الايطالية نيوز، 3 مارس 2020 - أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، الأستاذ اللبناني والوزير السابق «غسان سلامة»، على موقع تويتر أنه طلب من سكرتير الأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريس» أن يحل محله في منصبه. وأعلن «غوتيريس» من نيويورك أنه قبل استقالته.
وأوضح «سلامة» بأن دوافع تقديم الاستقالة من هذا المنصب تعزى إلى أسباب صحية، قائلاً إنه يتعرض لمستوى مستمر من التوتر. والحقيقة هي أن التوتر يأتي من أشهر وشهور من الألعاب المزدوجة، ومناورات غادرة التي تحيكها الدول الرئيسية المهتمة باشأن الليبي (الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ومصر والإمارات وتركيا والمملكة العربية السعودية والسودان) على حساب هذا البلد الشمال إفريقي.
وقال «سلامة»: "لقد حاولت منذ عامين جمع الليبيين لكبح التدخل الخارجي والحفاظ على وحدة البلاد. بعد قمة برلين، صدر القرار 2510 وأُطلقت المسارات الثلاثة (للمفاوضات السياسية) تردد البعض: اليوم أعلن أن صحتي لم تعد تسمح بهذا المعدل من الإجهاد، لذلك طلبت من الأمين العام أن يريحني من الوظيفة التي ترغب في السلام والاستقرار في ليبيا ".
Stephanie Williams, استيفانيا ويليامز |
وكان«غسان سلامة» قد أعلن منذ فترة طويلة أنه لن ينهي ولايته، لكن ليس هنا مبرر واضح يسلط الضوء عل تبني «سلامة» لهذا القرار الآن. في المقابل، يمكن أن تأخذ مهمة البعثة «ستيفاني ويليامز»، الدبلوماسية الأمريكية سابقا، التي كانت في السنوات الأخيرة هي الشخصية الثانية في "أنساميل" ومنسقة جميع الأنشطة السياسية.
وحقق «سلامة» بالتأكيد العديد من النتائج السياسية خلال الفترةةالتي أخذ فيها على عاتقه هذه المهمة، أولاً وقبل كل شيء الحفاظ على أهمية الأمم المتحدة بشكل كبير حتى في لحظات عندما كانت تتقاتل دول أجنبية في ليبيا (تركيا وقطر مع الرئيس سراج، في مواجهة مصر، والإمارات العربية المتحدة، والعربية السعودية في الصغ مع الجنرال خليفة حفتر، ما جعلوا تأثيرهم السلبي محسوسا إلى الحد الأقصى.
ربما كانت المرحلة الأخيرة، مؤتمر ما بعد برلين، أصعبها بالنسبة إلى «سلامة»: لقد أثار الاجتماع في ألمانيا آمال وتوقعات كبيرة. لكن العملية السياسية الوحيدة التي استمرت، اجتماعات "لجنة 5 + 5" بين القادة العسكريين للفصيلين، التي لم تدعمها في الواقع القيادة السياسية في طرابلس والجنرال حفتر. لماذا؟ لأن الجانبان المتخاصمان وضعا على التوالي شروطًا لا يمكن التحكم فيها في هذه المرحلة من المفاوضات.
العقبة الحقيقية والمتعبة
العقبة الحقيقية هي حقيقة أنه على الرغم من الهدنة التي تم التوصل إليها في موسكو، حتى بعد برلين واصلت ميليشيات الجنرال «حفتر» مهاجمة طرابلس. وحاولت حكومة «فايز السراج» الرد عسكريًا، بدعم من الجيش التركي والمرتزقة السوريين.