«فرانتشيسكو كوستا»: "سالفيني أفلس“ - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الاثنين، 8 يوليو 2019

«فرانتشيسكو كوستا»: "سالفيني أفلس“


ترجمة: حسن بوصفية
نشرت مجلة «إل بوست» الإيطالية مقالا حول قضية الهجرة غير القانونية إلى إيطاليا، لخّص فيه  كاتبها «فرانتشيسكو كوستا» أهم النقاط التي تتعلق بمشروع سالفيني لكبح تدفقات المهاجرين نحو السواحل الايطالية. بدأ «كوستا» تحليله لهذه القضية قائلا: "إن الموانئ الإيطالية مفتوحة. المهاجرون يواصلون النزول إلى أرصفتها، سواء من على متن السفن التابعة لمنظمات غير حكومية أو من على سفن أخرى، التي تجهلون لمن تتبع و تعتبر مصدر قلق كبير، لأن من المرجح أن تكون عصابات إجرامية من تديرها. 
إن معظم القوانين التي يتضمنها "مرسوم الأمن والهجرة" حول رسو سفن الإنقاذ وإسعاف المهاجرين أظهرت بأنها غير قابلة للتطبيق. وإن سفن الإغاثة والإنقاذ التابعة للمنظمات غير الحكومية التي تنقذ الغرقى يمكنها الوصول إلى الموانئ الإيطالية متجاهلة المنع. كما بإمكانها حتى اختراق الحواجز. في الأخير، بعد فيلم شيق، قادة تلك السفن يُطلق سراحهم ومصادرات السفن تُلغى. 
في أثناء ذلك، في البحر الأبيض المتوسط يموت نفس العدد أو أكثر مما كان يحدث من قبل، والاتفاقيات الثنائية بشأن الترحيل لا توجد، حتى القضاة الأكثر عنادا استسلموا لعدم وجود وعدم ظهور صلة بين المنظمات غير الحكومية ومهربي البشر. 
إن أحداث هذه الأيام تُبيّن شيء واحد: هو أن الاستراتيجية الموضوعة من قبل سالفيني (وزير الداخلية) لمنع وصول زوارق المهاجرين اتضح أنها فاشلة."
ويقول «كوستا» : "أقوله بغض النظر عن آراء كل واحد حيال الهجرة: يبدو لي كونها فعل قابل للملاحظة والتأمل، الذي منه يمكننا أخذ بعين الاعتبار، بصرف النظر عن الحزب الذي صوتنا له في 4 مارس 2018، وأن استراتيجية سالفيني لمعالجتها لم تجد نفعا. انظروا الى السماء كم هي زرقاء (صافية)،  والجو ساخن والموانئ مفتوحة".
 أضاف «فرانتشيسكو كوستا» موجها كلامه لسالفيني:" أكرر: "نحن بحاجة فقط إلى القليل من الأمانة الفكرية لتدوينها، بغض النظر عما نفكر به بشأن الهجرة. ربما أنت محق في رغبتك في إيقاف عمليات الهبوط: أنا لا أناقش هذا. ولكن، أنا أقول إن أي محاولة لوقف عمليات الهبوط كان ينبغي أن تبدأ بقبول حقيقتين: أن المعايير الدولية تزن أكثر من المعايير الإيطالية، وإجبار من ينقذون السفن الغارقة على الهبوط بهم بأي ثمن؛ هم يوجدون في البحر المتوسط ​، وفي الغالبية العظمى من الحالات، إن أقرب "ملاذ آمن" هو إيطاليا. ليس تونس، ولا ليبيا ولا حتى مالطا: إفعل ذلك بنفسك، ولا تغفل من دعمك للقيام بأشياء من هذا القبيل. الحقيقة: الواقع لا يهتم بآرائنا أو مشاعرنا. كان يتعين على أي سياسي أراد إيقاف عمليات الهبوط أن يضع استراتيجية لاحقة: على سبيل المثال عن طريق إصدار صوت كبير لإنشاء آليات توزيع أوتوماتيكي للاجئين، والتي تكون مُلزِمة أيضًا لتلك الدول الأوروبية التي اتخذت إجراءات إزاء الهجرة في كل مكان، على سبيل المثال، من خلال التركيز على أي شيء لإصلاح عرائض تسييس الهجرة واللجوء بشتى أنواعه في دبلن؛ وعلى سبيل المثال عن طريق إعادة تنشيط مهمة دورية وإنقاذ أوروبية حقيقية، لتخفيف الأعباء الاقتصادية واللوجستية على خفر السواحل."

وتابع «كوستا» :" فعل ماتيو سالفيني عكس ذلك، وبدا لفترة من الوقت أنه يمكن أن ينجح. في بلد اعتاد على تفسير القواعد بطريقة تستخلص منها أي شيء، والتي اشتهرت فيها الشرطة برؤسائها أكثر من القانون، فقد بدا أنه يمكنه إغلاق المنافذ بواسطة تغريدة واضحة على "تويتر"؛ واحتجاز عشرات الأشخاص لعدة أيام على متن سفينة تابعة للبحرية؛ وأنه يمكن ببساطة تجاهل القوانين الدولية؛ وأننا يمكن أن نموت ك"ملاذ آمن" لبلد بدون حكومة  في منتصف حرب سياسية أهلية وأوروبية، حيث يتعرض المهاجرون للتعذيب في معسكرات الاعتقال وحيث يتم قصف معسكرات الاعتقال هذه من حين لآخر، تماما كما حدث مؤخرا في مدينة تاجوراء، بليبيا". 
وأردف «كوستا» قائلا:" قرر «ماتيو سالفيني» تجاهل الواقع المعقد وجعل نفسه يتحدث بنبرة  "الرجل القوي"، موافقا على القوانين التي لا يمكن تطبيقها، ومعلنًا عن إغلاق المنافذ التي لا يمكن إغلاقها، مع منح الجانحين لمن تم تبرئهم، بل دفع بجهد سياسي قوي حنى كاد يعرّض  سلامتهم للخطر: التفكير في بلد به مثل هذه المؤسسات المشكوك فيها والضعيفة - بدءاً من البرلمان والقضاء - فإن نقطة الانهيار في القوانين والدولة ستأتي قبلا في بلده، التي هي وطننا إيطاليا. فأوقفوا هذا الرجل المتشدق للسلطة، التي ربما كان مهووس بها منذ طفولته ولم يجد قنطرة لبلوغها الا بمواطنين إيطاليين يعانون من المرض نفسه، ويريدون الآن تغطية هذا العجز بقتل الإنسانية في الأخرين. أوقفوا مشروع الإبادة الباردة بإسم حماية البلد من اللاجئين، الذي إن برر لا يبرر الإ العجز العلني ل"الرجل القوي" المزعوم، الذي يقول إنهم تركوه بمفرده يواجه العدو في البحر الابيض المتوسط، قبالة السواحل الايطالية، وأنه يبحث عن شخص قوي يجنبه فشله المدوي.