هل يستغل "أوروبان" تفشي وباء كورونا ليستولي على الحكم في هنغاريا ووضع نظام البلاد تحت قبضة حديدية؟ - الإيطالية نيوز

هل يستغل "أوروبان" تفشي وباء كورونا ليستولي على الحكم في هنغاريا ووضع نظام البلاد تحت قبضة حديدية؟

الإيطالية نيوز، الأربعاء 1 أبريل 2020 ـ بحجة حالة الطوارىء المفروضة على إثر تفشي فيروس كورونا (كوفيدـ19) يضع فكتور أوربان، الذي طال ما حلم به اليميني ماتيو سالفيني، المجر (هنغاريا) في قبضته، ليعيد وضع بودابست من جديد في اتجاه الاستبداد الذي عانت منه منذ فترة طويلة.

وحتى السياسيون المنتمون للأحزاب اليمينية المجرية يتحدثون اليوم عن "الدكتاتورية"، فواحد مثل "بيتر جاكاب" لا يبخل في المجاملات ويتحدث عن "إنقلاب" كامل. فبدلا من مواجهة أزمة صحية مثل بقية العالم، توجه المجر أزمة ديمقراطية منذ ظهر 30 مارس 2020.

أصدر فيكتور أوربان قانونًا خاصًا يسمح له بالحصول على السلطات الكاملة، وهو قانون يتم تمريره بأغلبية 153 صوتًا لصالح 190 من أصل 190 مقابل 53 فقط  صوت للمعارضين. توصف الفترة التي ستكون فيها السلطات الكاملة سارية المفعول بأنها "غير محدودة". عمع عذر احتواء الفيروس التاجي، سيتمكن أوربان من حكم المجر بمراسيم قانون، يقرر إغلاق البرلمان، وتعليق الانتخابات، وتعديل وإلغاء القوانين القائمة متى وكيفما رغب.

القبضة الحديدية لأوربان
لم ينته الأمر عند هذا الحد، لأن النواة أكثر فظاعة لهذا "الإنقلاب البارد" هي تلك التي تنص على "العقوبة"، بأحكم سجنية يمكن أن تصل مدتها إلى 8 سنوات لأولئك الذين تثبت إصابتهم بفيروس كورونا ولا يحترمون الحجر الصحي. لم تسلم الصحافة المجرية من قسوة أوربان، فعلى الرغم من دخولها منذ وقت طويل مرحلة الاحتضار، هي الأخرى معرضة لعقوبات من سنة إلى خمس سنوات في حالة إذا نشرت أنباء كاذبة، أي أنباء تتعارض مع رغبات القائد اليميني المتطرف.
وتجاوز عدد حالات الإصابة بالفيروس التاجي في المجر 500 حالة: وفقًا لبيانات جديدة على موقع مستشارية رئيس الوزراء، هناك حاليًا 525 حالة إصابة مؤكدة و 20 حالة وفاة في البلاد. ما يقرب من ضعف 261 المسجلة سابقا. باسم مكافحة الفيروس التاجي ، حصل رئيس الحكومة المجرية ، فيكتور أوربان، على صلاحيات كاملة من البرلمان ـ يسيطر عليه حزبه فيدس ـ دون حدود زمنية محددة، في خطوة تقلق الاتحاد الأوروبي وتخشى انحرافًا استبداديًا في البلاد.

 ردة فعل الولايات المتحدة إزاء أوربان 
اعتبرت الولايات المتحدة الأربعاء أن على المجر عدم التعرض لـ"الحريات الاساسية" بعدما حصل رئيس وزرائها فيكتور أوربان على صلاحيات واسعة لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

وردا على سؤال عن هذا الموضوع، حض متحدث باسم الخارجية الأميركية جميع الدول "على تجنب الحد من حقوق الإنسان الأساسية والحريات الأساسية، وبينها تمكين الصحافة الحرة من إبلاغ الراي العام بتطورات الأزمة والردود الحكومية" عليها.

وقال المتحدث لفرانس برس أن التعرض لهذه الحقوق والحريات من شانه "تقويض ثقة الراي العام بنا كمسؤولين في وقت نحن في أمس الحاجة الى الثقة".

وأكد أن الشفافية "ضرورية" لمكافحة الوباء.

واعتبرت الدبلوماسية الأميركية أن "الإجراءات الاستثنائية يجب أن تكون محددة الهدف للتعامل مع الأزمة المتصلة بكوفيد-19"، والسلطات الطارئة يجب أن "تحدها فترة زمنية ضرورية" للتصدي للوباء "على أن ترفع فورا بعد ذلك".

في السياق نفسه، قالت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أولريك ديمر في مؤتمر صحفي الأربعاء أاولا، أود أن أشدد على أن الاتحاد الاوروبي هو مجتمع حقوق وقيم".

وأضافت أن "القيم التي قام عليها الاتحاد هي بالتأكيد احترام الكرامة الانسانية والحرية والديموقراطية والمساواة ودولة القانون واحترام حقوق الإنسان".

وتابعت ردا على سؤال عن المجر من دون أن تشير إليها في شكل مباشر، "لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يستمر كمجتمع من القيم الا إذا احترمت كل (الدول الأعضاء) هذه القيم ودافعت عنها".