أصدر الرئيس الفرنسي، «إيمانويل ماكرون»، يوم أمس، قرارا بإلغاء تصريح أصدرته بلدية باريس لإنشاء مدرسة تركية في العاصمة الفرنسية.
بعد نصف ساعة فقط، أصدرت الرئاسة التركية قراراً بغلق كافة المدارس الفرنسية على الأراضي التركية وعددها يزيد عن ال 70 مدرسة فرنسية مفتوحة في جميع مناطق تركيا.
بعد دقائق فقط تراجع الرئيس الفرنسي عن قراره، وقدّم اعتذار لبلدية باريس، وطالب البلدية بتقديم التسهيلات اللازمة للأتراك لإقامة مدرستهم .
يسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى خطة جديدة إلى محاولة اختراق أوروبا حيث كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية أن خلافات نشبت بين باريس وأنقرة بشأن خطة للرئيس التركي رجب أردوغان لفتح مدارس في فرنسا.
وأشارت الصحيفة البريطانية خلال تقريرها إلى أن حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون شجبت الخطوة باعتبارها محاولة لتوطيد نفوذ أردوغان ودعم الإسلام المتشدد بين 600 ألف تركي في فرنسا.
وبالمقابل يبرر مسؤولون أتراك للخطوة بافتتاح بإدارة باريس لعدة مدارس حول العالم، من بينها في أنقرة وإسطنبول، مشيرين إلى أنه لا سبب يحول بينهم وبين القيام بذات الأمر.
وتنخرط تركيا في محاولة طموحة لاستخدام القوة الناعمة لتعزيز نفوذها، ويرجع تاريخ تلك الخطوة لعام 2016 عندما أسست وزارة التعليم مؤسسة للسيطرة على شبكة عالمية للمدارس افتتحها عبدالله غولن، الذي يتهمه أردوغان بمحاولة الإطاحة به. وتزعم المؤسسة الآن أنها تدير 257 مدرسة حول العالم.
وفي دليل آخر على سعي أنقرة لتخطي الحدود التركية، أعلنت خططها الصيف الماضي لافتتاح موجودة من "مدارس العطلات" في ألمانيا للأطفال من "جذور تركية"، تقدم دروسا لمدة 5 ساعات في الأسبوع تتضمن تعليم اللغة التركية والتاريخ، وساعة للتعليم الإسلامي "والقيم التركية".
وقيل إن وفدًا من المسؤولين الأتراك كان مقرر وصولهم باريس، أمس؛ لمناقشة خطط افتتاح المدارس هناك، ويعتقد أن المدارس ستتلقى تمويلًا من الحكومة التركية وتتضمن التعليم الديني إلى جانب المناهج الدراسية الفرنسية الموحدة.
وقال وزير التربية والتعليم الفرنسي، جان ميشيل بلانكر، إن مثل هذه المؤسسات لن يكون مرحبًا بها، موضحًا أن هناك كثيرا من الأعمال غير الودية مصدرها تركيا، وأن لديهم مخاوف في هذا الشأن، لافتًا إلى أن "الجميع يعلم أن تركيا تمضي قدما صوب الأصولية الإسلامية والتوسع".