قال الممثل الخاص للولايات المتحدة في إيران، يوم الاثنين، إن الرئيس «دونالد ترامب» مستعد لوضع صفقة جديدة على الطاولة بعد أيام من أمره - ثم إلغائه - شن هجوم على البلاد.
وأبلغ «برايان هوك» الصحفيين بأن الصفقة ستصدق عليها الكونجرس الأمريكي. ونقلت «رويترز» عن «هوك» قوله خلال حديثه من عمان التي كانت سابقا بمثابة حاجز بين خصوم الولايات المتحدة وإيران على المدى الطويل، إنه لا يوجد اتصال دبلوماسي أو قناة خلفية بين واشنطن وطهران في الوقت الحالي.
اشتعلت التوترات في الأسابيع الأخيرة عبر شبه الجزيرة العربية، حيث يُلقى باللوم على طهران في سلسلة من الهجمات على أهداف أمريكية وسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك ناقلات النفط في مياه مضيق هرمز، الممر المائي الذي يجب أن تمر عبره الشحن لمغادرة الخليج .
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب واشنطن من جانب واحد قبل عام من اتفاق عام 2015 الذي تم الإشادة به باعتباره بمثابة انفراج بين الأعداء على المدى الطويل.
كان الاتفاق قد قيّد النشاط النووي لطهران، وشهد إلغاؤه استعادة العقوبات الاقتصادية التي استنفدت الاقتصاد الإيراني.
وقال «هوك» إن الاتفاق النووي لعام 2015، الذي وقّعته إدارة الرئيس السابق «باراك أوباما» وإيران، كان معيبًا لأنه ليس له أي أساس قانوني، وفق ما أوردته «رويترز» .
انفجرت التوترات الدبلوماسية في المنطقة إلى صراع مفتوح يوم الجمعة عندما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أمر، ثم ألغى، شن ضربات جوية على إيران ردا على إسقاط طهران طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار قالت إنها تخطت مجالها الجوي.
ونفى «ترامب» هذه الاتهامات، وقال إنه أوقف الإضراب قبل 10 دقائق من إطلاقه، لأنه لن يكون ردا متناسبا، وبدلا من ذلك أمر بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران.
ونقلت «رويترز» عن «هوك» قوله في إشارة إلى «ترامب» "هذا رئيس مستعد للغاية للجلوس مع النظام." وتحدث عبر الهاتف من عمان ، حيث يقوم بجولة في دول الخليج قبل التوجه إلى باريس لمناقشة السياسة الأمريكية مع ممثلين من الدول الأوروبية.
تزامنت رحلات «هوك» في منطقة الخليج مع نشر ترامب سلسلة من التغريدات التي قال فيها إن "الطلب الأمريكي لإيران بسيط للغاية - لا أسلحة نووية ولا رعاية أخرى للإرهاب!"
الأمن البحري
في كتابه على منصة التواصل الاجتماعي، حث ترامب الدول على بذل المزيد من الجهد لحماية الملاحة البحرية في مضيق هرمز، في الوقت الذي تستعد فيه إدارته لإضافة المزيد من العقوبات على طهران التي تتهمها بتشريب المنطقة.
كان أمن الملاحة على طول مضيق هرمز محور محادثات وزير الخارجية الأمريكي «مايك بومبيو» مع الزعماء السعوديين، يوم الاثنين. بعد لقائه مع الملك «سلمان» وولي عهده، أضاف «بومبيو» أن "حرية التنقل تعد بمثابة شريان الاقتصاد التجاري".
وصل «بومبيو» إلى جدة في الوقت الذي ضرب فيه المتمردون الحوثيون في اليمن مطار أبها المدني السعودي للمرة الثانية هذا الشهر، ما أسفر عن مقتل مدني وجرح 21 آخرين.
تجاهل وزير الخارجية الإيراني يوم الاثنين أي تأثير متوقع من العقوبات الاقتصادية الجديدة.
وقال «عباس موسوي» ف،ي مؤتمر صحفي في طهران: "لا ندري حقًا ماهية [العقوبات الجديدة] وما الذي يريدون استهدافه بعد الآن، كما أننا لا نعتبرها لها أي تأثير".
وأضاف: "هل هناك حقاً أي عقوبات متبقية لم تفرضها الولايات المتحدة على بلدنا مؤخرًا أو خلال الأربعين عامًا الماضية؟" .
أدانت روسيا نوايا الولايات المتحدة لفرض عقوبات اقتصادية، قائلة إن هذه القيود ستكون "غير قانونية".
وقال «ديمتري بيسكوف»، المتحدث باسم الكرملين، خلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين، "نعتبر هذه العقوبات غير قانونية."