الإيطالية نيوز، 2 يناير 2020 ـ في إشارة طيبة تدفعها الإنسانية البحتة لرجال الأمن بإيطاليا، قام عناصر أمن في موقفين متفرقين بتحريك القلوب النائمة وإيقاظ الرحمة في قلوب أعماها الركض وراء جمع المال وحبه حبا جما.
المشهدان الأول والثاني يحكي أحداثهما الصحفي الإيطالي "استيفانو فينتوري":
المشهد الأول: خلال أعياد الميلاد، كانت دورية كارابينييري تقوم بعمليات مراقبة روتينية في "بياتسا سْبادا" (ساحة السيف)، في وسط بلدة فودجي، بمحافظة فروزينوني (جونب إيطاليا)، التقوا بطفلة، تبلغ من العمر 8 سنوات، رفقة أمها، فسألوها من باب المزحة: "ماذا استلمت كهدية من "بابا نويل" أو (سانتا كلوز)؟ أخبرتهم الفتاة الصغيرة بوجه حزين أنها لم تتلق أي هدية في عيد الميلاد. وأوعزت الأم عدم شراء هدية لصغيرتها إلى الصعوبات الاقتصادية التي كانت تمر بها.
بعد سماع ذلك التبرير المؤثر، ذهب رجال كرابينيري إلى متجر، فاشتروا لعبة، ثم منحوها للفتاة الصغيرة، هكذا قاموا بارجاع الابتسامة وبريق الفرحة في عينيها عند رؤية العلبة.
المشهد الثاني: في حي "أَبْيو لاتينو"، بالعاصمة الإيطالية روما، الزوجان المسنان، العجوز "جولي" البالغة من العمر 89 عاما، وزوجها الشيخ البالغ عمره 93 عاما، يعيشان وحيدين في المنزل، كل مساء يكتفيان بمشاهدة التلفاز كمؤنس، على الأرجح يتابعان الأخبار، لكن هذه المرة حتى التلفاز والأخبار المألوف لايستطيعون تعويضهما المؤنس خلال أعياد الميلاد.
الزوجان ، اللذان يعيشان معا لمدة 70 عاما ، كانا غارقين في الألم. لبعض الوقت لم يزرهما أحد والجيران في عطلة. انفجر المسنان في البكاء، لدرجة أن شخصا ما اعتقد أن هناك حالة طارئة داخل سكنهما، فاستدعى رجال كارابييري مهاتفا الرقم 112.
عند حضور رجال الأمن، أدركوا أن ال.امر لا يتعلق بحالة مثل أي حالة أخرى. لا يوجد أحد لإنقاذه: المسنان الإيطاليان كان فقط في حاجة إلى بعض الدفىء الإنساني، إلى مؤنس ظريف خفيف الروح. وهكذا في انتظار سيارة الإسعاف، التي نودي عليها لفحص صحة المسنين، انتهز رجال الأمن الفرصة ليتحولوا إلى طباخين، فقاموا بإعداد وجبة المعكرونة والزبدة للزوجين. تناولت "جولي وزوجها وجبة العشاء رفقة رجال الأمن الإيطاليين، وهكذا هُزمت العزلة في إحدى ليالي أعياد الميلاد.
إعداد وترجمة: حسن بوصفية
الموقع الأصلي: صفحة الصحفي (Stefano Venturi)، فايسبوك