سخط شعبي كبير بالمغرب جراء تقبيل مغربية يد ايفانكا ترامب ونشطاء يغرّدون - الإيطالية نيوز

سخط شعبي كبير بالمغرب جراء تقبيل مغربية يد ايفانكا ترامب ونشطاء يغرّدون

بعد الجدل الساخر والغاضب لمواطنين مغاربة على إثر انحناءة رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، في تحية أثناء استقباله من لدن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سوتشي الروسية، أثارت مواطنة مغربية ممن التقين إيفانكا ترامب، أمس الخميس، جدلاً واسعاً بتقبيل يده ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ورأى البعض في ما حصل حركة تلقائية ومعبرة عن حفاوة الترحيب السائدة في بعض المناطق القروية في المغرب، بينما اعتبرها آخرون دليل خضوع وتذلل.


وأعادت إيفانكا ترامب نشر الصورة التي التقطتها جاكلين مارتين على حسابها على موقع “تويتر”، ضمن صور أخرى من زيارتها إلى المغرب، وعلقت “كنت سعيدة جداً بلقاء هؤلاء النساء القويات اللواتي أصبح بإمكانهنّ امتلاك قطع أرضية”، في إشارة منها إلى حضورها حفل الشروع في تمليك أراض فلاحية ذات خصوصية قانونية للنساء، إذ كانت القوانين السابقة تجعلها حكراً على الرجال.

لكن شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب ركّزت بشكل خاص على الصورة التي تظهر فيها المغربية التي تقبّل يد ترامب. وانقسم المعلقون، بمن فيهم سياسيون وإعلاميون ومختصون في “البروتوكول” والتواصل، بين مدافع عن المشهد ورافض له.

وقال العضو السابق في البرلمان المغربي، عبد الكريم بونمر، إن تقبيل اليد “ليس بالضرورة أمراً سلبياً، وليس خنوعاً كما يتصور الكثيرون. فهناك الكثير من المناطق في المغرب، يُعتبَر تقبيل اليد فيها طريقة في التحية والترحيب”.

من جانبها، كتبت النائبة البرلمانية الحالية عن “حزب الاتحاد الاشتراكي”، حنان رحاب، عبر “فيسبوك”، مستغربة ما وصفته بأنَّه تشويه وتحريف “طاول صورة امرأة مغربية عاشت لحظات فرح عارم، تعاملت معها بعفوية وبساطة مغربية”. وأضافت رحاب مخاطبة الغاضبين من الصورة المنتشرة: “رجاء فلنترك للمرأة فرحتها. ولنبتعد عن إفساد اعتزازها بكرم الضيافة الذي بدلته لتكون في حجم ذلك الفرح الذي لا أظن أن بيتا من بيوت المغاربة سيبخل به تجاه ضيوف بلادنا”.

وكتب الصحافي أنس عياش تدوينةً قال فيها إن سلوك هذه السيدة حُمَّل أكثر مما يحتمل، وأنَّه ليس في الأمر أيّ تذلل ولا تزلف، “إنما هي عادات في التحية والترحاب. كانت كبيرة عماتي تقبل يدي، وأنا شاب يافع”.
المرأة تبرر قيامها بتقبيل يد إيفانكا

في المقابل، أوضحت الخبيرة في العلاقات الدبلوماسيّة، حميدة بوعزة، أن الأمر لا علاقة مباشرة له بالسيدة التي تظهر في الصورة، بل بالتنظيم من الجانب المغربي. واعتبرت أنه كان على المسؤولين عن التنظيم القيام بزيارة مسبقة للمكان الذي سيحل فيه الضيوف
وأشارت بو عزّة إلى أن الأميركيين قاموا بعملهم كما يجب بهذا الخصوص، بينما قصّر نظراؤهم المغاربة. وشخّصت بوعزّة التقصير بترك الأشخاص الذين تم تحضيرهم للقاء ابنة الرئيس الأميركي يتصرفون على سجيتهم. وأضافت: “التلقائية مطلوبة ومقبولة في الحياة اليومية. أما في السياقات الرسمية، فإنّها غير مقبولة إطلاقاً”.
صحافي مغربي آخر، هو الجيلالي بنحليمة، نشر صورة سابقة لإيفانكا ترامب تقبل يد امرأة، وعلّق: “دفاعاً عن السيدة التي قبلت يد نجلة ترامب، عاب علي بعض الأصدقاء. هذه صورة لابنة ترامب وهي تقبل يد سيدة أخرى”.

