إعداد: حسن بوصفية
الإيطالية نيوز، 24 فبراير 2020 - للمرة الأولى منذ أن أصبح《إيمانويل ماكرون》رئيسًا للجمهورية الفرنسية، تحدث، يوم الثلاثاء الماضي في خطاب تلفزي استغرق وقتا تجاوز 60 دقيقة، تطرق فيه إلى قواعد "العلمانية" والى "المجتمعات المسلمة"، التي اتهمها بأنها تخطط "للانفصال" ووصف الموقف الاسلامي الذي تشهده مناطق كثيرة من الجمهورية ب"المقلق"، واقترح أنه إذا لم يتم معارضة انتشار هذه المجتمعات المسلمة قد تزحف أكثر فأكثر،في وقت قريب، لتغزو مناطق أخرى. لكن ماكرون، ربما، لم يتدبر كلاما إلاهيا نزل من فوق سبع سموات ليفرض نفسه، يقول فيه الواحد الأحد سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }(33) (التوبة). صدق رب العرش العظيم.
وقال ماكرون، في خطاب ألقاه في مولهاوس، بإقليم الألزاس: «عدونا هو الانفصالية الإسلامية، لأنها تتنافى مع الحرية والمساواة، وتتعارض مع عدم تجزئة الجمهورية والوحدة اللازمة للأمة".
هكذا، يبدو ماكرون مصمما على تصوير وشجب ما يحدث في "الأراضي المفقودة" المزعومة، التي تحدث عنها أحد أشد الناس عداوة للمسلمين، المؤرخ《جورج بن سوسن》، الذي عبّر، بالفعل في عام 2002، عن الصدمة بعد رؤية نتائج تحقيق أجراه بنفسه، إذ حسبه، قال :" حلت قوانين الله محل قوانين《ماريان》"، بينما الحاقدة الأخرى الفيلسوفة 《إليزابيث بادينتر》 قالت محذرة من انتشار الإسلام في فرنسا: "مجتمع ثان يحاول فرض نفسه على جمهوريتنا، ويدير ظهره عليها، ويهدف صراحة إلى الانفصال، إن لم يكن حتى الانفصال نفسه".
الإيطالية نيوز، 24 فبراير 2020 - للمرة الأولى منذ أن أصبح《إيمانويل ماكرون》رئيسًا للجمهورية الفرنسية، تحدث، يوم الثلاثاء الماضي في خطاب تلفزي استغرق وقتا تجاوز 60 دقيقة، تطرق فيه إلى قواعد "العلمانية" والى "المجتمعات المسلمة"، التي اتهمها بأنها تخطط "للانفصال" ووصف الموقف الاسلامي الذي تشهده مناطق كثيرة من الجمهورية ب"المقلق"، واقترح أنه إذا لم يتم معارضة انتشار هذه المجتمعات المسلمة قد تزحف أكثر فأكثر،في وقت قريب، لتغزو مناطق أخرى. لكن ماكرون، ربما، لم يتدبر كلاما إلاهيا نزل من فوق سبع سموات ليفرض نفسه، يقول فيه الواحد الأحد سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }(33) (التوبة). صدق رب العرش العظيم.
وقال ماكرون، في خطاب ألقاه في مولهاوس، بإقليم الألزاس: «عدونا هو الانفصالية الإسلامية، لأنها تتنافى مع الحرية والمساواة، وتتعارض مع عدم تجزئة الجمهورية والوحدة اللازمة للأمة".
هكذا، يبدو ماكرون مصمما على تصوير وشجب ما يحدث في "الأراضي المفقودة" المزعومة، التي تحدث عنها أحد أشد الناس عداوة للمسلمين، المؤرخ《جورج بن سوسن》، الذي عبّر، بالفعل في عام 2002، عن الصدمة بعد رؤية نتائج تحقيق أجراه بنفسه، إذ حسبه، قال :" حلت قوانين الله محل قوانين《ماريان》"، بينما الحاقدة الأخرى الفيلسوفة 《إليزابيث بادينتر》 قالت محذرة من انتشار الإسلام في فرنسا: "مجتمع ثان يحاول فرض نفسه على جمهوريتنا، ويدير ظهره عليها، ويهدف صراحة إلى الانفصال، إن لم يكن حتى الانفصال نفسه".
حسب الأشخاص الذين حصلوا على المعلومات جيدا، في باريس، فإن سبب هذا الموقف العضلي مرتبط بالعديد من الملاحظات المثيرة للقلق التي وصلت مؤخرا إلى مكتب ماكرون من قبل المديرية المركزية للمخابرات الداخلية (Dgsi). وهي ملاحظات توثق انتشار الإسلام في فرنسا بوتيرة متزايدة وواضحة، ما جعلها توقظ التيارات العلمانية من سرادبها للعمل على إيقاف هذا الزحف الإسلامي هناك. في يناير، تمكنت صحيفة "جورنال دي ديمونش" من الحصول على واحدة من هذه الملاحظات الفائقة السرية، حسب زعمها، وهي "خرائط للمناطق التي فرض فيها الإسلام قوته"، كما عرّفته المجلة الأسبوعية "فالور أكتييل" (Valeurs Actuelles ).
