الحكومة العراقية الجديدة تعيد ربط العلاقات مع السعودية وتحرر نفسها من المراقبة الضيقة للخصم إيران - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الثلاثاء، 26 مايو 2020

الحكومة العراقية الجديدة تعيد ربط العلاقات مع السعودية وتحرر نفسها من المراقبة الضيقة للخصم إيران

علي عبد الأمير علاوي في اجتماع مع وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود
الإيطالية نيوز، الثلاثاء 26 مايو 2020 ـ استثمارات جديدة وتعاون في قطاع النفط وارسال سفير سعودي للعراق بعد اربع سنوات. هذه هي نتائج زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية والرئيس المؤقت لوزارة النفط العراقية «علي عبد الأمير علاوي» إلى الرياض، والتي جرت في 23 مايو، والتي كانت بمثابة انتعاش واضح للعلاقات بين البلدين، بغداد امكانية تقليص النفوذ الايراني. تم التخطيط لزيارة «علاوي» ومطلوب من قبل رئيس الوزراء الجديد «مصطفى الكاظمي»، الرئيس السابق للمخابرات العراقية، الذي اكتسبت حكومته الثقة في 6 مايو، وفتح كشك يعرض للخطر غرق العراق في حرب جديدة مدنية.

حققت رحلة «علاوي» ثلاثة أهداف أساسية على الأقل: توقيع اتفاقية مع الرياض لتزويد الكهرباء، في ضوء انتهاء تمديد العقوبات الأمريكية على الواردات من إيران. مواصلة تطوير إنتاج الغاز العراقي في حقل عكاظ؛ رفع الحظر عن إرسال سفير سعودي في العراق. وكان من الأهمية بمكان الاجتماع بين نائب رئيس الوزراء ومستشار رئيس الوزراء «سليم شلبي» مع وزير الخارجية السعودي الأمير «فيصل بن فرحان آل سعود» بحضور قحطان طه خلف سفير العراق لدى المملكة العربية السعودية. وخلال اللقاء، أعرب وزير الخارجية السعودي عن دعم بلاده للحكومة العراقية وجهودها للتغلب على الوضع الصعب ضد الإرهاب، معربا عن استعداد المملكة لدعم العراق في كافة المجالات وضمان عودة الأمن والازدهار الاقتصادي.

كما أعلن «بن فرحان» عن إرسال سفير إلى العراق قريباً. هذا الجانب الأخير له قيمة رمزية قوية. في 2016، في الواقع، خلال حكومة «حيدر العبادي»، طلب العراق استدعاء السفير السعودي «ثامر السبهان»، بعد التصريحات التي أدلى بها الدبلوماسي ضد الميليشيات الشيعية الموالية لإيران. وقد تم تكليف «السبهان» سفيراً لبغداد في يناير 2016، وهو أول سفير سعودي يعود إلى العراق منذ غزو الكويت عام 1991.

نقطة تحول أخرى انبثقت من زيارة «علاوي» تتعلق بالعلاقات الاقتصادية. في 23 مايو، وقع علاوي اتفاقية مع السعودية لتزويد العراق بالكهرباء وبالتالي منع الواردات من إيران. وخلال لقاء وزير الطاقة السعودي الأمير «عبد العزيز بن سلمان»، قرر علاوي تفعيل الربط الكهربائي بين البلدين. بالإضافة إلى الاتفاقات الخاصة باستيراد الكهرباء، بحسب ما ذكره «علاوي» على صفحته على تويتر، فقد تم الاتفاق على استثمارات في قطاعات الإنتاج والنقل وتوزيع الطاقة في العراق. وكجزء من هذه المشاريع، ستستثمر الشركات السعودية في حقل غاز عكاظ، الواقع غرب العراق، بالقرب من الحدود مع سوريا وأحد أكبر الحقول في البلاد، اعتبارًا من أوائل عام 2021.

ووصف نائب رئيس مجلس الوزراء أهمية الزيارة في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية، مؤكدا أن الاستثمارات السعودية قوة دافعة لإعادة إعمار العراق خاصة في قطاعات الطاقة والبتروكيماويات والزراعة. وأكد «علاوي» أن النفط مصدر عائدات لا يمكن تعويضه للعراق، إذ يمثل 92 في المائة من صادراته، مشددا على ضرورة إيجاد صلة بين شبكات الكهرباء في العراق والكويت والمملكة العربية السعودية. كما أكد نائب رئيس مجلس الوزراء التزام بغداد في اتفاق خفض إنتاج النفط الذي تم التوصل إليه في 12 أبريل بين دول أوبك، والعراق هو ثاني منتج بعد السعودية، والمنتجين خارج الكارتل بقيادة روسيا.

بالنسبة إلى «علاوي»، فإن العراق يثق بالتزاماته في كارتل النفط، لكن تخفيض إنتاجه له آثار ضخمة على اقتصاده الداخلي، مع الأخذ في الاعتبار أن البلاد ليس لديها شبكة "أمان" مالية تتكون من صناديق الاستثمار وأدوات لتعويض الخسائر. في العراق، حسب «علاوي»، ليس هناك مجال للمناورة في هذا الصدد والخيارات محدودة للغاية. ووصف نائب رئيس مجلس الوزراء الدور الاقتصادي السعودي في بلاده بأنه "خجول"، بين تركيا وإيران 12 مليار دولار في العراق وإيران مقابل مليار دولار في الرياض، معربا عن إرادته "لتغيير التوازن ومحاولة زيادة الوجود السعودي في مختلف القطاعات في العراق، بما في ذلك الكهرباء والنفط الخام والبتروكيماويات والزراعة ". ومن بين العقبات الرئيسية التي تواجه النمو العراقي، استشهد «علاوي» بالنظام التشريعي والبيروقراطية والقطاع المصرفي الضعيف.
حافظ العراق على توازن دقيق بين شريكيه الرئيسيين، إيران والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. لكن مع صعود رئيس الوزراء «عادل عبد المهدي» إلى السلطة، ازداد النفوذ الإيراني بشكل كبير مع قوى "الحشد الشعبي" (ميليشيات الأغلبية الشيعية)، وهو أمر أساسي في القتال ضد الدولة الإسلامية، ولكن تم إدراكه أكثر فأكثر كعنصر خارج عن سيطرة قوات الأمن. خلال المظاهرات التي انفجرت في أكتوبر 2019 في المحافظات ذات الأغلبية الشيعية، في أكثر من مناسبة، أطلق أعضاء من وحدة الحشد الشعبي طلقات نارية على الحشد مما تسبب في مقتل المئات. واندلع التوتر في 3 يناير مع مقتل الجنرال قاسم سليماني في غارة أمريكية.