الإيطالية نيوز، الجمعة 17 أبريل 2020 ـأعرب ائتلاف من المنتخبين الذين يمثلون مختلف الأحزاب السياسية الفرنسية، اليوم الجمعة، عن مخاوفه حيال الخصاص في أماكن دفن المسلمين المتوفين خلال الأزمة الناجمة عن وباء فيروس كورونا المستجد.
وكتب هؤلاء المنتخبون في عمود تم نشره بصحيفة (لوموند) "نحن، منتخبو الجمهورية المنتمين لجميع الأحزاب السياسية، نرغب في إطلاق نداء رسمي من أجل تحسيس أكبر عدد ممكن بشأن الوضعية التي تعيشها العديد من الأسر".
وأكد الائتلاف الذي يضم 62 منتخبا مسلما ينحدرون، على الخصوص، من البلدان المغاربية أنه "مع إغلاق الحدود، أضحى من غير الممكن بالنسبة للأحياء، كما الأموات، عبور الحوض المتوسطي ليواروا الثرى بمرقدهم الأبدي"، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى أن إعادة فتح الحدود لا يبدو أنه سيتم خلال أجل قريب، فإن الأمر يتعلق بـ "عناء مزدوج بالنسبة للأسر التي فقدت فردا عزيزا عليها، والتي ستحرم من دفن يفي بآخر أمنيات المتوفى".
وسجلوا أن المربعات الإسلامية داخل المقابر المشتركة – حوالي 400 موزعة على 35 ألف مقاطعةء “قليلة للغاية” لاستقبال العدد الهام من الفرنسيين المسلمين المتوفين خلال هذه الأزمة.
ودعوا في هذا الصدد السلطات، على المستويين المحلي والوطني، إلى "الأخذ بعين الاعتبار الصعوبات التي يواجهها جزء من مواطنينا"، مؤكدين على ضرورة القيام على المدى القصير بتعزيز التعاون بين المقاطعات من أجل تيسير الولوج إلى الأماكن الموجودة بعدد كبير، مع العمل على المستوى المتوسط على إحداث أماكن جديدة حيثما دعت الضرورة إلى ذلك.
وكان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية قد دعا، يوم الاثنين الماضي، السلطات الفرنسية إلى إتاحة الأماكن المخصصة لدفن المسلمين المتوفين جراء وباء فيروس كورونا المستجد.
وأكد المجلس "أن عدد ضحايا وباء فيروس كورونا آخذ في الارتفاع، ما يجعل الكثير من الأسر تواجه آلام الحداد وإمكانية عدم دفن موتاهم وفقا لطقوسهم الخاصة. واليوم، نحن نواجه أزمة خطيرة تتطلب تدخلا عاجلا من قبل السلطات العمومية".
وكان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية قد توجه بتاريخ 23 مارس الماضي، بطلب "رسمي" إلى رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، من أجل إحداث فضاأت جديدة للدفن. وأكد المجلس، الذي سبق له تنبيه كل من رئيس الوزراء إدوارد فيليب، ووزير الداخلية كريستوف كاستانير، ورئيس مجلس الشيوخ جيرارد لارشي، ورئيس جمعية رؤساء بلديات فرنسا فرانسوا باروان، حيال "ازدياد خطورة الوضع"، أن "هذا الإجراء حظي بدعم مشترك من طرف ممثلي باقي الديانات في فرنسا”.