حسب ما نقلته صحيفة "جرونال دي ديمونش"، وثيقة تسربت من جهاز المخابرات الفرنسية، وبأن وزير الداخلية أستطاع أن يتشاورمع وزراء أخرين مشاركون في مكافحة انتشار الإسلام المتشدد والتجمعات المحلية والتعليم غير المرخص لها، قامت الداخلية بتنفيذ عمليات سرية شملت 150 حيا سكنيا تسود فيه الحياة الإسلامية، سواء بممثلين قانونيين مسلمين انتخبوا ديمقراطيا لتمثيل المسلمين هناك في قضاء مصالحهم العامة، ما أيقظ ماكرون من مرقده متخوفا من فقدان مناطق من التراب الوطني لفرنسا العلمانية. وما زاد من مخاوف ماكرون هو زيادة عدد الشباب، المتمسكون بتعاليم الإسلام، الذين يرسلون أبناءهم إلى المدارس القرآنية ويشجعون بذلك على نشر الأصولية في المساجد، حسب اعتقاد ماكرون.
بين الأحياء، لا توجد ضواحي باريس، وليون، ومارسيليا فحسب، التي تعرف سيطرة كبيرة للتقاليد الإسلامية ـ التي بعفويتها وبساطتها جذبت إليها حتى الكثير من الفرنسيين، ليتحولوا فيما بعد إلى الإسلام، ويإصبحون أكثر المدافعين عنه ـ ولكن أيضا في عدة مناطق من القسم الشمالي.
في بلدية "موبوج"(Maubeuge) الصغيرة، حصل اتحاد الديمقراطيين المسلمين الفرنسيين (Udmf) ـ حزب سياسي ءتأسس سنة 2012 من طرف نجيب أزرقي، مهندس حتى لحظة تأسيس حزبه لم يكن أبدا ناشطا سياسيا ـ جمع %0،40 من الأصوات(12،528 ناخبا)، وحصل على أفضل نتيجة في "مانت ـ لاـ جولي"(Mantes-la-Jolie)، في "ليزيفيلين" (Yvelines) بنسبة %5،90 من الأصوات.
ووصفت الاستخبارات الفرنسية هذا الانتشار الملاحظ بـ"الصورة المقلقة"، مثلا كما في "غوبي" (Roubaix)، حيث المسلمون المحافظون على تعاليم دينهم شكلا وإلى قدر الاستطاعة مضمونا نجحوا في امتلاك المقاهي، وإدارة المراكز الثقافية ودور التجمعات، وحيث الغالبية العظمى من السكان هم مسلمون. وتتحدث المديرية المركزية للمخابرات الداخلية الفرنسية عن "ظهور مناطق صغيرة جدا في أماكن غير محتملة"، كما في قسم "ألْتا صافويّا"، الذي لا يوجد في قلب الأخبار على الرغم من زحف الإسلام والمسلمين الذي بدأ يغطي على الأهمية السياحية التي تعرف بها المدينة، بالأخص في فترة الشتاء.
واستمرت وسائل الإعلام بجميع أنواعها المكتوبة والمرئية في التنبيه لهذا الأمر، بينها مجلة "باري ماتش" الشهيرة، التي تحدثت عن الكتاب الجديد لأستاذ جامعة السوربون، برنارد روجيير( Bernard Rougier)، "المناطق التي غزاها الإسلام" ، ففي بلدة "ترابيس" (Trappes)، جنوب غرب باريس، جميع محلات الجزارة مصنفة "حلال"، وفي "أولناي سوبْوَا" (Aulnay-sous-Bois) ليس هناك حديث عن مجمتع فرنسي، ولكن عن "أمّة" لمجتمع إسلامي، أما في بعض المناطق الأخرى، مثل "سان دونيس"، لا يسمح للنساء بالتحدث مع بعضهن، فالموسيقى ممنوعة، والأزواج لايستطيعون شد بعضهما يدا ليد، والأئمة أصبحوا راديكاليين يقومون بدور المرشد.
أوضح روجير، أحد أعداء المجتمعات المسلمة في فرنسا: "لقد تولى السلفيون وزملاؤهم مقاليد آليات التواصل الاجتماعي التي كانت ذات يوم من قبل الحزب الشيوعي". يقوم السلفيون بتوزيع الطعام والاستيلاء على الجمعيات الرياضية بشكل خفي، في حين يضاعف الإخوان المسلمون قوائمهم في الانتخابات البلدية ومجموعات الضغط لإضفاء العدالة على إرادتهم. إنها المسيرة الهادئة للإسلام التي يريد إخضاع فرنسا وجعلها تنحني لمسلمين متشددين في استسلام مطلق.
