التايمز: الطالب الإيطالي القتيل 《جوليو ريجيني》 "تعرّض للخيانة من قبل أقرب أصدقائه" في القاهرة - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

التايمز: الطالب الإيطالي القتيل 《جوليو ريجيني》 "تعرّض للخيانة من قبل أقرب أصدقائه" في القاهرة

الباحث الايطالي القتيل جوليو ريجيني رفقة صديقته المقربة نورا وهبي
بعد نحو أربع سنوات على الجريمة البشعة التي تعرض لها طالب الدكتوراه 《جوليو ريجيني》 في القاهرة، قال محقق إيطالي إنه تعرض "للخيانة من أشخاص كانوا قريبين منه في مصر"، حسب ما نشرت صحيفة "التايمز" اللندنية.
وشرح المحقق الإيطالي 《سيرجيو كوليوكّو》 في جلسة استماع في البرلمان الايطالي  كيف نسجت قوات الأمن المصرية "فخاً" للإيقاع به مستغلةً أكثر الأشخاص قرباً منه، في مقدمتهم أصدقاؤه الثلاثة في مصر.
وكان 《ريجيني》 يعمل على ملف النقابات العمالية في مصر حين اختُطف في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير عام 2011، أي عام 2016، قبل العثور على جثته على قارعة طريق بالعاصمةالمصرية وعليها آثار تعذيب في فبراير من العام نفسه.
وأظهر الفحص الطبي لجثة 《ريجيني》 تعرضه للضرب "بالركل والقبضات والعصي والهراوات"، وجاءت وفاته جراء كسر في الرقبة. وسبق أن صرّحت والدته بأنه لم يكن ممكناً تمييز جثة ابنها إلا من "مقدمة أنفه".
علماً أن السلطات المصرية أنكرت اتهامات القبض على 《ريجيني》 أو خطفه ووفاته أثناء الاحتجاز برغم اعترافها بأنه كان تحت المراقبة.
لكن المحققين الإيطاليين وجهوا اتهاماً لخمسة من مسؤولي الأمن في العام الماضي بالتورط في الجريمة، كما اتهموا السلطات الأمنية المصرية بمحاولة إفشال تحقيقاتهم عن طريق إشغالهم بـ"خيوط وهمية".

"كل أصدقائه خانوه"

وقال 《كوليوكّو》 إن مسؤولي الأمن المصريين المتورطين في تعذيب 《جوليو》 وقتله قد استخدموا الصديقة المقربة له في مصر، زميلته السابقة في "كامبردج"، 《نورا وهبي》، للتجسس عليه.
المحقق 《كوليوكّو》 قال إن السلطات المصرية "نسجت شبكة عنكبوتية" للإيقاع ب《ريجيني》 بعدما شعروا بالريبة من بحثه الأكاديمي في النقابات العمالية المصرية بمساعدة "الأشخاص الأقرب إليه" في البلاد، لا سيما 《وهبي》، رئيسة تحرير مجلة العمران العربي.
وأخبر مصدر في التحقيق صحيفة "التايمز" أن 《نورا وهبي 》كانت قد تعرفت على 《ريجيني》 أثناء دراستها في كامبريدج، قبل أن يلتقيها مجدداً في القاهرة عام 2015 لتعرفه على أصدقائها.
وأضاف أن هذا ما توصلوا إليه بعد الاستماع إلى سجلات الهاتف التي حصلوا عليها.
وبحسب المصدر نفسه، فإن هذه السجلات أظهرت أن 《وهبي》 كانت على اتصال بمجند سابق ووكيل سفر يدعى 《رامي》، كان بدوره على اتصال مع أحد مسؤولي الأمن الذين يتولون التحقيق في أمر 《ريجيني》، وهو الرائد 《مجدي إبراهيم عبد العال شريف》.
وشرح المصدر: "تشير السجلات إلى أنه عندما كان يتصل بها 《ريجيني》، كانت تتصل بشكل منهجي ب《رامي》 الذي يتصل بدوره بالرائد 《شريف》، والعكس. عندما يتصل 《شريف》 ب《رامي》، يتصل ب《وهبي》 التي تتصل ب《ريجيني》".
ولفت  إلى أن وهبي رفضت التحدث إلى المحققين الإيطاليين.
وقال صديق ل《وهبي》 ل"رصيف22" إنها ترفض تماماً التعليق على التسريبات أو التواصل مع أي جهة إعلامية في الوقت الحالي.
وأفاد المصدر أن نقابياً عمالياً كان على صلة ب《ريجيني》 اعترف بإبلاغ مسؤولي الأمن بالمحادثات التي دارت بينهما.
أما "المخبر الثالث المزعوم" الذي أطلع السلطات الأمنية على خط سير 《ريجيني》، بحسب 《كوليوكو》، فكان محامياً مصرياً شارك 《ريجيني》 في المسكن بالقاهرة.
وقال المصدر: "كل شخص اعتبره 《ريجيني》 صديقاً في القاهرة كان يتواصل مع الرائد 《شريف》".

