة هذه الشعوب، أحفاد السابقين.
المسألة الثانية أن العربية لم تعد لغة منعزلة كما يدعي بعض الهراطقة، بل هي اليوم لغة عالمية بدليل أن الدول العظمى تلجأ إليها اليوم ضاربة عرض الحائط أفكار المستشرقين الذين تعلموا في مدارسها والذين تعلم منهم دعاة الانعزال. الغريب أن جل حملة لواء هذه الدعوة في المغرب العربي هم من دعاة الأمازيغية، مما يثير الحسرة على غياب العقل، إذ كيف تكون العربية التي يتحدثها نحو 400 مليون وفيها تراث هائل ضخم عرمرم لغة متخلفة، بينما تكون لهجة متجولة لغة متقدمة؟ فإن كان هناك من دليل على أن اللغة سياسة فلا دليل غير هذا”.
وختم الكنبوري تعليقه على الموضوع في صفحته بالفيسبوك بقوله “لا نريد أن يخاطب ماكرون العرب بالعربية حتى لا يخاطب المسؤولون العرب شعوبهم بالفرنسية. فنحن مثل الغراب الذي أراد تقليد الحمامة فضيع مشيته ومشيتها، فنخاف أن يقلدوا ماكرون فيخاطبوا قومهم بالفرنسية ويخاطبوا الفرنسيين بالعربية، مثل ماكرون”.