حسب ما نقلته صحيفة "جرونال دي ديمونش"، وثيقة تسربت من جهاز المخابرات الفرنسية، وبأن وزير الداخلية أستطاع أن يتشاورمع وزراء أخرين مشاركون في مكافحة انتشار الإسلام المتشدد والتجمعات المحلية والتعليم غير المرخص لها، قامت الداخلية بتنفيذ عمليات سرية شملت 150 حيا سكنيا تسود فيه الحياة الإسلامية، سواء بممثلين قانونيين مسلمين انتخبوا ديمقراطيا لتمثيل المسلمين هناك في قضاء مصالحهم العامة، ما أيقظ ماكرون من مرقده متخوفا من فقدان مناطق من التراب الوطني لفرنسا العلمانية. وما زاد من مخاوف ماكرون هو زيادة عدد الشباب، المتمسكون بتعاليم الإسلام، الذين يرسلون أبناءهم إلى المدارس القرآنية ويشجعون بذلك على نشر الأصولية في المساجد، حسب اعتقاد ماكرون.
بين الأحياء، لا توجد ضواحي باريس، وليون، ومارسيليا فحسب، التي تعرف سيطرة كبيرة للتقاليد الإسلامية ـ التي بعفويتها وبساطتها جذبت إليها حتى الكثير من الفرنسيين، ليتحولوا فيما بعد إلى الإسلام، ويإصبحون أكثر المدافعين عنه ـ ولكن أيضا في عدة مناطق من القسم الشمالي.
في بلدية "موبوج"(Maubeuge) الصغيرة، حصل اتحاد الديمقراطيين المسلمين الفرنسيين (Udmf) ـ حزب سياسي ءتأسس سنة 2012 من طرف نجيب أزرقي، مهندس حتى لحظة تأسيس حزبه لم يكن أبدا ناشطا سياسيا ـ جمع %0،40 من الأصوات(12،528 ناخبا)، وحصل على أفضل نتيجة في "مانت ـ لاـ جولي"(Mantes-la-Jolie)، في "ليزيفيلين" (Yvelines) بنسبة %5،90 من الأصوات.
ووصفت الاستخبارات الفرنسية هذا الانتشار الملاحظ بـ"الصورة المقلقة"، مثلا كما في "غوبي" (Roubaix)، حيث المسلمون المحافظون على تعاليم دينهم شكلا وإلى قدر الاستطاعة مضمونا نجحوا في امتلاك المقاهي، وإدارة المراكز الثقافية ودور التجمعات، وحيث الغالبية العظمى من السكان هم مسلمون. وتتحدث المديرية المركزية للمخابرات الداخلية الفرنسية عن "ظهور مناطق صغيرة جدا في أماكن غير محتملة"، كما في قسم "ألْتا صافويّا"، الذي لا يوجد في قلب الأخبار على الرغم من زحف الإسلام والمسلمين الذي بدأ يغطي على الأهمية السياحية التي تعرف بها المدينة، بالأخص في فترة الشتاء.
واستمرت وسائل الإعلام بجميع أنواعها المكتوبة والمرئية في التنبيه لهذا الأمر، بينها مجلة "باري ماتش" الشهيرة، التي تحدثت عن الكتاب الجديد لأستاذ جامعة السوربون، برنارد روجيير( Bernard Rougier)، "المناطق التي غزاها الإسلام" ، ففي بلدة "ترابيس" (Trappes)، جنوب غرب باريس، جميع محلات الجزارة مصنفة "حلال"، وفي "أولناي سوبْوَا" (Aulnay-sous-Bois) ليس هناك حديث عن مجمتع فرنسي، ولكن عن "أمّة" لمجتمع إسلامي، أما في بعض المناطق الأخرى، مثل "سان دونيس"، لا يسمح للنساء بالتحدث مع بعضهن، فالموسيقى ممنوعة، والأزواج لايستطيعون شد بعضهما يدا ليد، والأئمة أصبحوا راديكاليين يقومون بدور المرشد.
أوضح روجير، أحد أعداء المجتمعات المسلمة في فرنسا: "لقد تولى السلفيون وزملاؤهم مقاليد آليات التواصل الاجتماعي التي كانت ذات يوم من قبل الحزب الشيوعي". يقوم السلفيون بتوزيع الطعام والاستيلاء على الجمعيات الرياضية بشكل خفي، في حين يضاعف الإخوان المسلمون قوائمهم في الانتخابات البلدية ومجموعات الضغط لإضفاء العدالة على إرادتهم. إنها المسيرة الهادئة للإسلام التي يريد إخضاع فرنسا وجعلها تنحني لمسلمين متشددين في استسلام مطلق.