أسلوب ضغط أم حقيقة مثبتة؟

وقال مقربون ل《ريجيني》 في إيطاليا ل"رصيف22": "إذا لم تكن هناك نتائج واضحة ومحسومة للتحقيقات في القضية، فسيبقى الجرم مجرد جلب خزي وعار غير مقبولين".
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب بعض الصحافيين والناشطين المصريين المهتمين بالقضية عن قلقهم من مثل هذه التسريبات لنتائج التحقيقات في هذا الوقت وبعد كل هذه السنوات.
وأفاد الصحافي 《أحمد رجب》 عبر حسابه في تويتر بأنه "من معرفتي بالقضية، ليس مريحاً ولا طبيعياً التسريب بخصوص 《نورا وهبي》، وغالباً له أهداف محددة. حسب معرفتي، 《نورا》 كانت من أقرب الأشخاص ل《ريجيني》 وأكثرهم مساعدة له في مصر. بعد مكالمات مع عدد من أصدقائه اليوم، هم يستبعدون هذا السيناريو".
وطرح رجب احتمال أن يكون طرح اسم 《وهبي》 في هذا الوقت "وسيلة للضغط القاسي عليها للتحدث إلى المحققين الإيطاليين".
ودعت الأكاديمية المصرية 《رباب المهدي》 إلى عدم "الاستسهال في تصديق كل ما يكتب في موضوع 《ريجيني》. أنا أعرف 《نورا وهبي》 جيداً وأعرف الضغط النفسي الذي تعرضت له من الأمن المصري والإيطالي. لدي شواهد كثيرة ومعلومات تثبت أنها ليست مخبرة ولم تبلغ عنه".
وأضافت: "《وهبي》 لا ترد على أحد وأغلقت حسابها، ليس لأنها مذنبة وإنما لأنها ليست مستعدة لحمل ضغوط من هذا النوع".
لكن رأياً آخر استبعد "نظريات المؤامرة"، لافتاً إلى أن هذه "ليست تسريبات بل تصريحات لقاضٍ، وبالتأكيد مستندة إلى أدلة".
يُشار إلى أن أحد الشهود كان قد أخبر عائلة 《ريجيني》، في وقت سابق من العام الجاري، بأنه سمع مسؤولاً أمنياً مصرياً يتحدث عن القضية في مأدبة غداء مع ضباط شرطة إفريقي آخر عام 2017.
وقال الشاهد إن الضابط المصري كان يصف ريجيني بـ"الشاب الإيطالي"، مبيّناً أنه وزملاءه اعتقلوه اعتقاداً منهم بأنه كان جاسوساً بريطانياً.
وذكر الضابط حينذاك أيضاً، بحسب الشاهد، أن 《ريجيني》 تعرض للضرب وأنه هو شخصياً لكمه على وجهه عدة مرات.