احتلت زيارة إيفانكا ترامب نجلة الرئيس الأمريكي ومستشارته إلى المغرب، أول أمس، حيزا وافرا من اهتمام النشرات الإخبارية التلفزيونية، رغم تزامن الحدث مع التغطية الإعلامية الواسعة التي أُفردتْ للذكرى الرابعة والأربعين “للمسيرة الخضراء” التي تؤرخ لاسترجاع المغرب صحراءه من الاستعمار الإسباني.
"وكانت إيفانكا ترمب قد نشرت تغريدة لها، بتاريخ 19 أغسطس، تعبر فيها عن إشادتها بالإصلاحات الحكومية في المغرب فيما يتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث: "نشيد بالحكومة المغربية على هذه الخطوة الهامة نحو اعتماد تعديلات قانون الميراث ونتطلع إلى دعم تنفيذها كاملة."
وأضافت في التغريدة نفسها: "ستستمر مبادرة التنمية والازدهار العالمي للمرأة (W-GDP) في دعم حقوق المرأة في الأرض ، وأنا أقدر القيادة القوية لصاحبة السمو الأميرة لالة جمانة."
كل هذا بدا مفهومًا، خاصة بالنظر للعلاقات القوية التي تربط بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية. لكن غير المفهوم هو أن نجلة ترامب فضّلت أن يكون نشاطها صباح اليوم الموالي (أي أمس الخميس) في بادية مدينة سيدي قاسم، المنطقة المهمشة من لدن السلطات منذ سنين عديدة، والتي ارتبط اسمها بأحد رجال العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، يتعلق الأمر بالجنرال الراحل أحمد الدليمي الذي توفي في حادثة سير ما زالت ملابساتها غامضة.
وبثت قناة روسيا اليوم ـ بالعربية ـ تقارير مصورة لـ”إيفانكا”، وهي تتجول صحبة نساء مغربيات ينتمين إلى المنطقة المذكورة، كما أفادت مواقع إخبارية محلية أن نجلة الرئيس الأمريكي أشرفت على عملية “تمليك” الأراضي للنساء “السلاليات” في إطار برنامج “مبادرة التنمية والازدهار العالمي للمرأة”. وكأن الدولة بحكومتها وأحزابها وأجهزتها وإداراتها المحلية كانت عاجزة عن حل مشكلات التمليك، حتى جاءت نجلة ترامب.
وقالت إيفانكا ترامب، بعد اجتماعها مع العاهل المغربي محمد السادس، الخميس 7 نونبر، في تغريدة نشرتها على موقعها الرسمي على تويتر: "يشرفني اليوم أن أتحدث مع جلالة الملك محمد السادس وأن أشكره على كرم الضيافة خلال زيارة وفدنا لبلد المغرب الجميل. الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقدرون بعمق العلاقة طويلة الأمد والمتزايدة بين بلدينا".

وأضافت في تغريدها أخرى نشرت بعد سابقتها بدقائق قليلة: "نحن نقدر قيادته  في تحقيق تقدم في جميع جوانب ميثاق "مؤسسة تحدي الألفية" الحكومية سائرا تماما على نهج ومخطط التنمية والازدهار العالمي للمرأة.

كما قالت مستشارة الرئيس الأمريكي وإبنته في الوقت نفسه إيفانكا ترمب، بعيد اجتماعها مع رئيس الحكومة المغربية يوم الخميس 7 نونبر2019: "التقينا، اليوم، برئيس الحكومة ووزير الخارجية المغربي للتوقيع على وثائق تنفيذية لمزيد من الإصلاحات القانونية في مجال حقوق الملكية والتي من شأنها تفعيل التمكين الاقتصادي للمرأة المغربية"
ويبدو أن الاحتفاء بإيفانكا لم يقتصر على تصميم لباس خاص بها من طرف مصممة مغربية، بل شمل أيضا إقامة مهرجان خطابي لها، باعتبار المعنية بالأمر ساهمت في إعطاء أولئك النساء حقوقهن، كما قيل؛ فلا ريب إن نشرت صحيفة إلكترونية محلية صورة لامرأة ريفية وهي تقبّل يدي السيدة الأمريكية المنشرحة. ربما في ذلك شكر للخير العميم الآتي من بلاد العام “سام”!