أجمل ما يُقرأ للتشادي «مصطفى دحلب» عن إنجازات "فيروس كورونا" أمام عجز مخططات القوى الغربية - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

أجمل ما يُقرأ للتشادي «مصطفى دحلب» عن إنجازات "فيروس كورونا" أمام عجز مخططات القوى الغربية

ترجمة: حسن بوصفية
آلة صغيرة لاترى بالعين المجردة يطلق عليها اسم "فيروس كورونا" تقلب العالم رأسا على عقب. شيى ما لا يمكن رؤيته بالعين جاء ليثبّت القانون ويضع ، من جديد، المشاكل في كل شيء ويحدث الفوضى في النظام القائم.  كل شيء سيعود الى مكانه، لكن، بطريقة مختلفة.

إن ما عجزت القوى الغربية الكبرى عن الحصول عليه في سوريا وليبيا وغي اليمن...، حصلت عليه هذه الآلة الصغيرة (وقف إطلاق النار، والهدنة...).

وإن ما عجز الجيش الجزائري عن الحصول عليه، حصل عليه هذه الآلة الصغيرة (أخمدت الحراك ووضعت له حدا)

وإن ما لم تستطع المعارضات السياسية الحصول عليه، حصلت عليه هذه الآلة الصغيرة (تأجيا المواعيد النهائية للانتخابات)

وإن ما عجزت الشركات عن الحصول عليه، حصلت عليه الآلة الصغيرة (الحسم الضريبي، الإعفاءات، الائتمانات بدون فائدة ، صناديق الاستثمار ، انخفاض أسعار المواد الخام الاستراتيجية ..).

وإن ما عجز السترات الصفراء والنقابات الحصول عليه، حصلت عليه هذه الآلة الصغيرة (خفض سعر البنزين، وتقوية الحماية الاجتماعية.

فجأة، نلاحظ في العالم الغربي أن الوقود قد.انخفض، والتلوث انخفض، والناس بدأت تتوفر على الوقت، حتى للغاية أنها منذ زمن لم تكن تعرف ماذا تفعل. بدأ يتعلم الآباء معرفة أبنائهم، والأبناء بمكثون في الجو العائلي، والعمل لم يعد بتاتا أولوية، والأسفار والهوايات لم تعد قواعدا لحياة ناجحة.

فجأة، في صمت، عدنا الى أنفسنا  وأدركنا قيمة كلمات التضامن والأشياء الأكثر عرضة للأذى.

فجأة، نتحقق من أننا نركب جميعا علة متن القارب نفسه، أثرياء وفقراء. نتحقق من أننا كنا قد قمنا جميعا بإفراغ رفوف المتاجر ووجدنا معا أن المستشفيات أصبحت ممتلئة وأن المال لم تعد له أية أهمية، وبأن لدينا الهوية البشرية نفسها في مواجهة الفيروس التاجي.

نتحقق بأن في المرائب، توجد السيارات الفاخرة متوقفة بالضبط لأن لا يقدر أحدنا على الخروج من مسكنه.

كانت أيام قليلة فقط كافية للكون لكي يرسّخ المساواة التي كان من المستحيل تخيّلها.

إن الخوف غزا العالم بأسره. مَرّ إلى الجانب الأخر، ترك الفقراء لكي يذهب للعيش مع الأغنياء والأقوياء. ذكرهم بالإنسانية وكشف لهم إنسانيتهم.

بما أن ذلك يساعد على إدراك ضعف البشر الذين يسعون للذهاب إلى العيش في كوكب المريخ، والذين يعتقدون أنهم أقوياء لأنهم نجحوا في استنساخ الجنس البشري أملا في العيش إلى الأبس. وبما أن ذلك ساعد على إدراك حدود الذكاء البشري في مواجهة قوة السماء (الخالق). 

كانت بعض الأيام كافية لكي يصبح يقين الإنسان يتحول إلى شك، ولكي تتحول القوة إلى ضعف، ولتصبح القوة تآزرا وشورى.

كانت بعض الأيام كافية لكي تتحول إفريقيا إلى قارة آمنة، بحيث يصبح الحلم كذبا.

كانت بضعة أيام فقط كافية  لتجعل البشرية تدرك تماما أنها ليست شيئا أخرا سوى مجرد نفَس وغُبار.

إذن، من نحن؟ ما هي قيمتنا؟ ماذا بوسعنا أن نفعل لمواجهة هذا الفيروس التاجي؟

لنرجع إلى الحقائق في انتظار العناية الإلهية.

دعونا نسأل "إنسانيتنا" في هذا "العالم" المختبَر من قبل فيروس كورونا!

لنبقى في منازلنا ونتأمل في هذه الجائحة!

ولنحب بعضنا بعضا ما بقينا على قيد الحياة!