الأيطالية نيوز، الخميس 2 لوليو 2020 - تتهم باريس أنقرة بانتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا وإعاقة عملية السلام في هذا البلد الشمال إفريقي، وتنسحب "مؤقتًا" من عملية "سي غارديان"(Sea Guardian)، وهي قوة بحرية متكاملة متعددة الجنسيات تتكون من سفن تنتمي إلى دول حليفة مختلفة تعمل في إطار حلف (الناتو)، بهدف إجراء عمليات أمنية بحرية والتخفيف من مخاطر أي تهديدات للأمن البحري.
قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأنه يجب على الحلفاء "التأكيد رسميا على التزامهم" بحظر الأسلحة المفروض على ليبيا. حتى ذلك الحين، قررت فرنسا تعليق مشاركتها "مؤقتًا" في العملية البحرية لحرس البحار التابعة للناتو في البحر الأبيض المتوسط، بسبب التوترات مع تركيا بشأن الكعكة النفطية الليبية. وبسبب التحالفات غير المتوافقة، ففرنسا تعادي السراج، مع روسيا - إلى جانب حفتر وبرلمان طبرق - ما يجعلها تحصل على مكانة مهيمنة في الأزمة الليبية. بينما تركيا تدعم بطريقة مباشرة السراج وحكومة الوفاق الوطني وبرلمان طرابلس.
تصاعدت الاشتباكات الدبلوماسية بين البلدين، اللتين تتهمان بعضهما البعض بلعب "لعبة خطرة"، في الأسابيع الأخيرة، حيث وجّهت باريس أصابع الاتهام إلى أنقرة بسبب الانتهاكات المتكررة لحظر الأمم المتحدة - كما أفادت أيضا ألمانيا - والحكومة التركية متهمة بأنها عقبة أمام تحقيق وقف لإطلاق النار في ليبيا. كما طالبت باريس بآلية أزمة تمنع تكرار وقوع حادث بين السفن الحربية التركية وسفينة فرنسية في البحر الأبيض المتوسط ، وهي حلقة يحقق فيها الناتو.
في الأيام الأخيرة اتهم إيمانويل ماكرون أنقرة بأنها "تتحمل مسؤولية تاريخية وجنائية" ، بينما "تدّعي أنها جزء من الناتو" في "لحظة توضيح لا غنى عنها للسياسة التركية في ليبيا، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لنا". الكلمات التي قيلت في مؤتمر صحفي بعد اجتماع في 29 يونيو مع أنجيلا ميركل، نددت مرة أخرى بالوجود العسكري "المتزايد" لأنقرة في ليبيا و "أرسلت مقاتلين على نطاق واسع من سوريا".
في مواجهة الاتهامات، لم تلتزم تركيا بالصمت، كما أن صوت وزير الخارجية 《ميفلوت كافوس أوغلو》شوّه الرئيس الفرنسي. قال كافوس أوغلو: "لا يمكنه قيادة بلاده"، و "لا يفعل شيئًا سوى متابعة مصالحه بعقلية مدمرة"، محاولًا "تعزيز الوجود الروسي" على الرغم من كونه عضوًا في الناتو.